ميسي ورونالدو في لبنان... حلم لن يتحقق


جفرا نيوز - تطرح الجولات السنوية التي تقوم بها الأندية الاوروبية إلى القارة الآسيوية قبيل إنطلاق الموسم، الكثير من علامات الإستفهام حول الأهمية التي تكمن خلف الحرص على القيام بتلك الزيارات ووضعها على روزنامة الفرق. ولا شك أن أندية عريقة مثل مانشستر يونايتد، تشلسي، مانشستر سيتي، الارسنال، ليفربول، توتنهام، ريال مدريد، برشلونة، بايرن ميونيخ وغيرها من الاندية الأوروبية، دأبت منذ سنوات على القيام بتلك الزيارات بحجة الإستعداد للموسم الجديد، لكن النتائج التي تسجلها تلك الفرق بالمقارنة مع الأهداف الكبرى التى تضعها لا يمكن أن تشكل أكثر من تدريب عادي. فمن غير الممكن مثلاً أن تكون مواجهة برشلونة مع نجوم الدوري الماليزي الشهر القادم مفيدة فنياً لمن يبحث عن إستعادة مجده الأوروبي، كما لا يستطيع أحدٌ إقناعنا أن فوز نجوم الدوري التايلندي على مانشستر يونايتد بهدف دون رد كشف للمدرب ديفيد مويس الثغرات داخل الفريق الإنكليزي. ولا أحد يستطيع أن يقدر ما إذا كان آرسين فينغر قد استفاد من مواجهتي الأرسنال مع فيتنام أو نجوم الدوري الأندونيسي من أجل المنافسة على لقب الدوري الانكليزي هذا الموسم وهو الأمر نفسه بالنسبة لتشلسي والسيتي وبقية الأندية الأوروبية. وعلى الرغم من العدد المحدود للاعبين الآسيويين الذين يلعبون في أوروبا، إلا أن تلك الزيارات لا يمكن أن تشكّل بأي حال من الأحوال تشجيعاً لإستقطاب المزيد منهم، أو أنها رغبة للتواصل مع المشجعين حول العالم. وصحيح أن الاحتكاك بتلك الأندية والمنتخبات من مختلف دول العالم ربما يكون في صالح الكرة الآسيوية من أجل رفع مستواها الفني وتطويرها نحو الافضل، لكنه ليس كذلك بالنسبة للأوروبيين الذين يقومون بجولات سياحية تجارية من أجل جني أموال طائلة. ومن المعروف أن دولاً مثل اليابان والصين وهونغ كونغ وتايلاند وماليزيا تملك إقتصاداً قوياً بات يغري الكثير من الأندية الأوروبية للقيام بجولات آسيوية يعودون بعدها بمئات الملايين من الدولارات. وللإشارة فقط أن رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر سبق وانتقد هذه الزيارات واصفاً إياها بـ"السيرك"، داعياً الأسواق الآسيوية لرفض مثل هذه الزيارات "التي هي بالأصل للنزهة في الوقت الذي يفترض باللاعبين أخذ قسط من الراحة، لكن عندما يطلب الفيفا مشاركتهم في أحدى البطولات يأتي الرد بأن اللاعبين مرهقين بعد كل عناء السفر ولعب المباريات". لذلك فإن الاندية التي تدفع مبالغ طائلة لشراء اللاعبين، ربما تجد في مثل تلك الزيارات باباً لتغطية هذه التكاليف الباهظة، في حاولة منها للإستفادة من العنصر الإقتصادي في كثير من تلك الدول. وللدلالة على ذلك فإن تذكرة حضور "تدريبات" ليفربول على ملعب راجامانجالا في بانكوك استعداداً للمباراة أمام تايلاند بلغت نحو 50 دولاراً للشخص الواحد، مما يعني أن الهدف تجاري أولاً وأخيراً للأوروبيين والشركات الراعية. ورغم كل ذلك ربما تكون هناك إيجابية واحدة تتمثل بقدرة الجماهير على مشاهدة نجوم العالم على أرض الواقع. من هنا ربما علينا أن نحسدهم لأنه بسبب أوضاعنا ورياضتنا المهترئة، فإننا لن نحلم يوماً بأن يلعب ليونيل ميسي في المدينة الرياضية أو يعبر كريستيانو رونالدو جسر المطار من أجل الدخول إليها.