خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة… عزلة تتعمق وفرصة للعرب
ماجد السيبية
ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط أجواء مشحونة بالرفض والانتقاد. ولم يكد يبدأ حديثه حتى انسحبت وفود عديدة من القاعة، في مشهد أظهر حجم العزلة التي باتت تواجهها حكومته بسبب استمرار الحرب على غزة واستهداف المدنيين.
في موازاة ذلك، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاء مع عدد من القادة العرب والمسلمين، حيث جرى بحث سبل وقف إطلاق النار واحتواء تداعيات الحرب.
قد يكون هدا اللقاء مؤشرا على إدراك واشنطن لخطورة الموقف، ورغبتها في تجنب انفجار إقليمي أوسع.
الأردن كان من أبرز الأصوات العربية الحاضرة، إذ أكد الملك عبدالله الثاني في كلمته أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحققا دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة وقف العدوان على غزة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ردود الفعل الدولية على خطاب نتنياهو اتسمت بالفتور الواضح. منظمات حقوقية ودول عديدة، خاصة في أوروبا، حمّلت إسرائيل مسؤولية انتهاكات متكررة للقانون الدولي. بدت إسرائيل وكأنها تفقد شيئًا فشيئًا ما تبقى من غطاء سياسي طالما وفرته لها بعض القوى الكبرى.
الانسحابات من القاعة حملت رمزية عميقة: لم يكن الأمر مجرد احتجاج بروتوكولي، بل رسالة واضحة بأن العالم لم يعد يتسامح مع خطاب يقوم على التبرير الأمني بينما يسقط المدنيون في غزة يوميًا. كان ذلك المشهد بمثابة صورة مكثفة للعزلة التي تحاصر نتنياهو.
وبينما تتوسع عزلة إسرائيل، يزداد الحراك الدبلوماسي على أكثر من جبهة. معركة الرواية السياسية باتت تسير جنبًا إلى جنب مع المواجهة الميدانية، ما يجعل الكلمة والتصورات لا تقل أهمية عن السلاح. هنا يظهر التحدي الأكبر: من يستطيع أن يفرض روايته على المجتمع الدولي؟
وفي ذات السياق يرى المراقبون أن الانتقادات الدولية المتصاعدة، خصوصًا من أوروبا، ضد سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف تمثل فرصة أمام الدول العربية والإسلامية لإعادة تفعيل دورها السياسي والدبلوماسي. استغلال لحظة العزلة الإسرائيلية قد يفضي إلى مكاسب ملموسة للقضية الفلسطينية، لكن التخوف يبقى من تكرار مشهد إضاعة الفرص التاريخية