زيلينسكي: السلام مع موسكو ما زال بعيدًا

رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتقدم الذي تحقق خلال محادثات جنيف بين الوفود الأوكرانية والأوروبية والأميركية، لكنه شدد على أن تحقيق "سلام حقيقي” مع روسيا يتطلب "جهوداً أكبر بكثير”.

وخلال مؤتمر عبر الفيديو في السويد، قال زيلينسكي إن كييف نجحت، عبر التنسيق مع الجانب الأميركي، في إدراج "نقاط بالغة الحساسية” ضمن الإطار الجديد للمفاوضات، معتبراً ذلك "خطوات مهمة”، لكنه أكد أن الطريق ما زال مليئاً بالتحديات.

وتواصل الولايات المتحدة وأوكرانيا العمل على خطة سلام معدلة بعد رفض مقترح سابق اعتُبر مائلاً بشكل واضح لصالح موسكو. وأكد الجانبان في بيان مشترك أنه تم التوصل إلى "إطار عمل منقح”، دون الكشف عن تفاصيل آليات ضمان أمن أوكرانيا أو طريقة التعامل مع القضايا الإقليمية الحساسة.

وأكد البيت الأبيض أن الخطة الجديدة تأخذ في الاعتبار "المصالح الوطنية” لأوكرانيا و”متطلباتها الاستراتيجية”، بينما واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على كييف للوصول إلى اتفاق سريع، رغم مغادرة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو جنيف قبل اكتمال العمل على الخطة.

وتشير مصادر مطلعة إلى احتمال سفر زيلينسكي إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لمناقشة النقاط الحساسة مباشرة مع ترامب، بعد أن تسببت المسودة الأولى—التي تضمنت تنازلات إقليمية وقيوداً على الجيش الأوكراني—في موجة انتقادات واسعة داخل الكونغرس وكييف.

وبالتوازي، طرح الأوروبيون مقترحاً بديلاً يخفف من حجم التنازلات المفروضة على أوكرانيا، ويشمل ضمانات أمنية أميركية مشابهة لتلك المعمول بها داخل حلف شمال الأطلسي، في حال تعرضت كييف لهجوم جديد.

وتتزامن هذه التطورات مع استمرار الضغوط الداخلية على زيلينسكي، وسط فضيحة فساد حكومية، ومع تصعيد روسي يستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع المياه والتدفئة والكهرباء عن ملايين السكان.