العلاقة بين النظام الاردني والإسلاميين تحددها ساحة رابعة العدوية بالقاهرة
جفرا نيوز - يضع مدير الأمن العام وعضو البرلمان الأردني الأسبق الجنرال مازن القاضي يده على النقطة المفصلية تماما وهو يحذر من أي محاولة لإقصاء المكون الإسلامي المتمثل في الأخوان المسلمين محليا بعد ما حصل في مصر مؤخرا.
بعض القراءات في الساحة الأردنية تتحدث عن طي ملف الأخوان المسلمين وتجاهلهم تماما وعدم مخاطبتهم بعدما حصل في مصر تفاعلا مع سعي النظام الرسمي العربي برمته اليوم لإعادة إنتاج المشهد الأخواني لصالح الإقصاء والتهميش وفي مرحلة لاحقة الإستهداف.
القاضي إقترح على مسؤولين في الدولة الأردنية المبادرة لإستثمار الحسابات الإقليمية التي يفرضها الإيقاع المصري لصالح منهجية التعقل والمشاركة وليس لصالح برامج الإقصاء.
وجهة نظر القاضي وهو أحد أعضاء حلقة حوارية وطنية إجتمعت بالإسلاميين مؤخرا عدة مرات للبحث عن مخارج للأزمة الوطنية تقضي بإستثمار الأجواء السياسية لكن لصالح تأسيس نظرية جديدة في المشاركة فهم- يقصد الأخوان المسلمون- كانوا ولا زالوا جزء أساسيا من مكونات المجتمع الأردني وأي إقتراحات بإقصائهم خصوصا بعدما حصل في مصر لا يمكنها أن تكون مسئولة أو منتجة.
عضو البرلمان البارز خليل عطية يقترح على الحركة الإسلامية في الأردن إعادة حساباتها خصوصا فيما يتعلق بعبثية برامج مقاطعة الإنتخابات ملمحا لان التوتر في المشهد المصري يقول ضمنيا بضرورة التركيز على إنتاجية المشاركة في مقابل عبثية المقاطعة خصوصا للإنتخابات وعلى أساس المشاركة وتجنب الإستئثار وإحتكار السلطة. نخبة عمان السياسية عمليا مشغولة بالحسابات الداخلية بعد إقصاء نظام الرئيس محمد مرسي.
والشارع الأردني يراقب بحرص بالغ تفاصيل ما يجري في مصر لكن بعض المسؤولين في دوائرالقرار يظهرون الإستعداد للإنقضاض على جماعة الأخوان المسلمين المحلية إستثمارا للإيقاع المصري وهو ما يحذر منه القاضي
البلاد وفقا لرأي القاضي تستعد لإنتخابات بلدية عامة ورغم أن بعض الإجتهادات تشكك في إمكانية إجراء هذه الإنتخابات فعلا إلا أن القاضي وأخرين من النخب الفاعلة يدعون للعمل على محاورة الإسلاميين المحليين ودعوتهم للمشاركة في الإنتخابات وإعادة النظر ببرنامج مقاطعة الإنتخابات.
ذلك على أساس أن هذه هي الطريقة الوطنية المسئولة لإستثمار وتوظيف المشهد المصري بدلا من إصغاء مؤسسة الحكم لمقترحات تصعيدية تعمل على إستغلال الموقف لإقصاء الإسلاميين وإبعادهم تماما. سياسيا تبدو الفرحة الرسمية بعزل الرئيس مرسي سطحية ومتسرعة ليس لان معركة الأخوان في مصر لم تبدأ بعد فقط ولكن لان المستهدف اليوم هو الإسلام السياسي برمته كما يقدر الناشط محمد خلف الحديد.
وداخليا يصمت قادة أخوان الأردن ويترقبون المشهد ويكتفون بالبيانات العمومية التي تتحدث عن مؤامرة ضد مرسي دون إتضاح نواياهم وبرامجهم على الصعيد الداخلي خصوصا وأنهم كانوا طوال عقود وحتى عام 2005 فقط محسوبين على النظام ويعتبرون أنفسهم جزءا منه قبل بروز نظرية ‘شركاء لا تابعين’ التي هندسها الرجل الثاني في تنظيم الأخوان الشيخ زكي بني إرشيد.
الإسلاميون في الأردن كانوا في حالة ‘كمون’ تكتيكية طوال الأسابيع الماضية لكنهم الأن في حالة كمون إستراتيجية إضطرارية ويقيسون حساباتهم المحلية وفقا لبوصلة إيقاع ميادين المدن المصرية المحتشدة حاليا تحت يافطة الأخوان المسلمين.
قيادي بارز في التيار الإسلامي قال بأن حقيقة المواجهة السياسية في الساحة الأردنية ستحددها نتائج وتداعيات الوقفة الحالية في ميدان رابعة العدوية في القاهرة والمشهد الختامي يرتسم وفقا لإيقاعات هذه الساحة.