فايز الطراونة .. ليس رجل المرحلة

جفرا نيوز - كتب محرر الشؤون المحلية 
ظَنّ الشارع لا يخيب في رسميين كثر.. كلما قالوا: "تغيرنا" اكتفى الناس بالابتسام. "لا تجرب المجرب"، هذا ما تقوله امثال العرب على الاقل. كثير من الرسميين "مجربين" ومجربين جدا، وعلى ما يبدو (الى الابد).
الطراونة واحد من السياسيين الاردنيين، الذين لم يعرفوا السياسة الا بشقها الرسمي، بعد ان ضَمِن لنفسه مقعدا متقدما في الدولة مبكرا، حتى حارت الدولة على اي كرسي تجلسه.
مساعد لرئيس التشريفات الملكية، وكان سكرتير اقتصادي لرئيس الوزراء، وكان مستشاراً اقتصاديا لرئيس الوزراء، وكان سفير الأردن لدي الولايات المتحدة الأمريكية، وفي العام 1998 كان رئيس الديوان الملكي الهاشمي.
ليس هذا وحسب فقد كان عضوا مقيما في مجلس الاعيان: "الثامن عشر، والتاسع عشر، والعشرون، والحادي والعشرون، والثاني والعشرون، والثالث والعشرون، والرابع والعشرون، والخامس والعشرون. ورئيس مجلس امناء جامعة ال البيت.
وكلما قيل كفى قال: (خذ) فقد كان ايضا وزيرا للصناعة والتجارة والتمويل، وكان وزيرا للخارجية، وكان مستشارا، وسفيرا، وكان رئيسا للوفد الاردني المفاوض في عملية السلام التي انتجت لنا وادي عربة، وكان رئيسا للوزراء مرة عام 1998، واخرى عام 2012 ومن يدري ما كان عام 2050م لا شيء خارج المألوف.
يا الهي كان الرجل كثيرا جدا. فمنذ 1971 وحتى اليوم دخل الطراونة الى الفريق "المرضي عنهم" ولم يخرج منه ابدا مرة واحدة والى الابد. هو كذلك رغم ان اصدقائه من السياسيين قليلو العدد، الى حد يقال انهم لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة. ويقال ايضا ان اصدقاءه ثلاثة عبدالاله الخطيب، ونايف القاضي، وصالح القلاب. ويقال كذلك انه "صاحب صاحبه".
ويقال مرة اخرى ان ذلك هو السبب في تداول اسمي نايف القاضي وعبدالاله الخطيب لرئاسة الوزراء سابقا.
عرف فايز الطراونة بين السياسيين بالدماثة حتى انك لا تجد على لسانه سوى: "تؤمر سيدي.. كل شي تمام سيدي".
يدرك الاردنيون ان اعفائه من رئاسة الوزراء عام 2012 لم يكن نهاية المطاف.. اليوم تقلد الرجل في مثل هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الاردن احد أهم الملفات سخونة "البحث عن رئيس وزراء" يستطيع ان يمر بالبلد من هذه المرحلة القلقة.
ما يشعر به الاردنيون - كثير منهم على الاقل - اليوم هو ان حقيقة ما يقال عن ان الشكل يدل على الجوهر "في منه".
من هنا يقولون ان ادوات صناعة الاصلاح يجب ان لا تكون هي هي ذاتها التي شاركت في صنع الحقب الماضية. وكأنها القدر الهابط على الاردنيون من دون ان يجدوا عنه بديلا.
فايز الطراونة رجل دولة لعقود طويلة: السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، والعقد الاول من القرن الحالي .. فايز الطراونة ليس رجل المرحلة.