أبو طربوش: آلاف المراجعين يتوافدون على مستشفى حمزة وسط هجرة الكوادر

خطا مستشفى الأمير حمزة ومنذ تأسيسه خطوات مميزة ورائدة في العديد من المجالات وادخل اليه العديد من الاجراءات الطبية المتميزة وكانت هذه الانطلاقة حجر أساس ليبنى عليها العديد من الخدمات الطبية المتقدمة في القطاع العام .

خلال السنوات الماضية تعاقب على إدارة المستشفى عدد كبير من الاطباء والان يديره طبيب جراح عظام الدكتور كفاح ابو طربوش الذي ما زال يتابع مرضاه ويجري العمليات اللازمة ويؤكد ان ممارسته لعمله الفني تقربه اكثر من المراجعين ليتعرف اكثر على مطالبهم وملاحظاتهم وايضا مرافقة الكوادر في فرق العمليات يعطيه تصورا واضحا عن معاناة الكوادر الطبية ومتطلباتهم، ويؤكد ان هذا جزء من عمله ليكون الأقرب الى طرفي المعادلة.

مرضى مستشفى الامير حمزة من عدة مرجعيات فمنهم من لديهم تأمين ومحول من احد المراكز وحملة الاعفاءات الطبية والمراجعين غير المؤمنين والحالات القضائية.

بات مستشفى الامير حمزة صرحا طبيا يشار اليه بالبنان نظرا للعديد من الانجازات التي تحققت واحتضانه لكافة التخصصات الفرعية والدقيقة.

وفي حوار  لمدير المستشفى الدكتور كفاح ابو طربوش للوقوف على وضع المستشفى وانجازاته والتحديات التي يواجهها.

 فكرة انشاء مستشفى الامير حمزة جاءت لتخفيف الضغط عن مستشفى البشير وتقديم خدمة لمناطق متعددة فهل ساهم المستشفى بما أوجد من أجله. ؟

 -  ابو طربوش : المستشفى انشئ عام 2006، وكانت الفكرة الاساسية ان يكون هذا المستشفى في الدرجة الاولى تحويليا ، الا ان الرؤية بعد ذلك اقتضت ان يخدم العديد من المناطق المحيطة وغير المحيطة . فالمستشفى يخدم شريحة كبيرة من المواطنين ووجوده كان حاجة لتخفيف الضغط على مستشفيات البشير في ذلك الوقت

الحقيقة التي فرضتها العديد من المؤشرات والحقائق من حيث ازدياد الكثافة السكانية وتوسع الهجرة من الريف للمدينة وبالذات الى العاصمة مضافا الى الهجرات الخارجية والهجرة من القطاع الخاص الى العام ادت الى زيادة الضغط على مستشفى الأمير حمزة ومستشفى البشير معا بسبب الظروف المتعددة عبر السنوات الماضية .

ويستقبل المستشفى»1000» مراجع في قسم الطوارئ يوميا ، فيما يستقبل قسم العيادات الخارجية «2500» مريض في مختلف التخصصات.

 أين وصل مستشفى الامير حمزة اليوم ؟.

 - أبو طربوش :  المستشفى ومنذ تاسيسه بدأ بنهضة تدريجية إيجابية بدأت بالرعاية الصحية الاولية بدءا من التخصصات الرئيسية حتى وصل اليوم الى التخصصات الفرعية والدقيقة.

وقد تدرج ايضا بالعمليات الجراحية العامة ووصل الى الجراحات المعقدة والدقيقة حتى وصلنا الى تقديم كافة الخدمات الطبية التخصصية الدقيقة في معظم التخصصات.

 مستشفى الامير حمزة يحتضن العديد من التخصصات ويبتعد عن قسم الولادة والخداج ما السبب؟.

 - ابو طربوش : فكرة انشاء مستشفى الامير حمزة اقتصرت بداية ان يكون مستشفى تحويليا، من خلال المستشفيات الأخرى ولم يكن يستقبل في بداياته الحالات الطارئة ، الا ان المسؤولين ارتأوا بعد ذلك ان يكون المستشفى بواقعه الحالي واستطيع القول الان ان مستشفى الامير حمزة « حكومي مركزي تحويلي ويقدم كافة الخدمات الطبية» .

ما نسبة التغير في الاعداد التي يستقبلها المستشفى؟.

 - ابو طربوش :قمنا باجراء دراسة لتقييم هذه التغيرات على ارض الواقع وكان التركيز على صيدلية العيادات الخارجية وتبين ان نسبة التغير زادت الى «20 %» وبالتالي كانت هذه الزيادة الحقيقية في اعداد المراجعين للمستشفى ، وهذه النسبة كبيرة جدا اذا ما قورنت في البدايات واذا ما قورنت بمستشفيات القطاع العام .

الضغط على المستشفى لا يتسبب فقط في تأخير المواعيد الطبية ولكنه ينعكس على كافة أقسام المستشفى ، وفي كثير من الأحيان يحتاج المريض الى سرير ولا يتوفر .

ونواجه الأثر السلبي للضغط في عدة أماكن بدءا من مواقف السيارات ليصل الى كافة الأقسام.

 الشكاوى تتركز دائما على تأخير المواعيد للاجراءات الطبية ، ما الآلية لتخفيف هذا الاجراء؟.

 - ابو طربوش : تأخير المواعيد موجود وتحديدا في العيادات التخصصية المعقدة والتي تستقبل مراجعين من كافة مناطق المملكة ولاتقتصر على المراجعين من العاصمة وضواحيها ، لذلك يتركز الضغط على هذه العيادات وهو السبب الحقيقي لإطالة مواعيد الانتظار .

 كيف اثرت التكنولوجيا الرقمية على الخدمات الطبية وتحديدا مستشفى الامير حمزة ؟.

 -ابو طربوش : مستشفى الامير حمزة انخرط في اطار الرقمنة عن طريق برنامج حكيم ، وهذا البرنامج لا يقف عند الملف الطبي بل يشمل الصيدلية والمختبر اضافة الى مواعيد المرضى. والتوجه الى موضوع الرقمنة في قطاع الصحة مهم جدا نظرا للنتائج المرجوة من إدخاله ، حيث ينعكس ذلك على المرضى والمراجعين اضافة الى ان إدخال الرقمنة والتكنولوجيا في القطاع الطبي يساهم في عمليات الأرشفة وحفظ الملفات الطبية لسنوات عديدة والملفات الطبية مهمة لانها تساهم دائما في اجراء اي دراسات على الواقع الصحي الموجود ، حيث في السابق كانت الملفات الطبية الورقية وصور الأشعة تحفظ لسنوات معينة ثم يتم اتلافها لأسباب كثيرة .

 الان الوضع مختلف ، فالطبيب يمكنه من خلال الرقمنة مراجعة ملف اي مريض في اي مستشفى كان من أجل استكمال علاجه في مستشفى الأمير حمزة دون اي تأخير ودون مشقة على المريض ومن خلال هذا الملف يكون لدى الطبيب فكرة كاملة عن كافة الاجراءات الطبية المتخذة للمريض والأدوية وصور الأشعة وكل ما تم من إجراءات ،وإدخال الرقمنة بشكل عام في القطاع الطبي انعكس بشكل واضح على العديد من الاجراءات الطبية وتسهيلها ، حيث ساهمت في إيجاد وفر مادي في استهلاك الادوية بعد ان ساهمت في وقف هدر الادوية لان المريض في الوقت الحالي لا يستطيع ان يقوم بصرف دوائه المصروف مثلا قبل يومين او اكثر من اي موقع تابع للوزارة ، لان كل ذلك مرصود ضمن ملف المريض وهذا يرجع الى إدخال الأساليب الجديدة في القطاع الطبي العام .

 هل ما زال مستشفى الامير حمزة يلجأ الى شراء الخدمات لبعض التخصصات ؟.

 - ابو طربوش : ما زال المستشفى يلجأ الى شراء الخدمات وكوادره مختلطة وتتوزع بين كوادر الوزارة المكلفين بالعمل في مستشفى الامير حمزة وهناك الكوادر المعينة اساسا للمستشفى عن طريق هيئة الخدمة المدنية اضافة الى كوادر الجامعة الهاشمية بحكم الاتفاقية الموقعة مع المستشفى والتي تقتضي تدريب طلابهم اضافة الى ان أساتذة الجامعة الهاشمية مكلفون بالعمل بالمستشفى.

ومع ذلك يقوم المستشفى بشراء الخدمات في التخصصات الفرعية الدقيقة غير المتوفرة في مخزون هيئة الخدمة المدنية ويبلغ عدد الاطباء،» 60» طبيبا جلهم من الاردنيين وطبيبة واحدة غير أردنية بتخصص نادر جدا في علم الأنسجة .

وكافة التخصصات الدقيقة متوفرة بكافة الأقسام في المستشفى، مثلا في قسم الاطفال لدينا تخصصات دقيقة مثل اختصاصيي «غدد اطفال ودم و جهاز هضمي وعناية مركزة وأمراض صدرية وكلى « ، وما هو موجود في قسم الاطفال موجود في الأقسام الأخرى مثل قسم الباطني وقسم الجراحة حيث يوجد فريق طبي خاص «لجراحة السمنة والاوعية الدموية والغدد « اضافة الى توفر خدمات مميزة في قسم امراض القلب عن المستشفيات الأخرى مثل « شعبة خاصة لكهربائية وفسيولوجيا القلب» اضافة الى الخدمات الاخرى مثل القسطرة وقسطرة الاطفال والتي يتم من خلالها اجراء عمليات قلب الاطفال وعلاج التشوهات الخلقية للاطفال .

 اين وصل المستشفى في خدمات القلب وتخصصاته ؟.

 -  ابو طربوش: خدمات القلب في القطاع العام كانت مقتصرة فقط على الخدمات الطبية الملكية ثم تم إدخال تخصص القلب العام لمستشفى الأمير حمزة وتطور الى خدمات القسطرة وبدأنا بمختبر قسطرة وحيد الان لدينا اربع غرف قسطرة وقد بلغ عدد العمليات التي تم اجراؤها في قسم امراض القلب منذ بداية العام « 400ر10» حالة قسطرة وهو عدد كبير مقارنة باي مستشفى آخر بالمملكة .

والقسطرة علاجية وتشخيصية ، والمقصود بالقسطرة العلاجية وضع شبكات او اي اجراء طبي اخر  ، وغرف القسطرة موزعة بين كهربائية القلب وقسطرة الاطفال وقسطرة الاطراف العلوية والسفلية عن طريق الاشعة التداخلية .

  أرقام الإجراءات في قسم القلب تعكس حجم المشكلة في الأردن بالنسبة لهذه الأمراض؟.

 - أبو طربوش :  لا شك ان امراض القلب والسكري ومضاعفاته في تزايد مستمر في الأردن وفي كل أنحاء العالم لذلك وفي ضوء هذه الاعداد والزيادة المطردة في هذه الامراض تم التوسع في هذا الأقسام.

 برنامج زراعة الكلى حقق نجاحا متميزا ايضا ، الى اين وصل الان.؟.

 - ابو طربوش : منذ تاسيس البرنامح حققنا نتائج مميزة وانجازات كبيرة تضاهي النسب العالمية وقد وصلت نسبة النجاح في قسم زراعة الكلى الى 95 % .

وإلى الآن ومنذ بداية العام الحالي تم اجراء،» 439» عملية زراعة كلى واستطيع القول اننا الوحيدون على مستوى المنطقة نجري عمليات دون توافق لزمرة الدم وبدأنا بها من قبل سنة تقريبا وبات نهجا ووصلنا حاليا الى نجاح «9» عمليات زراعة كلى دون توافق لزمر الدم .

 هل يمكن ان يتوسع مستشفى الامير،حمزة اكثر في زراعة الاعضاء ؟.

 - ابو طربوش : للتوسع بزراعة الاعضاء بالأردن نحتاج الى نشر ثقافة مجتمعية ، لان استدامة برنامج زراعة الاعضاء يحتاج الى متبرعين ونحن بشكل عام لا تنقصنا الخبرات او الكوادر الفنية او حتى التجهيزات والمستلزمات ولكن ثقافة المجتمع هي الحد الفاصل في هذا الموضوع.

لذلك العمل والمجهود يجب ان يكون من كافة الجهات بدءا من الوعي والتثقيف الديني والتركيز على ان الدين لا يمنع التبرع بالاعضاء ، وهناك دور كبير للاطباء بالتوعية لعدم وجود ضرر على المتبرع .

 متى ستنتهي الشكاوى من المواعيد والانتظار ؟.

 - ابو طربوش : المواعيد والفترات الزمنية تحد يواجه المستشفى ونحتاج الى اكثر من اجراء.

 مثلا نحن نحتاج الى اكثر من عيادة في «تخصص أعصاب الاطفال» وان تكون 3 ايام بالأسبوع بدلا من يوم واحد وهذا يخفف من الضغط.

واذا وجدنا اننا نحتاج الى اكثر من طبيب نحاول إيجاد أطباء حسب الحاجة لذلك نحن نعمل على حل هذا الموضوع في العيادات التخصصية الدقيقة.

كما نحتاج ايضا من أجل حل هذا الموضوع الى اجراء توسعة في البنية التحتية وهذا ما بدأنا العمل به حيث نعمل حاليا على تحويل سكن الممرضات والذي يقع ضمن حدود المستشفى الى مركز السكري وعياداته وعندما ننتهي من ذلك نستطيع القول اننا بدأنا في حل مشاكل العيادات التخصصية المعقدة وكل هذه الاجراءات تخفف من ضغط المواعيد .

وفيما يخص صور الرنين ، فان المواعيد كانت تعطى لاشهر ولكن بتوجيهات من وزير الصحة الدكتور ابراهيم البدور تم معالجة هذه المواعيد وسننهي المواعيد خلال الأشهر المتبقية من هذا العام ، ومدة 3 أشهر للمواعيد المبرمجة لا تعتبر طويلة في اي قطاع لتصوير الرنين مقارنة بالقطاع العام في كل دول العالم .

اما الحالات الطارئة فالامر مختلف وتجرى كافة الاجراءات الطبية بما فيها الرنين بالسرعة اللازمة حتى لا تتاثر حياة المريض او وضعه الصحي ، واذا وجدت مواعيد للرنين في العام القادم فانها لن تكون ذات مدد طويلة ، حيث تم تقليص الفترات الزمنية من العام الحالي وهناك عمل متواصل في قسم التصوير ايام السبت اضافة الى نظام الشفتات لانهاء المواعيد .

مشكلة الحالات الطارئة وغير الطارئة ما زالت قائمة فما هو الحل ؟.

- أبو طربوش : ما زالت المشكلة قائمة والأصل في الحالات الطارئة هي الحالات التي لا تحتمل الانتظار لساعات لمراجعة المركز الصحي ويجب ان تتلقى الخدمة الطبية بشكل سريع ، اما المراكز الصحية فدورها الرئيسي الرعاية الصحية الاولية واذا عجز المركز الصحي عن معالجة الحالة مثل وجود طبيب مختص بالحالة او اي معيقات اخرى يتم تحويل المريض الى المستشفى .

وما زالت ذروة قسم الطوارئ من الساعة السادسة حتى الثامنة مساء، وقمنا باجراء دراسة عن هذا الوقت تحديدا ووجدنا ارتباطا كبيرا بين القدوم الى الطوارئ بعودة الاهل من العمل وهو المجال المتاح . ونسبة  الحالات الفعلية الطارئة لا تتعدى الـ «20 % « والحالات غير الطارئة «80 %» وتشكل ضغطا كبيرا جدا على الاطباء وقد تاخذ من وقت الحالات الطارئة الفعلية ، كما انها احد أسباب العنف في أقسام الإسعاف والطوارئ. .

 معالجة الأورام في مستشفى حمزة هل تتوفر في كافة التخصصات ؟.

 - ابو طربوش : نعم نعالج الأورام جراحيا ، ولكن لا يتوفر لدينا العلاج الكيماوي او الاشعاعي . اما جراحة الأورام فموجودة ولاسيما في قسم النسائية وتتوفر كافة الفحوصات اللازمة لمرضى السرطان بما فيها الخزعة .

ويتم اجراء ما يقارب «1000» عملية جراحية شهريا في كافة الأقسام وهناك عمليات رئيسية تجرى من خلال « 9 « غرف عمليات و» 2» غرفة للجراحة وهناك «4» غرف للعمليات اليومية. كما يوجد « 5» وحدات للعناية المركزة التخصصية بين « باطني وجراحة اطفال وجراحة أعصاب و جراحة القلب « .

نعاني في مستشفى الامير حمزة من هجرة الكفاءات التمريضية، لاسيما المختصين بالتخصصات الفرعية الى العديد من الدول ومن أجل التوسع نحتاج الى هذه التخصصات، مثلا ان يكون ممرض لكل مريض او مريضين نحتاج من 10الى 15% من الممرضين الموجودين ونسبة هجرة الكوادر التمريضيية في ذات النسبة ان لم تزد قليلا .

الدستور - كوثر صوالحة