الشوابكة تكتب: المونديال.. حكاية فخر تبدأ من لحظة الإعلان
بقلم رشا الشوابكة
شاهدنا القرعة، وترقبنا ظهور اسم الأردن بين عمالقة العالم، فإذا بالمجموعة تضم الأرجنتين بكل سطوتها وتاريخها، والجزائر بروحها القتالية وجمهورها الجارف، والنمسا بقوتها الأوروبية المنظمة مجموعة ليست سهلة أبدًا، بل تُعد واحدة من أقوى مجموعات البطولة، ومع ذلك كان حضور اسم الأردن فيها كفيلًا بأن يرفع رؤوسنا جميعًا ويُشعل في قلوبنا شعورًا لا يوصف بالفخر والانتماء.
منذ اللحظة التي أعلن فيها عن تأهل النشامى إلى كأس العالم 2026، بدت الساحة الكروية الأردنية وكأنها تحتفل بحلمٍ خرج من بين الصعوبات ليصبح واقعًا يُعاش فالأردن لم يصل إلى هذه البطولة الكبرى بسهولة، بل عبر طريق طويل مليء بالتحديات، طريق أثبت فيه اللاعبون أن العزيمة الأردنية لا تنحني مهما اشتدت الظروف فلقد حمل النشامى أمل أمة بأكملها، وأظهروا قوة الروح قبل قوة القدم، وعزفوا سيمفونية من الإصرار والقتالية حتى وصلوا إلى أكبر مسرح رياضي في العالم.
ورغم قسوة المجموعة وصعوبة المواجهات المقبلة، إلا أن الأردن يدخل المونديال بروح مختلفة، روح من يعرف أنه صنع إنجازًا تاريخيًا يُكتب بحروف من ذهب فوجودنا بين هذه المنتخبات ليس مجرد مشاركة، بل هو إعلان بأن الأردن، رغم محدودية الإمكانات وكثرة التحديات، قادر على أن يفرض اسمه ويؤكد مكانته فشعور الفخر الذي غمر الشارع الأردني لم يكن فقط بسبب التأهل، بل بسبب الطريقة التي وصل بها المنتخب، وبسبب الإيمان الذي زرعه في قلوبنا بأن الحلم مهما كان بعيدًا يمكن أن يتحقق.
اليوم، يقف الأردن أمام فرصة جديدة ليُظهر للعالم أن صلابة الجبال لا تختلف عن صلابة رجاله، وأن النشامى لا يخافون قوة المجموعات ولا ثقل الأسماء، بل يرون في كل تحدٍ فرصة لإثبات أنفسهم فالأردن يدخل المونديال ولديه ما يقوله، ولديه ما يقدمه، ولديه روح لا تعرف المستحيل فهذه المشاركة ليست مجرد صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الأردنية، بل بداية حكاية فخر طويلة، ستظل تُروى كلما تحدثنا عن معنى الإصرار وعن قوة بلد أحبّ أن يحلم… ووصل.