المغرب يقص شريط منافسات أفريقيا بلقاء جزر القمر
ستتجه جميع الأنظار إلى الرباط مساء اليوم، حين يبدأ المنتخب المغربي المضيف المثقل بالضغوط رحلته نحو لقب ثان في كأس أمم أفريقيا، بمواجهة جزر القمر في افتتاح مباريات المجموعة الأولى.
وعرفت البطولة القارية على مدار تاريخها 19 انتصارا لأصحاب الأرض في المباراة الافتتاحية، ويأمل "أسود الأطلس" في تسجيل الانتصار رقم 20 عندما يواجهون منتخب جزر القمر، الذي يشتهر بقدرته الواضحة على صناعة المفاجآت وإسقاط منافسين أقوياء.
يدشن المغرب مشواره في أمم أفريقيا 2025 على ملعب الأمير مولاي عبد الله، واضعا نصب عينيه هدفا واضحا: تفادي أن يصبح أول منتخب مضيف منذ بوركينا فاسو العام 1998، وسادس منتخب مضيف في تاريخ البطولة يخسر مباراة الافتتاح.
ورغم الغياب المحتمل للظهير المؤثر أشرف حكيمي بسبب معاناته البدنية، سيدخل "أسود الأطلس" اللقاء بثقة كبيرة في قدرتهم على تفادي صدمة التعادل أو الخسارة، مع إدراكهم في الوقت نفسه أن خصمهم لا يُستهان به.
ويخوض رجال المدرب وليد الركراكي النسخة العشرين للمغرب في كأس الأمم، وسط ثقل توقعات جماهيرية كبيرة تطالب منتخب نصف نهائي كأس العالم 2022 بالتخلص أخيرًا من "تهمة" التقصير القاري التي لاحقته لسنوات طويلة، والسعي لرفع الكأس للمرة الثانية فقط في تاريخه، والأولى منذ 1976.
وكانت استضافة المغرب للبطولة لأول مرة العام 1988 قد انتهت ببلوغه نصف النهائي، قبل أن يخسر مباراة تحديد المركز الثالث، وهي محطة نادرًا ما عاد إليها لاحقًا "بطل أفريقيا" لمرة واحدة.
بل إن أفضل إنجازين للمغرب في كأس الأمم منذ بلوغ نهائي 2004، تمثّلا في الوصول إلى ربع النهائي في نسختي 2017 و2021.
وخلال تلك الفترة، سجّل المغرب أربع مرات خروجا من دور المجموعات، إلى جانب إقصاءين من دور الـ16، كان آخرهما في نسخة 2023 في ساحل العاج، حين تلقى صدمة كبيرة بالخسارة أمام جنوب أفريقيا.
وبشكل لافت، فإن تلك الهزيمة 2-0 في كانون الثاني (يناير) بمدينة سان بيدرو، كانت آخر مرة يخسر فيها منتخب الركراكي مباراة رسمية، ما يعزز مكانة المغرب كـالمنتخب الأول أفريقيا.
لكن في هذا المستوى من المنافسة، تبقى المفاجآت قريبة دائما.. ومنتخب جزر القمر يعرف جيدا كيف يفاجئ الكبار.
يعود منتخب جزر القمر إلى أكبر بطولة قارية، وهو يحمل ذكريات لا تُنسى من ظهوره الأول العام 2021، عندما تأهل إلى دور الـ16 على حساب غانا بعد الفوز المثير 3-2 على "النجوم السوداء" في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
واستفادت جزر القمر من توسع البطولة آنذاك لتتقدم كأحد أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث، فيما خرجت غانا، لكن مسار جزر القمر في السنوات التالية أكد أن تلك اللحظة لم تكن مجرد ضربة حظ.
غاب المنتخب عن نسخة 2023 بسبب وقوعه في مجموعة صعبة ضمت زامبيا وساحل العاج (التي تأهلت بصفتها البلد المضيف)، ورغم ذلك جمع سبع نقاط، وهو حصاد يعد محترما.
وفي التصفيات المؤهلة لهذه النسخة، لم يسمح رجال المدرب ستيفانو كوسين بتكرار الغياب، وقدموا حملة قوية أنهوا خلالها مجموعتهم دون أي خسارة، بتحقيق ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات.
وكانت أبرز نتائجهم الفوز على تونس في تونس، قبل التعادل 1-1 في مباراة الإياب، وهي نتائج ساهمت في إقالة تونس لمدربها فوزي البنزرتي.
ورغم أن الشباك النظيفة لم تكن حاضرة كثيرًا، فإن القوة الجماعية للفريق وتطوره عبر السنوات يوحيان بأن التقليل من خطره، خصوصًا في الهجمات المرتدة، سيكون قرارًا غير حكيم.
وعلى الرغم من تصنيف جزر القمر المتأخر عالميًا عند المركز 108، فقد قدم المنتخب مؤخرًا إشارات تؤكد أنه من أكثر منتخبات القارة خطورة، بتحقيقه خمسة انتصارات في تصفيات كأس العالم، بينها فوز جديد على غانا.
وبعد أن كان يُنظر إليه كمنتخب "سهل" يمكن الدوران حوله، بات الآن يحصد انتصارات متتالية ويؤكد تصاعد منحناه، وسيذهب إلى مواجهة المغرب بثقة، ساعيا لإحياء ذكرى تعادل 2-2 بينهما في تصفيات أمم أفريقيا 2019.
ويتجه أشرف حكيمي لعدم المشاركة بسبب مواصلة التعافي من إصابة في الكاحل كادت أن تنهي حلمه في أمم أفريقيا 2025، كما يُرجح غياب سفيان أمرابط بسبب إصابة في الساق، فيما يُتوقع أن تحرم إصابة في العضلة الخلفية حمزة إغمـان من الظهور اليوم.
ورغم أن ابراهيم دياز كان هداف المغرب في التصفيات، فإن لاعب ريال مدريد لا يدخل النهائيات بزخم كبير، إذ لا يحصل على دقائق لعب كافية في مدريد.
ويظل يوسف النصيري هو الهداف الأبرز في قائمة المنتخب المغربي، إذ لا يتفوق عليه أي لاعب آخر في القائمة بعدد أهدافه الدولية (25 هدفا)، ويتطلع مهاجم فنربخشة لأن يكون حاسمًا في لقاء الافتتاح.
في المقابل، لا تبدو جزر القمر متأثرة بإصابات بارزة، ما يمنح المدرب كوسين مجموعة مكتملة وجاهزة للاختيار.
ورغم التوزيع المتوازن للأهداف في التصفيات، سجل كل من يوسف مشانجاما ورافيكي سعيد هدفين، وكان سعيد صاحب لقطة لافتة بإحرازه هدف الفوز على تونس 1-0 في تونس.
ويبقى السؤال: هل يقود المخضرم الفردو بن نبوهان (36 عاما) خط الهجوم؟ أم يمنح كوسين الفرصة لاسم أصغر سنًا مثل فايز سليماني كبديل "جيد إلى جيد جدا"؟.
التشكيلة المتوقعة
المغرب: بونو؛ مزراوي، أكرد، اليميق، صلاح الدين؛ بن صغير، العيناوي، صيباري؛ دياز، النصيري، الزلزولي.
جزر القمر: أنزيماتي-أبودو؛ يوسف، داهوما، صويليحي، طويبيبـو، بورا؛ مشانجاما، يوسف، بورهاني؛ سعيد، سليماني.