إدارة التلفزيون.. استعراض ممجوج ومراهقة إدارية
إياد الجغبير
تصريحات إدارة التلفزيون الأخيرة مستفزّة وممجوجة ولا تليق بمؤسسة وطنية يفترض أن تكون حامية للثقافة والفن لا خصما لنقابة الفنانين الأردنيين.
لقد وضعت الإدارة التلفزيون الرسمي نفسها في موقع المواجهة مع القطاع الفني بدل أن تكون سندا وداعما له بل وضعت نفسها خصما لشريحة واسعة من الأردنيين .
واجب التلفزيون أن ينهض بمسؤوليته الوطنية تجاه الفن الأردني والجمهور لا أن يبدّد مئات الآلاف في عقود جدلية لا تخدم صورة الشاشة ولا ذائقة المشاهد.
ليس مطلوب من التلفزيون الأردني أن يصبح منصة سوشال ميديا بل مطلوب منه أن يستخدم السوشال ميديا لكي يرفع من انتشاره وهذه النقطة على إدارة التلفزيون أن تفهمها جيدا .
السياسة الحالية تُعمق فجوة الثقة مع الناس وتؤكد أن عقلية الإدارة قائمة على التحدي والتأجيج بدل الدعم والتمكين وتحسين أوضاع العاملين داخل المؤسسة نفسها.
إن تقليد قوالب الآخرين لن يصنع شاشة وطنية مميزة بل سيحوّل التلفزيون إلى عبء مالي إضافي يرهق الموازنة ويؤكد أن غياب الرؤية الإستراتيجية والحكمة ما زال السمة الأبرز في هذه الإدارة.
من واجب إدارة التلفزيون التوقف عن الاستعراض الفارغ والانتقال إلى سياسات تحصد ثقة الشارع الأردني وتخدم نقابة الفنانين والمشاهدين معا لسنا ضد الإنفاق السخي على الإنتاج لكننا ضد الفوضى وضد غياب الآلية الواضحة التي تضمن أن يبقى التلفزيون الأردني منبرا وطنيا لا ساحة هدر وارتجال.
في الأردن شركات انتاج حازت على جوائز عالمية وعربية ومحلية وكانت سببا في نهوض الدراما العربية وليس فقط الأردنية بعدما قدمت العديد من المسلسلات التاريخية والبدوية التي اقتحمت بيوت الوطن العربي دون استئذان بعدما أنتجت الاجتياح و أبناء الرشيد والحجاج وذباح غليص .
هل يعقل أن يتم دعم يزن النوباني ويترك المركز العربي ونقابة الفنانين .