الفوسفات من جديد

 جفرا نيوز - خاص
كانت الفوسفات و لازالت الندبة الأكثر بروزاً في سوء خصخصة مقدرات الدولة، و الملف الأكثر دسماً وجدلاً عند التطرق لقضايا الفساد التي لا زال المجتمع الأردني ينتظر بتاً قاطعاً فيها ومحاكمة المسؤولين عنها مهما علا شأنهم.   و لقد ساد ارتياح عام في الأوساط الشعبية عندما بدأ مؤخراً فتح الملف "الفوسفاتي" في المحاكم وكانت لشهادات بعض المدراء و ما تكشف من خبايا وقع الصدمة على المتابعين للقضية، حيث كان حجم الفساد طوال السنوات الماضية لا حدود له و لا رادع.
و من هذا المنطلق فالإعتقاد السائد بين الأوساط الشعبية أن صفحة جديدة قد فتحت وأن إدارة الشركة الحالية ستكون بلا أدنى شك أكثر أمانة وحرصا على صون عائدات بيع الفوسفات، فأي تلاعبٍ مستقبلي ستكون عواقبه القانونية و الشعبية وخيمة و قاسية.
ما حصل مؤخراً من قرارات إدارية سعت الى تحجيم بعض مدراء الشركة وتجميدهم يثير الكثير من التساؤلات حول جدية المحاكمة من جهة، ومدى مصداقية الإدارة الجديدة في النهوض قدماً بالشركة التي تلقت ضربات موجعة في الآونة الأخيرة.

المتابع للأمر يلاحظ ان المدراء الذين تم وضعهم على "الرف" هم الذين كشفوا في شهاداتهم حجم الفساد الهائل أبان إدارة وليد الكردي، وسيكون لهذه القرارات أو "التجميدات" عواقب خطيرة على سير المحاكمة و ستؤثر بلا شك على شهادات الموظفين لاحقاً.
أما ربط الإدارة قراراتها الأخيرة ببرنامج الهيكلة، فالتساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا يتم تطبيق الهيكلة على اثنين فقط من مديري الشركة دون باقي المدراء وسائر الموظفين الذي يبلغ عددهم بضعة آلاف، هذا عوضاً عن أن برنامج الهيكلة نفسه -والذي طال انتظاره - لم ينته بعد.
نتمنى على إدارة الشركة التراجع "بشجاعة" عن قراراتها قبل ان تقابل بسخط عارم من موظفيها، قد يتطور الى سخط عام بسبب التأثير غير المباشر على مجرى المحاكمة، حيث أن هذا الشعب المنهك اقتصاديا لن يسمح و لن يسامح مجددا من يساوم على رغيفه و قوته. وندعو الله أن يرزق عامر المجالي الرئيس الجديد لمجلس إدارة الشركة البطانة الصالحة من مستشارين و مدراء، و قد يضطر عطوفته الى التنكر قريبا و القيام بجولات تفقديه بنفسه بين مكاتب موظفيه على غرار المسلسل ذائع الصيت "يوميات مدير عام" حيث لم يجد حينها أيمن زيدان بطل المسلسل حلاً آخر لإعادة الشركة التي تتخبط في تسيب مالي و إداري الى مسارها الصحيح.