وماذا عن الاردنيون ... العمالة المصرية تتذمر من اكتساح السوريين للمهن في الاردن؟!!نهتم لارائكم
جفرا نيوز- يقف بائع الشاي والقهوة بعد منتصف الليل عند إشارة المرور، وإذ تقرأ على إبريقي الشاي والقهوة، ملصقاً يقول: "شاي سوري، قهوة سورية” تعرف أن هجرة السوريين إلى الأردن لم تعد مجرد هجرة، إذ بدأت تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية بالظهور.
وفي أحياء عمان الثرية وتلك المتوسطة، بدأت عشرات المحال التجارية بالافتتاح، حاملة أسماء دمشقية وسورية، تبيع الحلوى والأطعمة، بعد أن هاجر عدد من السوريين، حاملين مدخراتهم المالية إلى الأردن، مفتتحين هذه المحلات، لتقديم الأطعمة والحلويات بنهكة المطبخ الشامي المعروف.
ويقول بائع البوظة الدمشقي "أبوعلال” إنه ترك خلفه في دمشق القديمة محلاً للبوظة أغلقه جراء الظروف التي تمر بها سورية، وقد وصل إلى الأردن قبل شهور، حيث تقيم ابنته أساساً وتعيش مع زوجها الأردني. وحين تسأله عن سر تقديم البوظة في الشتاء، يقول إن كل أمم الدنيا تتناول البوظة صيفاً وشتاء، وهذا أمر طبيعي جداً.
لمسات المجتمع السوري بدأت بالبروز في كل مكان، فأحد مطاعم عمان الشهيرة استبدل أغلب طهاة المطعم المصريين بسوريين، وعند مدخل مطعم يضع يافطة تقول الكثير من باب جذب الزبائن والفخر أيضا، إذ يقول عبر يافطته إن طهاة مطعمه يستحقون التجربة، دون ندم، لأنهم من الطهاة السوريين.
حين يختلف مذاق الطعام
ويقول الدكتور فائق المحسيري إن مذاق الأكل في المطعم اختلف بحق، وكأنها أنفاس الطهاة الجدد، أو تلك الخبرة المتوارثة.
وفي مواقع كثيرة بدأت العمالة المصرية بإشهار تذمرها من قدوم السوريين، إذ باتت عمليات إحلال العمالة السورية مكان المصرية تجري على قدم وساق، لعدة أسباب،أولها حرفية السوري، وثانيها تلك التشابهات الاجتماعية في الشخصية الأردنية والسورية، وثالثها يتعلق بالجانب الإنساني، ثم الجانب المتعلق بتدني أجور السوري مقارنة بالمصري.
وينافس السوريون على كل المهن، من البناء إلى الخدمات، وصولاً إلى المهن التي تحتاج إلى احتراف أعلى مثل خدمات الكومبيوتر والتعليم والتصوير والتسويق، وغير ذلك من خدمات.
المواطن الأردني يرى أن السوري بالمقابل بات ينافسه على بعض المهن التي لم يكن ينافسه فيها المصري أساساً، وبات طبيعياً في عمان أن ترى العمالة السورية في كل مكان، من محلات بيع الملابس، وصولأً إلى بقية المهن.
أم حمزة
أم حمزة لاجئة سورية كانت في مخيم الزعتري للاجئين السوريين البعيد عن عمان في مدينة المفرق، وقد سمحت لها السلطات الأردنية بالخروج مؤخراً تقول إن السوريين ينجذبون أساساً إلى الحرف والعمل التجاري، مستذكرة بعض المحطات في مخيم الزعتري، إذ تقول لـ 24 إن عشرات السوريين في المخيم وعلى الرغم من اللجوء يمارسون أعمالاً تجارية، من بيع السلع إلى بطاقات الهاتف وغير ذلك، ومن الطبيعي أن تشاهد في المخيم عشرات البسطات الصغيرة التي يفرد عليها السوري بعض السلع لبيعها من أجل تدبير نفقاته.
ويعيش في الأردن أكثر من ربع مليون لاجئ سوري، أغلبهم يتوزع في المدن المختلفة، بالإضافة إلى خمسين ألف لاجئ يعيشون في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وأكثر من ألف لاجئ عسكري انشقوا عن النظام يعيشون في مخيم خاص للعسكريين، كما أعلنت السلطات الأردنية عن افتتاح مخيم جديد هو مخيم المريجيب الذي يتسع إلى خمسة آلاف لاجئ.
أثر الهجرات العربية
وفي مناطق عمان، تقرأ أثر الهجرات العربية إلى عمان، من فلسطين وسورية والعراق، فهذا مطعم للمسقوف العراقي، وذاك محل للحلويات النابلسية نسبة الى نابلس في فلسطين، وهذا مقهى يحمل اسم قاسيون، وهكذا تنتقل بصمات شعوب عربية تحت وطأة الهجرة إلى الأردن.
ويقول مصطفى العواد، وهو ناشط في مجال إغاثة السوريين في الاردن لـ 24 إن مئات العائلات السورية تعيش في المناطق الفقيرة في عمان، حيث تتم مساعدتها، لافتاً الانتباه إلى وجود أكثر من 700 عائلة في منطقة القويسمة شرق عمان، مشيراً في ذات الوقت إلى أن أغلب العائلات السورية لا تميل إلى تلقي المساعدة إذا توفرت لبعض من فيها فرص عمل، مشيداً في هذا الصدد برغبتهم الكبيرة في توفير الرزق عبر العمل، لا المساعدات بشكل عام، وإن كان بعضهم يريد المساعدة والوظيفة معا، بسبب عدم كفاية أجر العمل لتغطية أجرة المنزل، قائلاً إن بين السوريين من يعمل في مهن كثيرة من النجارة إلى البناء وغير ذلك.
ويعاكس رأي العواد شخص لافت للانتباه في مجال إغاثة السوريين، هو رئيس جمعية السنة والكتاب زايد غيث التي قدمت جمعيته مساعدات إغاثة لأكثر من مائة وعشرين ألف سوري منذ بدء الأزمة السورية، معتبراً أن أغلب اللاجئين السوريين يميلون إلى التسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية للحصول على مساعدات، باستثناء نفر قليل يتعفف ويبحث عن عمل.
القدرة على الاندماج
ويرى مراقبون في عمان أن الأردن بدأ يلمس بشكل واضح آثار الهجرة السورية إلى الأردن على أصعدة كثيرة، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، غير أن اللافت للانتباه أن قدرة السوري على الاندماج في المجتمع الأردني سجلت منسوباً أعلى، مقارنة بهجرة العراقيين، لاعتبارات اللهجة والجوار والعلاقات الممتدة، على مدى سنين فائتة.
وتتخوف السلطات الأردنية من موجات هجرة قد تصل إلى المليون سوري خلال الفترة المقبلة. ويقول مطلعون في عمان إن قرار إغلاق الحدود الأردنية السورية قرار محتمل لولا إلماحات المجتمع الدولي للأردن بأن إغلاق الحدود سيؤدي إلى مخالفة القوانين الدولية المتعلقة بالحروب والهجرات الإنسانية، فيما يبلغ تحسس الأردنيين من جهة أخرى الذروة لإحساسهم بأن بلادهم باتت مفتوحة لكل قادم على الرغم من ضعف إمكاناتها.