النور رغم الظلام
في أحيان كثيرة، يشعر الإنسان أن العالم كله ينهار من حوله، وأن الظلام يكتسح كل زاوية من حياته. نشعر بالعجز، ويختفي الأمل، ويبدو أن لا مفر من اللحظات الصعبة. لكن الحقيقة أن النور موجود دائمًا، حتى لو بدا بعيدًا. إنه القوة الكامنة في داخلنا، التي تمنحنا القدرة على الاستمرار رغم كل الصعوبات، والقدرة على البحث عن معنى حتى في أكثر الأوقات قتامة.
هذا النور يمكن أن يظهر في أبسط الأشياء: كلمة طيبة، ابتسامة صادقة، دعم من صديق، أو هدف صغير يجعلنا نستيقظ كل يوم لنكمل الطريق. كل تجربة مؤلمة، وكل شعور بالخذلان أو اليأس، هو درس في الصبر والإصرار، يفتح لنا أبوابًا لم نكن نحلم بها. إن اللحظات الصعبة تعلمنا أن القوة الحقيقية ليست في غياب المشاكل، بل في طريقة تعاملنا معها وفي القدرة على المضي قدمًا رغمها.
حتى عندما يبدو كل شيء بلا جدوى، يبقى نور صغير في داخلنا يدعونا للتمسك بالحياة، للبحث عن معنى جديد، ولإعادة اكتشاف القوة التي تمكننا من مواجهة الحياة، مهما اشتدت عتمتها. وربما يكون سر النور الحقيقي أن نقرر نحن أن نضيء، مهما كان الظلام حولنا، لنصبح شعلة تمنح الأمل لأنفسنا ولمن حولنا.
خالد مفلح البداوي