دائرة الاحصاءات.. تصنع الفرق في عهد فريحات

سليمان الحجاج 


في حضرة القامات الوطنية التي تصنع الفرق بصمتٍ ووعي وإخلاص، يستحضر ذكر الدكتور حيدر فريحات المدير العام لدائرة الإحصاءات العامة الأردنية بوصفه واحدًا من الرجال الذين يتركون أثرًا يتجاوز حدود مواقعهم الوظيفية، فهو قائد يؤمن بأن الإحصاء ليس مجرد جداول ومنحنيات، بل هو لغة المستقبل ومفتاح الفهم العميق لمسار الدولة وحاجات المجتمع.

 الدكتور فريحات يحمل فلسفة واضحة ورؤية متبصّرة تدرك أنّ الرقم الصادق هو حجر الأساس لأي نهضةٍ اقتصادية أو اجتماعية، وقد عُرف عنه أنه يجمع بين هدوء العالم ودقة الباحث وحنكة الإداري، حيث استطاع أن يخلق في دائرة الإحصاءات العامة نموذجا خاصا في الانضباط والشفافية والتطوير المستمر، ما جعله محط تقدير كل من اقترب 
  من مسيرته أو واكب أثر جهوده ، فيما ينسب له الكثير من المراقبين قدرته على مزج الحكمة القيادية بالخبرة المهنية، ما جعله مثالاً للمسؤول الذي يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار ويقود فريقه بثبات نحو الرايدة والابتكار والكفاءة.

استطاع الدكتور حيدر فريحات، منذ توليه قيادة دائرة الإحصاءات العامة، أن يُحدث نقلة نوعية في بنية العمل الإحصائي من حيث دقته ومهنيته ومرونته أمام متطلبات العصر، فقد عمل على تحديث البنية التحتية للبيانات، وتطوير آليات جمع وتحليل المعلومات بما يتوافق مع أرقى المعايير الدولية، كما قاد جهود التحوّل الرقمي داخل الدائرة، الأمر الذي انعكس في تعزيز موثوقية المؤشرات الوطنية، وتسهيل وصول الباحثين وصنّاع القرار إلى المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب، وبفضل هذه الجهود، أصبحت منتجات الدائرة أكثر قدرة على دعم الخطط الحكومية وتقديم صورة واقعية عن التحديات والفرص التي تواجه الاقتصاد والمجتمع.

ولم تتوقف بصمات الدكتور فريحات عند حدود تطوير الأدوات، بل امتدت إلى ترسيخ ثقافة مهنية جديدة داخل المؤسسة، تقوم على التعاون والابتكار وبناء القدرات، فقد أولى اهتمامًا خاصًا بتأهيل الكوادر الوطنية وتزويدها بالمهارات المتقدمة في التحليل الإحصائي وأساليب التنبؤ الحديثة، ما أسهم في خلق جيل إحصائي أكثر ثقة وخبرة وكفاءة وموظفون يشهد لهم بالتميز والعمل الدقيق والمسؤول والمثالي.

  وكان الحرص على توسيع الشراكات الإقليمية والدولية، سببا رئيسيا أتاح لدائرة الاحصاءات العامة تبادل الخبرات والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، وبهذه الرؤية المنفتحة، استطاعت دائرة الإحصاءات تحت قيادته أن تعزز حضورها كمؤسسة رائدة، وأن تكون مرجعا موثوقا يُستند إليه في صياغة السياسات وصناعة المستقبل، وتوفير العديد من فرص العمل التي أسهمت في التقليل من البطاله لدى الشباب .

وعليه، فإن مسيرة الدكتور حيدر الفريحات ليست مجرد محطات مهنية تُروى، بل هي شهادة حيّة على ما يمكن أن يصنعه الإخلاص حين يقترن بالعلم، وما يمكن أن يثمره الإيمان العميق بأن الوطن يستحق الأجود دائمًا، ففي كل خطوة يخطوها، يتجلّى معنى القيادة التي لا تبحث عن الضوء بل تصنعه، والتي لا تنتظر الثناء بل تترك أثره في التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة. 

ومع استمرار بناء الدولة الحديثة على أسس المعرفة والبيانات، تبقى جهود الدكتور فريحات مثالاً يلهم، وطريقا يعبّد أمام كل من يؤمن بأن الإحصاء ليس مجرد مهنة، بل رسالة سامية تُترجم نبض الوطن بلغة الأرقام.

فهنيئا للوطن وسيد الوطن الغالي بما نملك من كفاءات علمية ووطنية وقيادية نفخر بعطائها وانتمائها وانجازاتها.