لتبقى الحياة أولا.. ولا للمخدرات
نيفين عبدالهادي
حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن المخدرات خطرها بعيد، وأن مسؤولية حماية المواطنين من هذه الآفة ملقاة على جهة أو أكثر تأخذ طابعا رسميا، إلى أن بدأت أقرأ واستمع لحوارات ولقاءات أن آفة المخدرات تحتاج مواجهة حقيقية تبدأ من المواطنين، ومن الأسر ومن المدرسة والجامعة، قبل أن نتحدث عن مسؤولية رسمية تقوم بها الجهات ذات العلاقة على أكمل وجه، وبأعلى درجات المسؤولية وفي مقدمتها بطبيعة الحال إدارة مكافحة المخدرات ومديرية الأمن العام.
أتحدث هنا عن المخدرات كآفة خطيرة، مدمّرة يجب التنبه لوجودها، ومكافحتها والتصدي لها بكل ما أوتينا من يقظة ومن حبّ لأبنائنا وبناتنا، كونها للأسف آفة موجودة، وتشكّل خطرا يجب التنبّه له، ومواجهته بشكل حاسم وحازم، وعلى المواطنين والأهل كبير المسؤولية بهذا الجانب، بمتابعة أبنائهم ورفاقهم، وسلوكهم، وتصرفاتهم، حفاظا على يومهم وغدهم، وصحتهم، وبطبيعة الحال على أمن المجتمع.
مديرية الأمن العام أطلقت نهاية الشهر الماضي وتحديدا يوم الاثنين السابع والعشرين من تشرين الأول الحملة الوطنية التوعوية تحت شعار «نعم للحياة... لا للمخدرات»، وفي شعار هذه الحملة الهامة كل الحقيقة، إذ لا تجتمع المخدرات مع الحياة، لذا فقد جاء شعار الحملة بأن «نعم للحياة» ومن ثم «لا للمخدرات»، فكلاهما لا يجتمعان، ولا يشكلان أي نوع من أنواع الممكن، فالحياة الطبيعية الصحية الآمنة السعيدة المستقرة حتما يجب أن يقابلها «لا للمخدرات»، لذا فإن تطبيق هذا الشعار صيغة آمنة للحياة، الحياة الصحيحة والصحية.
الحملة أطلقت بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بخطر آفة المخدرات وسبل الوقاية منها، في إطار رؤية وطنية شمولية تشاركية تجمع بين المؤسسات الرسمية والأكاديمية والشبابية، مع تركيز خاص على فئة طلبة الجامعات والشباب، بوصفهم الفئة الأقدر على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، وفي تحقيق هذا الهدف الذي أعلنت عنه مديرية الأمن العام، يتحقق العيش الصحيح، الآمن، وتتحقق حماية المجتمع وبناتنا وأبنائنا، والأهم يفتح عيوننا على الحقيقة والواقع، فلا بد من تعزيز الوعي المجتمعي بخطر المخدرات، هي حقيقة وتطبيقها مسؤولية وطنية علينا جميعا تحملها، وكما جاء بهدفها التركيز الخاص على فئة طلبة الجامعات والشباب، وهي الفئة القادرة على إحداث التغيير، إضافة لكونها فئة مستهدفة عند مروجي هذه السموم.
وفي رسالة واضحة، لحملة، «لا للمخدرات، نعم للحياة»، بأنها جاءت لأجل شبابنا ومستقبل وطننا، ودعت مديرية الأمن العام الجميع للمشاركة في «حملتنا التوعوية لنقف معًا صفًا واحدًا في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد أحبائنا كل واحد منا مسؤول عن حماية المجتمع والأجيال القادمة، فكن شريكًا في نشر الوعي وصناعة التغيير»، رسالة وأهداف واضحة لحملة تلخّص واقعا، وتشخّصه وتقدّم العلاج، في جملة بكلمات بسيطة، لكنها تحمل عمقا بالمعنى، وانعكاسا للواقع، ورؤية مثالية لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد من نحب، فهي مسؤولية وكما جاء في رسالة الحملة «كل واحد منا مسؤول»، حقيقة عمق في الطرح، وذكاء في التعامل مع هذا الخطر، فأن يتحمل الجميع مسؤولية مواجهته، ويكون شريكا في نشر الوعي وصناعة التغيير، النتيجة ستكون، حماية حقيقية للجميع، بتشاركية مثالية بصناعة التغيير، يتحقق الإنجاز الإيجابي.
لتبقى الحياة أولا، نعم للحياة، ولا للمخدرات، ليس شعارا، إنما حكمة وخطة عمل ودرب واضح المعالم، بيّن الرؤية، كلمات حقيقة أكبر من كونها شعارا لحملة، ففي كل حرف بها رؤية نواجه من خلالها خطر المخدرات بشكل عملي، وبقناعة وبتشاركية في نشر الوعي، وصناعة التغيير.