جريدة الشاهد وصخر ابو عنزة ... 14 عاما كل عام وهما بخير
جفرا نيوز - اسامة الراميني من اعتاد على الزحف لا يمكن ان يقوى على الطيران ... ومن اعتاد على الحرية لا بد أن يدفع فاتورة الزمن ... جريدة الشاهد والتي مر من عمرها 14 عاما مرت بحرقة وألم وفي ظرف لم يكن ذاته الظرف الآن ... قطعت شوطاً ونحتت بطولتها ورسمت بعذاباتها طريقاً الى الوطن ... بين الشاهد والشاهد كان هنالك الف شاهد على ولادة مطبوعة وطنية حرة نزيهة ترفع يدها لتقول الحق ولتضع اصبعها في عين الفاسدين والجاحدين والمرتزقة من المتدبرين لذلك كانت الشاهد على الوطن كما هو الوطن شاهد عليها ... هذه الصحيفة ليست مجرد اوراق للتنفيس أو نشرة جريئة بل هي كتاب وطني يؤرشف الحق والشرف . الشاهد اصبحت الآن عنوان ومعيار وأساس ومقياس فهي عنوان للوطنية ورمزاً للجرأة والشجاعة وتسيدت المشهد الوطني للاعلام الحر ولا زالت وستبقى لأنها كما قلنا مجلد يحمي الوطن ويؤرخ لتفاصيله باعتباره مخطوطة ووثيقة وأشياء أخرى ... في البداية توقعوا لهذا المولود أن يولد ميتاً أو مشوهاً أو أنه لن يكمل المشوار في نهاية المطاف لكن حساباتهم الخائبة كانت ترافقهم فالشاهد أكملت المشوار وحدها وغيرها لاقى وجه ربه وانتهى وتلاشى ولن يعود ... نعم جريدة الشاهد وبعد 14 عاما بقيت لوحدها في السوق وفي المشهد وفي الوطن وغيرها من الصحف رفعت الراية البيضاء ونكست اعلامها وباعت مقراتها وأغلقت ما تبقى من حبر فاتحة الطريق وموسعة الميدان الى صحيفة الوطن التي استمرت باعتبارها النشيد الوطني الاسبوعي للمسحوقين وصوت الضمير لكل الفقراء والمساكين الذين كانوا يجدوا بالشاهد صوتهم وضميرهم وبارودهم وخارطتهم الى الخندق ... يقولون دوما " أن عمر الشقي بقي " ومن تموله الفنادق والسفارات ينتهي مع آخر دفعة من الدولارات أما الشاهد فقد ولدت بصعوبة بالغة فالمخاض قاس والولادة كانت صعبة ومن الخاصرة لكن الولّادة بشرتنا بأن المولود الجديد الذي قدم بتاريخ 18/6 يحمل صورة البلد والوطن وعمان وجبالها ... المولود وليد اليوم الأول أطلق صرخته المدوية قائلاً بأن صوته سيكون مسموعاً ومزعجاً ولم يهدء له بال حتى يعود الوطن الى الوطن ... المولود الجديد يكره السكوت ويخجل من الصمت وولد ليكون قائداً ملهماً حياً وهكذا كان . كثيرون منهم من توفاهم الله ومنهم من ابتلاهم ومنهم من ينتظر تصدوا للشاهد وتعرضوا لها وتصدوا لنموها وحاربوا وجودها وحاصروا صاحبها وذيقوا الخناق على العاملين بها محاولين قتلها أو شل قدرتها أو تحويلها الى مجرد نشرة بلا طعم أو لون ... نعم تآمر الجميع عليها ونقصد هنا الفاسدين المفسدين الراشين والمرتشين الخونة والسفلة من اصحاب الاجندات المشبوهة حيث حاولوا جمع القوة عليها بهدف اسالة دمها وتخويفها وتشريد خطها وتفريق الناس عنها لكن بقيت الشاهد فيما الآخرين انتهوا الى غير رجعة بعضهم دخل السجن وبعضهم غادر الوطن وبعضهم كشفته الحياة ولم يعد له وزن ... نعم الشاهد جابهت وواجهت الاعداء والخصوم ولصوص المال العام وعشاق القمع والسرسرية والحرمية بيدها وقلمها وصفحاتها ونشراتها فكانت اليد التي اوقفت جبروت المخرز بجسدها انتصرت على الكرباج بوطنيتها هزمت الحديد وبكرامتها انتصرت على القمع فكانت ترتفع مع جبال رم ونسائم ريح شيح جبال السلط فصمدنا في الشاهد وانتصرنا وبقينا لوحدنا الآن ليس لاننا نملك المال بل لأننا نملك المواطن والوطن والرصيد هنا عال وكبير . خلال 14 عاماً لم تغب الشاهد عن قرائها اسبوعا واحدا فكانت متواجدة دوما هكذا كان يريد صخر ابو عنزة صاحبها وربانها وحتى عندما سجنوه وغلوه وقيدوه عندما رفض تأجيرهم الصحيفة أو المشي مع هواهم كان صوته يتسرب من بين الشبك قائلاً " اياكم والشاهد " ... احرصوا على اصدارها ولا تتأخروا أبداً في طباعتها نعم منذ 14 عاما لم تتأخر هذه الصحيفة ولم تغب وحتى ضابط السجن كان يُذهل ويتعجب من أن الشاهد لا تفارق لسان صاحبها أكثر من أي شيء آخر ولا أتعجب أن في المهجع الذي كان به صخر ابو عنزة كانت جدرانه تحمل اسم الشاهد . الشاهد كانت تعني لصخر ابو عنزة الحياة والغد والمستقبل والأبن والعين والصحة وكل شيء وكان بإمكان هذا الرجل أن يحصل على ما يريد أو يأخد ما يرد لو أنه سمح لصحيفته أن تنبطح وتأخذ الأرض وكان بإمكانه تطبيق مقولة جورج اوريال الذي قال يوما أن أسرع طريق لإنهاء الحرب هو خسارتها لكن ابو عنزة صمد وثبت وراوغ احيانا وانحنى بعض الشيء لكنه ابدا لم ينبطح رفض انهاء الحرب وبقي في الخندق وحمل الراية بالرغم من الجواسيس والوشاة والمتذبذبين والمنبطحين وشعار ابو عنزة كان " الشهد مثل خط التاريخ " تخفض احيانا من هامة الجبهة ولكنها لا تنبطح فهذا الرجل لم يسلم المفاتيح ولم يبع الاقلام ولم يرضخ ولم يستكين لهواتف منتصف الليل وهكذا بقى . شرعية الشاهد هذه الصحيفة اتت من الشارع من الوطن من الحرية من تفاصيل المشهد الوطني تجاوزت الصعاب والهموم والعذابات ... أقسم بالله العظيم بأن ما تعرضت له الشاهد وصاحبها من الجرادين والكلاب الضالة ومن الفاسدين والمفسدين ما تعرضت له صحيفة وكنت أقول دوما بأن صخر ابو عنزة والشاهد معه مثل الحديقة بأسوار عالية فصخر قفل ليس له مفتاح وصخرة يصعب تفتيتها وانسان مصنوع من لسان شعاره اذا لم يكن من الموت بد فمن العار ان تموت جباناً ... الشهد كبرت وأصبحت أم تلم ... بها الان شقيقات مثل الجزيرة والصياد والملاعب واخوة مثل رم والميدان وشقيقة جديدة اسمها JNC... الشاهد الوحيدة الآن وغيرها اختفى فالاعمار بيد الله ونتمنى لصخر أبو عنزة والشاهد العمر المديد 14 عاما من العذابات تقصر العمر خصوصا اذا كان العمل في مجال الصحافة في الاردن وكل عام والشاهد شاهد وكل شاهد وصخر ابو عنزة بخير . جفرا نيوز تهنئ الزميل صخر ابو عنزة وتدعو له دوام التقدم والنجاح وكل عام وابو عنزة والشاهد بالف خير