اعتداء السفارة العراقية.. تكالب دبلوماسية النفط أم تسليع للكرامة؟
جفرا نيوز- إبراهيم قبيلات
انتشر مقطع فيديو على اليوتيوب يظهر فيه حرس السفير العراقي وموظفون ينهالون بالضرب على مواطنين اردنيين في المركز الثقافي بعد هتافهم في الحفل للرئيس العراقي الراحل صدام حسين. فلم يسعف طرفي المشكلة تأييدهم للنظام السوري في تأجيل حساباتهم ولو قليلا.
التسجيل أظهر امن السفير وهم يوسعون شبابا أردنيين ركلا وشتائم، غير ان التسجيل كان صامتا ولم يشاهد الاردنيون سوى اللكمات والأحذية النسائية والمقاعد المتطايرة على رؤوس الشبان العزل في غياب تام لأمن المركز.
المقطع استفز الشارع الأردني، وأخذت كرة الرفض والاحتجاج بالتدحرج منذ لحظة انتشاره على الشبكة العنكبوتية، فتوجه العشرات من الأردنيين إلى مقر السفارة العراقية في جبل عمّان، والغضب يملاً وجوههم، مطالبين بطرد السفير العراقي جواد عباس، ومرددين هتافات تمجيد للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وسرعان ما انتقلت حالة الرفض الشعبية إلى العبدلي، حيث مجلس الأمة، فطالب نواب بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة المعتدين والمعتدى عليهم، فيما أصر آخرون على طرد البعثة المرافقة للسفير العراقي في عمان.
الاعتذار الشفهي للحكومة العراقية عن تصرف دبلوماسييها وسحبهم من الأراضي الأردنية يفهمه البعثي القديم، د. فايز الهروط ضمن سياق مصالحة تخرج منها رائحة نفطية.
سألنا الدكتور عن سر عدم جدية الحكومة في التعاطي مع موضوع اعتداء الدبلوماسيين على أردنيين فقال : "القرار السيادي يرتهن للنفط والمعونات الاقتصادية".
هل كان قرارا سياديا؟ أم ان ما جرى هو تسليع للكرامة؟.
لا شك أن القرار السياسي الأردني يأخذ بالحسبان الحالة الاقتصادية ومدى تعثرها أو انتعاشها، لكن الهروط يرى في مد انبوب النفط العراقي عبر الأراضي الأردنية شواهد دامغة على الكلفة الرسمية والشعبية.
"كلفة" يقول المحامي ضرار الختاتنة احد الذين تعرضوا للضرب من قبل الدبلوماسيين العراقيين في الأردن، بأن الشارع جاهز لدفعها في حال تلكأت الحكومة.
الرجل يقول : اجدادنا ضحوا بدمائهم من أجل كرامتهم وسنكمل المشوار.
بالنسبة للختاتنة فإن اعتذار الحكومة العراقية لا يعني شيئا على أرض الواقع.
ما المطلوب إذاً؟
المطلوب، "تحويل المعتدين على السيادة الأردنية إلى القضاء"، وفق الختاتنة الذي يتساءل عن مصير المعتقلين الأردنيين في السجون العراقية؟
يؤلم الختاتنة تلك الهمجية المفرطة التي تعرض لها بعد ان عبر عن رأيه في بلده، من قبل ما أسماهم بـ"الطغمة التابعة لولاية الفقيه"، لكنه يتذكر الشرفاء في العراق ثم ينظر كيف قدم هؤلاء على أكتاف الدبابات الأميركية.
اليوم علينا ان نتذكر أن السفير العراقي الذي استشاط غضبا بعد سماعه كلمة من بعثي عربي، صمت أعواما على اغتصاب فتيات عراقيات من قبل القوات الأميركية