الديوان وقيادات الأجهزة الأمنية .. هل اقترب التغيير؟
خاص
مع أن فكرة تدوير المواقع عادية جدًا في تاريخ الدولة الأردنية؛ لأن الأساس لا يقوم على أشخاص، إلا أن تعلق الأردنيين أو بعضهم بفكرة قرب تغيير مسؤول من موقعه، غريبة ومعقدة، وتدخل حد الوشاية في مجالس عمّانية "شغلتها وعملتها" إجراء تغييرات واسعة على مواقع مهمة وحساسة في الدولة، واللافت أن من يتسلمونها مُنشغلين بالعمل وفي حالهم؛ أي لا يدخلون في ساحة القيل والقال، وهم آخر من يسمع خبر تغييرهم ، أو أن هناك توجهات لذلك.
ومع أن الجو العام أقرب إلى "القيلولة السياسية" على الأقل حاليًا، إلا أن أخبارًا تخرج بين الفينة والأخرى عن أن هناك تغييرات على مواقع مهمة؛ ومهمة تعني أن من سيشملهم التغيير،هم؛ رئيس الديوان الملكي يوسف حسن العيسوي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، وأجهزة أمنية أخرى لا تسلم من قرارات التغيير التي تأخذها ألسنة "الفلسفجية" ، ويبدءون الترويج لها وكأنها حصلت بالفعل، في إغفال متعمد إلى أن ثبات المسؤولين في هذه المواقع، وعدم الحاجة لتغييرهم، هو قوة للدولة، واستقرار في مؤسساتها.
العيسوي في رئاسته للديوان الملكي لم يلتفت لأخبار تغييره من موقعه، ربما سمع الأمر شأنه شأن الكثير، لكنه استمر في جولاته الميدانية، وأداء الواجبات المطلوبة منه، العيسوي عنده شدة حيل أكثر من بعض الشباب الذين يتكاسلون من أبسط الأمور، وما لا يعلمه الراغبون بتغييره، أنه صنع حالة الرضا عنه من تلقاء نفسه؛ إذ لم يحدث يوم أن ألغى زيارة أو رفض لقاء ، وأسبوعيًا يُجالس شيوخ ووجهاء وأبناء وبنات المملكة من الشمال والجنوب والقرى، هو قريب من الناس بمسافة آمنة، ومنفتح كما لم يكن أحدًا قبله.
دول كثيرة يبقى فيها المسؤول بموقعه، وعلى رأس عمله لسنوات، وشعوب هذه الدول لا تكترث إلا لفكرة أن المسؤول يعمل بذمة وضمير، دون تقصير أو تخاذل، وبالأردن على سبيل المثال رئيس هيئة الأركان الباشا الحنيطي في موقعه منذ فترة طويلة؛ ليس لأنه الحنيطي، ولا لأسباب تتعلق بشخصيته، أو ماذا يحب و يكره، هو رجل عسكري من الطراز الرفيع، وأحدث توازنًا لافتًا في مؤسسة الجيش التي لم تفقد يومًا ثقة الأردنيين بها، الأردني قد ينتقد وزير أو مسؤول أو نائب، لكنه عند الجيش يدعس على الفرامل، ويقف أمام مؤسسة همها حماية الوطن والمواطن، وهذا مهم أن يبقى خلفه رئاسة تنفذ وتفهم توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة جلالة الملك، والحنيطي كان قادرًا على ذلك، و ترأس هيئة الأركان في وقت يُحارب الأردن وبشراسة تهريب المخدرات عبر الحدود، وغيرها من الملفات الأمنية الساخنة.
التغيير سنة الحياة ، والمواقع والمناصب لا تدوم لأحد، وما يميز رئيس الديوان ، ورؤساء الأجهزة الأمنية، أننا لا نراهم في حالة "نطنطة" من صحيفة إلى موقع إخباري، ومن ثم ظهور إعلامي عبر الفضائيات، وبعدها التفرغ لكتابة المقالات، لا بل هم بعيدون عن ضجة الصالونات وكركبتها ، وحالة خاصة؛ لأنهم يديرون البلد من زاوية مهمة، وهي "الأمن والأمان"، ورأس مال الأردنيين قيادتهم الحكيمة، ومن ثم نعمة الأمن والأمان؛ لذا تركهم وشأنهم يعملون أقل ما يمكن أن يُقدم لهم، والأدهى أنه عند تغيير أي مسؤول من موقعه يخرج فلاسفة القوم، ويسألون : "بماذا سيختلف فلان عمن سبقه"؟، الحقيقة أنه لا يمكن استيراد أو شراء المسؤولين من المجموعة الشمسية!.