فراعنة يكتب: جرائم الفاشيين لا تتوقف
حمادة فراعنة
حتى الأجواء الطبيعية، والعاصفة الشتوية التي تجتاح فلسطين، وخاصة على قطاع غزة، لم تدفع نتنياهو للتحرك نحو أي مساعدة لإخراج أهالي القطاع من محنة المطر والبرد، عبر إدخال الاحتياجات الأساسية لبشر يستحقون الحياة، مثل كل البشر، مثل الإسرائيليين، وأكثر.
حينما تعرض اليهود للظلم والاضطهاد والتصفيات في أوروبا على يد القيصرية الروسية والنازية الألمانية والفاشية الإيطالية، تضامن العالم معهم، ووقف إلى جانبهم، بعضها لأسباب إنسانية وبعضها لأسباب سياسية، بريئة أو خبيثة، ولكنهم وقفوا إلى جانبهم بما في ذلك منحهم فرص الهجرة واللجوء لمناطق عديدة، وبالذات إلى فلسطين، على حساب الشعب الفلسطيني، وعلى أرض وطنه.
الشعب الفلسطيني تعرض لحرب إبادة جماعية، وتطهير عرقي لسنتين متتاليتين، سنوات 23 و 24 و 25، وتم التوصل عنوة إلى وقف إطلاق النار بقرار ومبادرة من الرئيس الأميركي ترامب، يوم 10 تشرين الأول أكتوبر ، ومع ذلك ما زالت عناوين الإجرام والقتل والاغتيال الإسرائيلية متواصلة، وأكثر من ذلك تم استعمال الحصار والتجويع والعطش ومنع الادوية والعلاجات، اي منع إدخال مقومات الحياة لأهالي قطاع غزة، ولا يزالون.
في مواجهة العاصفة الطبيعية من المطر والبرد التي دمرت الخيام، بعد أن دمرت قوات الاحتلال ثلثي بيوت أهالي غزة، وباتوا بالخيم الممزقة، ها هي العاصفة الطبيعية تُدمر خيامهم وتمزقها وتجتاحها سيول المطر الشديد، ولا يجدون ما يأويهم، ومع ذلك، لا يتراجع نتنياهو وفريقه الائتلافي المتطرف العدواني العنصري الفاشي، عن معاقبة الشعب الفلسطيني، لأنه لم يتجاوب مع خطط المستعمرة نحو الرحيل والتشرد واللجوء كما حصل معهم عام 1948.
خطط وبرامج نتنياهو وفريقه بن غفير وسموترتش وباقي أدواتهم، يستهدفون المدنيين الفلسطينيين قصدا و عمدا، برفض الاستجابة لمطالب الأونروا والمنظمات الدولية الإنسانية الأخرى التي توجه نداءات لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين من التغول والتسلط والتطرف الإسرائيلي.
كنا نفهم حجج نتنياهو أنه يريد جثث القتلى الإسرائيليين الذين قام هو عبر أدواته العسكرية بقتلهم وإعدامهم بالقصف المركز، ودفنهم تحت الأنقاض، ومع ذلك كان التدخل المصري بالآليات الثقيلة عنواناً لإخراج جثث الإسرائيليين، وبقيت جثة واحدة، جثة واحدة يُعاقب شعب فلسطين بسببها.
نتنياهو فاقد لأي حس إنساني، مثله مثل أدواته العسكرية والأمنية وقيادتهم السياسية المتطرفة بن غفير وسموترتش، وهم أدواته لتنفيذ سياساته، وبرامجه ودوافعه العنصرية العدوانية الفاشية، ولا أمل منهم ولديهم سوى عبر الضغط والتطويق السياسي من قبل رئيس الولايات المتحدة والقادة الأوروبيين، غير ذلك سيبقى مواصلاً برنامجه الذي أخفق في تطبيقه: 1- تصفية المقاومة الفلسطينية، 2- وطرد وتشريد الشعب الفلسطيني، بعد أن فشل في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل.
هو يتهرب من أي استجابة لصالح المدنيين الفلسطينيين، كما أنه يتهرب من الاستجابة لقرار المحكمة الاسرائيلية بتشكيل لجنة تحقيق، وها هم الذين كانوا أسرى من الإسرائيليين، يطالبونه بتشكيل لجنة تحقيق، لأنهم عرفوا أنه فشل في إطلاق سراحهم، ولولا تدخل الرئيس الأميركي لقام بتصفيتهم بالقصف كما فعل مع أقرانهم من الأسرى الإسرائيليين الذين ماتوا بسبب القصف الإسرائيلي، حيث لم يكن لديهم أي رغبة في إطلاق سراحهم.
نتنياهو مهما بدا متبجحاً سيحاكم أمام الواقع والتاريخ، مثله مثل كل القادة الذين تمت محاكمتهم بالهزيمة وبالعداء للإنسان، وتم رميهم إلى مزابل التاريخ بسبب جرائمهم وأفعالهم المشينة.