الرخمة ليست صقرا يا نواب
جفرا نيوز - كتب : أسد بن الفرات
عندما بدأ عبد الله النسور بتشكيل حكومته الجديدة لم يكن احد يعرف انه ستكون خياراته بهذا السوء ويبدو انه شكلها على عجل دون ان ينظر الى ما اقترفت يداه .
الناس قالت ان الرئيس ربما تغير وانه لم يكن يملك الفرصة سابقا وفرضت عليه الاسماء الا انه في هذه المرة أكد عن سابق نية انه يقصد العشائر المحترمة يقصد اقصائها ويبحث عمن يستقوي عليهم لبعثهم من جديد.
اذن القصة ليست ضربا من الصدفة فنحن جميعا نعلم كيف جاء النسور بتوليفة تشكيلة حكومته التي جمعتها المصالح وتفرقها المصلحة العامة.
نعلم جميعا كيف جاء كل واحد من وزراء النسور وكيف اقصى وزراء لم يمرروا شحنات كان النسور طلب تمريرها وكيف كان غضبه شديد على من يقف في المجلس ويقول لا.
نعرف كل صغيرة وكبيرة عن اسرار التشكيل الذي لو ان الرئيس وقف على قارعة الطريق لكانت اختياراته افضل ولكان نتاج مشاوراته الوهمية اصدق.
ولا يمكن ان نشبه هذه التشكيلة والحالة التي اقدم عليها النسور الا بحال الرخمة.
ولمن لا يعرف الرخمة ، فهي تشبه الدجاجة ولونها أحمر ، ولكنها من فئة الجوارح ، وعلتها انها لا تأكل الا بواقي الجيفة من جلد وعظم وغيره ،وهي بالمناسبة ليست صقرا يأنف ان يأكل الجيفة ويأكل اول الضحية ان لم يكن هو من اصطادها.
ثمة فرق كبير بين ان تكون قائدا او تابعا اذ ان القيادة لها حس لا يدركة كل الناس والقيادة يرافقها الصدق وحسن الطوية ويناقضها الخبث واللامبالاة وكثيرون ممن نراهم اليوم يتذاكون ويتعطون بالدهاء المكشوف وعذب الكلام بدون افعال وهم من الذكاء او الحكمة بعيدون.
طرحت هذه المقارنات لأؤكد على ان القوي لا تقاس قوته الا بين الاقوياء لا بين الضعفاء واذا ما انبرى للمصلحة العامة اشخاص اقوياء علينا ان نعززهم وننافسهم لا ان نقصيهم بالمؤامرة والتذاكي وتعسف السلطة.
حال حكومتنا العتيدة التي لا تمثل الا من جاء بها كحال من اراد ان يبني بيتا من طين عند انهمار المطر فتلوث البنا ولم يصنع سكنا واقيا لنفسه او اهله وسال الطين في اقرب واد.
وهنا يقف السؤال المهم يطرق اسماعنا بقوة وهو هل ينتظر النواب من الرخمة ان تكون صقرا وان تترفع عن صغائر الامور.
وهل يتوقع هؤلاء البسطاء من شخص يتذاكى ان يفي بوعود انكرها قبل ان يتمها .
غريب حال هذا المجلس الذي اصابه الوهم والوهن مع اطلالة عمله ولا يملك خياراته وهو تائه لا يعرف الطريق .
اقول لهذا المجلس ان الناس تراقبكم واعلموا ان الصقر صقر والرخمة رخمة ولن تكون الفرخمة يوما ما صقرا ايها النواب!!!.