دوري السلة التصنيفي ينطلق اليوم.. والفيصلي والوحدات يتصدران العناوين
بعد عقود من المنافسة الشرسة على المستطيل الأخضر، ينقل ناديا الفيصلي الوحدات صراعهما إلى ملاعب كرة السلة، هذا ما ستشهده منافسات الدوري التصنيفي الذي تنطلق منافساته مساء اليوم، بهدف إفراز 3 فرق متأهلة إلى الدوري الممتاز، المزمع انطلاقه في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
مرت أشهر منذ أن شهدت ملاعب كرة السلة الأردنية، منافسات على مستوى الكبار، بعد فوز فريق اتحاد عمَّان بلقب الدوري الممتاز الموسم الماضي؛ والآن تفتح صالة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب أبوابها مجددا لاستقبال المباريات ضمن أول بطولة على مستوى الفرق الأولى للرجال، في عهد اتحاد كرة السلة الجديد الذي تم اختيار وانتخاب أعضائه أوائل العام الحالي.
وتقام منافسات الدوري التصنيفي على مدار 26 يوما فقط، بمشاركة 5 فرق هي الإنجليزية، الفيصلي، الوحدات، نادي الأمير حمزة (العقبة) والمقاولين، وسيتم اعتماد نظام الدوري من مرحلتين، وفي نهاية المطاف، تتأهل الفرق أصحاب المراكز الأولى على سلم الترتيب، إلى الدوري الممتاز.
وتفتتح منافسات البطولة اليوم، حيث يلتقي الفيصلي مع الإنجليزية عند الساعة السادسة مساء، تليها مباشرة مباراة الوحدات ونادي الأمير حمزة، وتقام جميع مباريات البطولة في صالة الأمير حمزة.
وفي العام 2018، أقامت اللجنة المؤقتة لإدارة اللعبة حينها، بطولة تحت المسمى ذاتها، فاز الأهلي بلقبها.
أبرز ما سيميز الدوري التصنيفي هذا العام، هو انضمام النادي الفيصلي إلى عائلة كرة السلة الأردنية، حيث أصرت إدارة النادي على تأسيس فريق للمشاركة في المسابقة، استجابة لرغبات العديد من المتابعين الذين يرغبون برؤية أندية جماهيرية فعالة في اللعبة.
إدارة النادي دأبت في الفترة الماضية، على التفاوض مع مجموعة من اللاعبين المعروفين، بهدف رفع حظوظ التأهل إلى الدوري الممتاز، كما تعاقدت مع المدرب الوطني عبدالله أبو قورة، الذي قاد اتحاد عمَّان للفوز بلقب الدوري الممتاز في الموسم المنصرم.
ويتمتع الفيصلي بوجود الثنائي المميز أدهم الدجاني وعلي كنعان اللذين لعبا مع الأرثوذكسي في الموسم الماضي، كما تمكن النادي من ضم حسين عبابنة، الذي خاض هذا العام منافسات كأس العالم للشباب، إلى جانب صانع اللعب المخضرم عمار بسطامي، وصاحب القدرات المتنوعة محمد البحيري، واللاعب العائد بعد غياب قصير عن الملاعب اسحق مرقة.
وأوضح رئيس اللجنة المؤقتة للنادي الفيصلي أحمد وريكات، أن الهدف هو التأهل للدوري الممتاز بعيدا عن النتائج، معبرا عن سعادته بخوض النادي لهذه التجربة، ومتأملا أن يحظى بمساندة كبيرة من جماهير الفيصلي الوفية، خصوصا في المباراة الافتتاحية أمام الإنجليزية مساء اليوم.
وقال وريكات إن الدوري التصنيفي صعب بسبب عدم إمكانية التعاقد مع لاعبين أجانب أو لاعبين من المنتخب الوطني وفق تعليمات الاتحاد، ولدينا خطة مختلفة في حال نجح الفريق بالتأهل إلى الدوري الممتاز، وسيكون هناك تعاقد مع لاعبين مختلفين.
وأشاد وريكات بدور الاتحاد، مؤكدا أنه متعاون جدا مع الأندية، ممثلا برئيس الاتحاد وأمين السر، مؤكدا أن أسعار التذاكر تم تحديدها من قبل اتحاد كرة السلة، بقيمة 5 دنانير للدرجة الخاصة، و3 دنانير للدرجة الثانية ودينارين للثالثة، بحيث يحصل صاحب الأرض على 50 % من ريع المباراة مقابل 30 % للفريق الآخر و20 % للاتحاد.
من جانبه، أكد المدرب أبو قورة، أن استعدادات الفيصلي سارت بشكل جيد تمهيدا للمشاركة في الدوري التصنيفي، على الرغم أن الفريق بدأ تدريباته متأخرا بسبب تأخر اكتمال التشكيلة.
ولفت أبو قورة إلى أن اللجنة المؤقتة للنادي داعمة بشكل كبير لفريق السلة خلال الفترة الحالية، وتقدم جهودا كبيرة جدا في سبيل توفير كل متطلبات الفريق.
وأشار مدرب الفيصلي، إلى أنه يسعى إلى التأهل إلى الدوري الممتاز، موضحا أن الفرصة تبدو متاحة وفي متناول اليد، خصوصا مع وجود 3 بطاقات مؤهلة أمام 5 فرق مشاركة في المسابقة.
وتابع: "نطمح بأن نرفع اسم النادي الفيصلي عاليا، ونقدم مستويات جيدة على مستوى كرة السلة، وفي حال توفقنا في التأهل فإنه ستكون هناك خطة واستراتيجية معينة للفريق خلال منافسات الدوري الممتاز”.
عن مواجهة الوحدات التاريخية للمرة الأولى على صعيد كرة السلة، قال أبو قورة: "متحمس جدا لمواجهة الوحدات في البطولة، لاسيما وأن مباريات الفريقين بكرة القدم تحظى بمتابعة كبيرة جدا، وجودهما بالدوري التصنيفي كرة السلة سيمنح البطولة رونقا خاصا، وسيساهم ذلك في تسليط الضوء أكثر على البطولة من الناحية الإعلامية”.
وأكد أبو قورة أنه سيعمل ويجتهد من أجل إسعاد جماهير النادي الفيصلي، متمنيا وقوفها خلف الفريق في المرحلة المقبلة وتقديم الدعم والمؤازرة للاعبين، كاشفا في الوقت ذاته عن حبه وعشقه للفريق الأزرق منذ الصغر.
ويعتبر أبو قورة من المدربين المميزين على مستوى كرة السلة، ويتمتع بقدرات جيدة جدا، حيث سبق وأن أشرف على تدريب فريق نادي الأهلي في المواسم الماضية، إلى جانب تدريب فريق نادي اتحاد عمَّان وحقق معه لقب الدوري الممتاز، كما سبق لأبو قورة وأن عمل ضمن الجهاز الفني للمنتخب الوطني تحت قيادة المدرب السابق وسام الصوص.
وكان أبو قورة قد وقع على كشوفات النادي الفيصلي خلال الأيام الماضية ليتولى مهام المدير الفني للفريق، ويعاونه سعد الدجاني مساعدا للمدرب، إلى جانب طارق هلسة مديرا للفريق وعلاء الخوالدة إداريا للفريق.
في المقابل، فإن عودة الوحدات إلى كرة السلة المحلية، تمنح اللعبة نكهة خاصة، خصوصا وان الفريق الذي فاز بلقب الدوري الممتاز مرتين في الأعوام الستة الأخيرة، يتغنى بجمهوره الوفي الذي لطالما كان مثلاث يحتظى به في مناصرة فريقه من المدرجات.
واستلم نجم المنتخب الوطني السابق محمود عابدين، تدريب فريق الوحدات، في أول مهمة تدريبية رئيسية له منذ اعتزاله، ومنحته إدارة النادي السلطة الكاملة لاختيار فريق قادر في هذه المرحلة تحديدا، على إتمام المهمة والتاهل إلى الدوري الأول.
عنصر الخبرة موجود في تشكيلة الوحدات خلال البطولة، عبر لاعب الارتكاز يوسف العواملة، وزميله محمد جمال الذي مثل الأرثوذكسي في الموسم الماضي، كما أن التجارب الغنية التي عاشها عاكف الشياب في المواسم القليلة الماضية، ستمنح "الأخضر” قوة إضافية، ويمكن مزج هذه الخبرات، مع عنفوان الشباب المتمثل في الشقيقين نبيل وعمر أبو شريخ، وزميلهما باسل أبو عبود.
وأكد عابدين، أن الفريق سيشارك في الدوري التصنيفي بالوجوه الشابة، مشيرا إلى أنه اهتم بتأسيس قاعدة قوية للوحدات، واختار أفضل العناصر لتشكل الرافد الأول للفريق المشارك في مباريات التصنيفي.
وحول غياب النجوم والأسماء المعروفة عن فريق الوحدات في الموسم الحالي، أشار عابدين – نجم فريق الوحدات المتوج بلقب الدوري في الموسمين 2020 و2022، إلى أن الاتفاق مع إدارة النادي كان على الانطلاق من الفئات العمرية، وتشكيل فريق شاب ضمن ميزانية وقدرات النادي المالية.
وأضاف عابدين: "أتفق مع هذا الطرح، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن السلة الوحداتية قدمت خيرة النجوم للسلة الأردنية عبر تاريخ مشاركاتها، ونملك مواهب مميزة قادرة على تحقيق طموح الوحدات بالتأهل من الدوري التصنيفي والعودة إلى رحاب الممتاز”.
وحول انتقال تنافسية القطبين – الوحدات والفيصلي – إلى منافسات كرة السلة في هذا الموسم، شدد عابدين على أن وجوده للفريق مهم جدًا للسلة الأردنية، ومن شأنه أن يثري الدوري تنافسيا وجماهيريا، ما يصب في المقام الأول في مصلحة السلة الأردنية.
وكشف عابدين أنه تمنى منذ زمن انتقال المنافسة بين الوحدات والفيصلي من كرة القدم إلى كرة السلة، وقد تحقق ذلك بما يشكل إضافة نوعية تنافسية وزخما جماهيريا في الموسم الحالي، معتبرًا أن وجود القطبين من شأنه أن يخدم خطط وتطلعات اتحاد كرة السلة مستقبلا.
وبعد سنوات من المنافسة الشرسة على ألقاب الفئات العمرية، يقتحم فريق الإنجليزية منافسات الكبار، بقيادة المدرب الوطني هيثم طليب.
ويعتبر الإنجليزية من أكثر الأندية نشاطا في ملاعب كرة السلة خلال السنوات القليلة الماضية، وانضمامه إلى منافسات الكبار ما هو إلا استكمالا لرحلة هذا النادي المثابر الذي يسير وفقا لخطة واقعية طموحة.
وسيعتمد طليب في هذه البطولة، على مجموعة من اللاعبين المخضرمين يقوده لاعب المنتخب الوطني السابق هاني الفرج، إلى جانب موسى مطلق ومنير دعيس وأحمد الخطيب؛ هؤلاء اللاعبون يمتزجون في توليفة جميلة مع لاعبين صغار في السن نذكر منهم طارق امسيح وسعيد الخوالدة وعصام الهزايمة، ما يرفع من أسهم الفريق في المنافسة إحدى بطاقات التأهل الثلاث.
فريق المقاولين، عكف خلال الفترة الماضية على تجهيز فريق يمكنه على رفع مستوى المنافسة على بطاقات التأهل، ويبرز منه صانع اللعب السريع متري بوشة، والمخضرم يوسف شتات الذي يتألق كلاعب صاحب إمكانيات متنوعة، إلى جانب لاعب الارتكاز العملاق غازي الصلاح، تحت قيادة المدرب جريس الحصري.
أما فريق نادي الأمير حمزة، ممثل مدينة العقبة في البطولة، فيبدو على الورق الفريق الأقل حظوظا في المنافسة، حيث تضم تشكيلته عددا من اللاعبين المثابرين من أبناء المدينة، تحت قيادة المدرب عمر الزغايبة.