حكومة النسور من الداخل: إنفراد وتذمر وضعف وبلا دعامات تسندها
جفرا نيوز - خاص - كتب محرر الشؤون السياسية
لا يتردد مسؤول رفيع من داخل مقر الحكومة التأكيد أمام "جفرا نيوز" بأن الوضع داخل الحكومة ينذر بسقوطها من الداخل، ولا يتردد بوضع تقديرات وتوقعات كلها تشي بأن الحكومة التي يرأسها منذ نحو شهرين الدكتور عبدالله النسور إن لم تسقط بضربة سيف من البرلمان، فإنها ربما تسقط ب"نيران صديقة" من داخلها، إذ يؤكد المسؤول أن حجم التذمر قد بدأ بالتنامي داخل الحكومة من جانب وزراء يقول بعضهم أنه عمل مع أكثر من رئيس حكومة في الماضي، لكنه لم يلحظ هذا الإنفراد والتسلط في إتخاذ القرارات كما لاحظها مع الرئيس النسور الذي يميل الى إتخاذ قرارات دون الرجوع لمجلس الوزراء، وهو أمر يقول الوزراء أنه قد يفاقم أزمات حكومة النسور التي لا تقف عند الهموم داخل فريقها فقط، بل أن حكومة النسور ينتظرها أزمة طاحنة على صعيد العلاقة مع البرلمان في ظل توقعات وإنطباعات وتقديرات تضخ حجما غير عادي من التشاؤم حول المصير الذي يمكن لهذه الحكومة أن تؤول إليه.
مصادر ومسؤولين تحدثت إليهم "جفرا نيوز" باتوا يميلون صراحة الى الإعتقاد الحاسم بأن مرحلة عبدالله النسور وسعيه للتذاكي المكلف سياسيا على الدولة الأردنية، قد أوشكت على الإنتهاء، إن لم تكن قد إنتهت فعلا في نظر مرجعيات مهمة ومستويات سياسية وأمنية، إذ بات يدرك عبدالله النسور خلافا للثقة المصطنعة التي يبديها في أحاديثه وإطلالاته الإعلامية المتكررة أن حكومته غير مسنودة بأي دعامات سياسية أو أمنية كما كان يحدث سابقا مع حكومات سابقة، في إشارة ضمنية الى تلقي حكومات سابقة دعامات مؤثرة من القصر الملكي، وجهاز المخابرات، إذ يبدو واضحا اليوم أن القصر والمخابرات يريدان لحكومة النسور أن تؤدي عملها طبقا للدستور بلا أي دعامات، إذ سبق للقصر أن أفهم النسور أنه لا تغطية سياسية للأداء المنفرد والمرتبك، وأن الدولة لن تتدخل إذا ما قرر البرلمان إسقاط وزارة النسور.
وتلفت المصادر الى أن وزارة النسور تخلو تماما من اللاعبين السياسيين والإقتصاديين، وهو دور بات مطلوبا من النسور أن يلعبه بلا أي مهارات أو خبرات، فالنسور خبير حقيقي في مجالات القيادة الإدارية والشؤون التربوية والتعليمية، لكنه ليس سياسيا بالمعنى التقليدي وهو يدفعه الى حمل بطيخة إضافية فوق يديه المليئة بالبطيخ أساسا، إذ يقال من جانب أوساط أردنية أن الإستعانة بشخصية لها كاريزما خاصة باللباس العسكري من طراز الجنرال حسين هزاع المجالي في الفريق الوزاري للنسور لم يكن موفقا أبدا، فتشير الأوساط أن الجنرال المجالي غائب تماما عن المسرح السياسي الداخلي، الى درجة دفعت بعض أوساطه المحبة الى القول أن الظن بأداء رفيع وعميق من جانبه قد خاب تماما، وأنه كان يؤدي دورا سياسيا أكثر تأثيرا من خلال عمله السابق كمدير لجهاز الأمن العام.
حاصل القول أن سقوط حكومة عبدالله النسور سيكون مدويا جدا، والأهم أن هذا السقوط لن يتأخر كثيرا سواء أكان ب "نيران صديقة" أو ب" ضربة سيف" برلمانية تعيد خلط الأوراق، وتثبت قناعة سياسية أردنية أن التذاكي على الأردنين مكلف جدا، ومضر بصحة الدولة الأردنية.