على خطى النهج الهاشمي… رسالتنا إلى سمو الأمير غازي
بقلم المحامي الدكتور جلال الشورة
في الأردن، لا تُقاس علاقة القيادة بشعبها بالمسافات ولا بالبروتوكولات، بل تُقاس بقرب الهاشميين من الناس، وبقدرتهم على أن يكونوا بين أبناء وطنهم بصدق وبساطة ومسؤولية. هذا النهج ليس شعارًا، بل ممارسة يومية رأينا تجلّيها الأجمل قبل أيام حين جلس جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله – بين أبنائه العسكريين، يمازحهم، يضحك معهم، ويحدّثهم كما يحدّث الأب أبناءه.
لم تكن تلك اللقطة صورة عابرة، بل كانت رسالة واضحة المعنى: "نحن قريبون… نسمعكم… ونعرف همومكم.”
وعلى خطى هذا النهج الهاشمي الأصيل، نكتب اليوم.
نحن مجموعة من الأكاديميين وأساتذة جامعة العلوم الإسلامية العالمية السابقين، نؤمن بأن الحقيقة لا تستقيم إلا إذا سُمعت كاملة، وأن الحوار المباشر هو أساس العدالة وأرقى ما في الدولة الأردنية من قيم راسخة. ومن هذا المنطلق، نتوجه برغبتنا الصادقة إلى لقاء سمو الأمير غازي بن محمد، حفظه الله، لنضع بين يديه ما لدينا من معطيات ووقائع تتعلق بقضايا أكاديمية ووطنية نرى أنها تستحق النظر بعين سموّه الحكيمة.
لسنا في معركة مع أحد، ولا نطلب تجاوز أي جهة، ولا نكتب سعياً لمكسب شخصي أو لإثارة إعلامية. نحن فقط نؤمن بأن الحقيقة يجب أن تصل لمن بيده الرؤية والقرار، وأن وضوح الصورة يساهم في صناعة العدالة وترسيخها.
ويحدونا الأمل بأن النهج الهاشمي في القرب من الناس، والذي جسّده جلالة الملك عبدالله الثاني في لقائه الأخير مع أبنائه العسكريين، هو ذاته النهج الذي يدفعنا اليوم لطلب لقاء سمو الأمير غازي، حفظه الله، ثقةً منا بأن أبواب القيادة الهاشمية تبقى مفتوحة أمام أبناء الوطن حين تكون الغاية هي قول الحقيقة وعرضها كما هي.
إن الأردن يقوم على الصدق، ويكبر عندما تُقال كلمته بلا خوف، ويتقوّى عندما تصل المعلومة إلى صاحب القرار كما هي. والهاشميون، كما عرفهم الأردنيون عبر التاريخ، كانوا دائمًا الأقرب إلى الناس، والأكثر إنصافًا لهم، والأسبق إلى سماع صوتهم.
ولهذا نكتب… ولهذا نطلب… ولأن الحقيقة تستحق أن تُسمع، نأمل أن يمنحنا سمو الأمير فرصة اللقاء، لنضع بين يديه ما في جُعبتنا من حقائق، خالصين لله والوطن والقيادة.
فالأوطان تُبنى بالحقيقة…
والهاشميون كانوا دائمًا بوابة الحقيقة