تراجع تاريخي في إنتاج الزيتون

وأبحاث تحذر من أثر التغير المناخي

د. مصطفى توفيق أبو رمان 

سجّل موسم الزيتون الحالي في الأردن أدنى إنتاجية له منذ عقود، في مشهد يعكس التأثير الواضح للتغير المناخي على واحدة من أقدم وأهم الأشجار في تاريخ الوطن.

فالزيتون، الذي ارتبط بهوية الأردنيين منذ آلاف السنين وكان أول مصادر ثروتهم الزراعية، يواجه اليوم تراجعاً حاداً نتيجة تقلّب أنماط المطر وارتفاع درجات الحرارة في فترات حرجة من نمو الثمار.

وفي هذا السياق، أشار المهندس الزراعي توفيق أبو رمان في أطروحة الماجستير التي قدّمها قبل عامٍ ونصف، إلى المخاطر المناخية التي تهدد إنتاجية الزيتون في الأردن، متخذاً من محافظة البلقاء نموذجاً لدراسته الميدانية.

وأكد في بحثه أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتناقص الهطول المطري سيؤديان إلى انخفاض متسارع في الإنتاج، داعياً إلى تبنّي خطط تكيف واضحة من قبل الجهات المعنية.

وقد تضمنت دراسته مجموعة من الحلول العملية، أبرزها:

 اعتماد أصناف زيتون مقاومة للجفاف وأكثر قدرة على التكيف مع الحرارة.

 تحسين تقنيات الري للحد من الفاقد المائي.

 تشجيع الزراعة البينية لحفظ رطوبة التربة وتقليل التبخر.

 تزويد أشجار الزيتون البعل بريٍّ تكميلي ثلاث مرات في الصيف، وهو ما يتطلب دعم وزارة الزراعة للمزارعين في تطبيق هذا الإجراء.

 زيادة عدد آبار جمع مياه الأمطار بما يتناسب مع أعداد الأشجار ومساحات الأراضي المزروعة.

ويؤكد الخبراء أن الاستجابة المبكرة لهذه التوصيات باتت ضرورة وطنية، لأن استمرار تراجع إنتاج الزيتون لا يمس قطاعاً زراعياً فحسب، بل يهدد جزءاً من الهوية التاريخية والاقتصادية للأردن، التي لطالما ارتبطت ببركة هذه الشجرة المباركة.

من عاش بين أغصان الزيتون، يعرف أن الحفاظ عليها ليس عملاً زراعياً فحسب، بل وفاءٌ للأرض التي أنبتت الخير وباركها الله.