عطوفة مدير الامن العام الذي ردعني ذات جهل
جفرا نيوز - خاص – عيسى محارب العجارمة - ذات عمر مضى وتحديدا عام 1990وكان عمري حينذاك 20ربيعا كنت أرنو للسفر الى الخليج العربي وتحديدا لدولة الامارات العربية المتحدة طمعا في الالتحاق بوالدي الذي كان يعمل في الحرس الاميري رحمه الله وأصنع مستقبلي كموظف مدني لربما في بلدية ابوظبي او سواها .
كانت قيادة الفرقة الالية الرابعة الملكية التي كنت أخدم بها تموج بالرجال الرجال من قادة وضباط المغفور له بأذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال المعظم ملك المملكة الاردنية الهاشمية القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية / الجيش العربي مصنع الرجال أو الجيش المصطفوي كما كان يطيب لسماحة العلامة نوح سلمان القضاة مفتي القوات المسلحة رحمه الله أن يسميه .
كانت خدمتي حينذاك اربعة سنوات وبحاجة لمعجزة للترميج خصوصا بأنني معاد للخدمة فما كان مني الا ان دلفت من مكتبي بقلم الفرقة الجالسة كالأسد المزمجر على ربوة ذات قرار مكين بمرج الحمام لتطل على مآذن القدس وفلسطين الحبيبة والغور الاردني البطل بنهره الخالد وبحره الطيب لا الميت .
كنت ارتدي بذلة الفوتيك الاخضر القديم وأشد النطاق مرتديا الحذاء الساق الطويل الملمع الاسود الزاهي تزين هامتي البرية العسكرية المزدانة بالتاج الهاشمي المهيب وعلى صدري قارمة الاسم الثلاثي الذي ينتهي بأسم قبيلتي التي هو في المحبة صنو الوطن وأقل بقليل من محبتي لقائد الوطن الهاشمي كونه حفيد الرسول وبمحبتي للرسول لايقبل قلبي القسمة على حبيب سواه هو واحفاده الغر الميامين حتى وان كان سواه وطني وعشيرتي الاقربين .
دخلت مكتب رئيس اركان الفرقة الشيخ العميد الركن عارف عبدالقادر العدوان العدوان أطال الله بعمره وشافاه وعافاه -(وشدده بثياب العافيه هو وكل ضابط وجندي متقاعد من الجيش العربي والاجهزة الامنية باختلاف مسمياتها ) - بوساطة جميلة لطيفة من زميلي بالرتبة والخدمة الكاتب الطابع الرقيب الاول خالد جميل العبادي الذي بتجاوزي لمرجعيتي كدت ان أزجه في محاكمة لاذنب له بها سوى رغبتي بالتشريق طلبا لمستقبل افضل في ارض زايد الخير .
شرحت ظرفي لعطوفة الرئيس الذي وافق دونما تردد على ترميجي شرط الذهاب لغايتي كعادتهم قادتنا في الجيش العربي أنبل بني البشر وأعزهم على الله هم وجندهم ثم على قلب قيادتهم الهاشمية النبيلة .
فما كان منه الا وان رفع سماعة الهاتف الداخلي وطلب من ركن العمليات بالفرقة المقدم الركن حينها توفيق حامد الطوالبة أن يقوم بتسهيل تسريحي فورا وقال لي على بركة الله يابني .
هرعت لمكتب الباشا الدكتور توفيق الطوالبة فارعا دارعا برعونة وجهل الشاب ذو العشرون ربيعا حينها فطلب من الجلوس بمكتبة ولم يحقق لي رغبتي وقام بتوجيهي بأن الامر ليس بالسهولة التي أريد وحقيقة كان متطابقا (ولاهي اليوم) مع رغبة والدي الذي كان يرغب ان استمر حتى انهي تقاعدي ببلدي وبالجيش الذي احب وخدم من قبل سواء في الضفة الغربية او الشرقية .
قام بأعطاءي اجازة لمدة اسبوع طبعا تقدير الموقف هو صنعة وصناعة عطوفتة ولليوم فعدت اليه طالبا الاستمرار بالخدمة العسكرية والاعتذار من عطوفة الرئيس مما اثلج صدره كيف لا وهو الاب الرحوم والاخ الكبير لذاك الشاب الذي لم تكن عركته الحياة في اتخاذه لذاك القرار المبني على احلام اليقظه .
انهيت خدمتي لمدة سبعة عشر عاما في مصنع الرجال الجيش العربي وبقيت أستمتع بنجاحات عطوفة الباشا الدكتور توفيق حامد ومنها قيادته لاحد الالوية المدرعة ثم قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية .
ثم رحيلة برهة من الوقت عن الحياة العسكرية للحياة المدنية ليفيد منها في اكمال رسالة الدكتوراة ليجمع بين العلم العسكري والاكاديمي ويصبه في بوتقة نجاحه المنقطع النظير بقيادة قوات الدرك التي قدمت الشهداء والدماء الزكية الطاهرة في معمعة مظاهرات رفع اسعار المحروقات وكان الرقم الصعب والسهم الصائب في جعبة سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ليتسنم ذرى المجد بقيادته لجهاز الامن العام .
قبل ايام قلائل طالعت اعلانا تطلب فيه قيادة الجهاز شراء كمرات مراقبة لوضعها في المراكز الامنية والسجون لتكون كما احسب زرقاء اليمامة لعطوفتة وهو يعرف حق المعرفة ان عمل الجيش والامن 24ساعه من 24 ساعه .
زد على ذلك حضوره وحسب نشرات التلفزيون الاردني التي هي مرجعي الاول والاخير بعد صاحبة الجلالة وتحديدا جريدة الرأي الغراء ووكالة الانباء الاردنية وليس الجزيرة او المنار ووكالة فارس للانباء او وكالة انباء الاناضول .
لفعاليات تمرين نفذه أشاوس وحدة انضباط الشرطة بالبرية الحمراء وعملهم مشابه لعمل الشرطة العسكرية الملكية بالجيش العربي .
كان التمرين شطحة صوفية هاشمية بديعة وترجمة لرؤى جلالة الملك بالتركيز على التدريب المنتج الفعال الذي هو صلب تخصص عطوفة الباشا الطوالبه .
نتمنى كل النجاح له وننصح صبية الحراك الشعبي وخصوصا صغار السن منهم من ذوي العشرون ربيعا ذات يوم ان تلين عريكتهم لقيادتهم الهاشمية حماهم الله بعد حماية جهاز الامن العام لهم قرابة الثلاثة اعوام الماضية واعتقد انه آن الاوان للنضج من اوهام الربيع العربي كما فعلت ذات يوم بحلمي في الذهاب لمدن القحط والملح التي وصفها المبدع عبدالرحمن منيف برائعته من خلال رواية هنا شرق المتوسط احسن وصف وليس ربيعا كربيع حمد الذي نراه اليوم والذي بالتاكيد ان نطول منه الا حمام دم كالذي نشهده بساحات مدينة القصير السورية سلم الله اهلها من شر ذاك الربيع القائظ وفتنه اللاهبة حد الموت والذبح وجز الاعناق من الوريد للوريد واكل القلوب والاكباد والحقد الطائفي المتبادل على مرمى نيران المقاتلين الاغبياء من الطائفتين المتصارعتين فيها حربا كحرب البسوس فيها .
وآمل ان يكون ذالك على يد القائد الفذ الفريق اول الركن الدكتور توفيق حامد الطوالبة حفظه الله والاردن العظيم ملكا وجيشا واجهزة امنية وحكومة وبرلمانا وشعبا سواء في المعارضة او الموالاة ولنعذر بعضنا البعض في ما لانتفق عليه .
اللهم لاتجعلها صرخة في واد ولا نفخة في رماد .
الله الوطن الملك
Issalg2010@hotmail.com