الدبلوماسية الأردنية تُحدث موجة اعترافات دولية
نسيم عنيزات
لعبت الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني دورًا كبيرًا في رفع عدد الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية، والذي يعكس الموقف الأردني في تحقيق السلام.
وشكلت الاعترافات بالدولة صدمة لدولة الاحتلال وحالة من الذهول أمام ما وصفه إعلامها «بالتسنامي»، كما أوجدت حالة من الجدل والخلافات بين أعضاء الحكومة نفسها، حيث حملتها المعارضة أن مسؤولية ما جرى من حالة غير مسبوقة هو نتيجة إجراءاتها العنصرية وما تقوم به من حرب وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
والأمر الذي يعطي موجة الاعترافات الأخيرة أهمية هو نوعية الدول وحجمها، خاصة بريطانيا صاحبة وعد بلفور التي عاشت حالة الإنكار لأكثر من 80 سنة تقريبًا، حيث شاهدنا والعالم أجمع العلم الفلسطيني مرفوعًا على مبنى السفارة الفلسطينية في لندن.
وكان للدور الأردني الذي يقوده جلالة الملك دور كبير في الرد على الحرب الإسرائيلية والغطرسة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، حيث اختار الدبلوماسية والنهج الإنساني بنقل المعاناة الفلسطينية للعالم الذي تجاوب مع الدعوات الأردنية بتشكيل موجة اعترافات دولية بدأتها بريطانيا وكندا والبرتغال وفرنسا، ليصل عددها خلال الأمس واليوم الذي قبله إلى 15 دولة تقريبًا.
ومع أن البعض ينظر إلى موجة الاعترافات بأنها رمزية، إلا أنها تهيئ الأرضية لتشكيل جبهة دولية للبناء عليها وصولًا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وتتمتع بجميع الحقوق السياسية والإنسانية التي تنص عليها المواثيق الدولية والأممية، بعد حالة النكران وعدم اللامبالاة التي عاشتها المجموعة الدولية، خاصة المؤثرة منها.
فما حققه جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية في السنتين الأخيرتين بتثبيت الحق الفلسطيني لم تحققه عشرات السنوات الماضية وما تخللها من حروب ودمار أوجدت حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة.
حيث اختار الأردن نهج الدبلوماسية والإنسانية، واستغل مكانته الدولية وعلاقاته مع دول العالم في إيجاد قاعدة أساسية صلبة سيتم البناء عليها والاستفادة منها للوصول إلى دولة فلسطينية فاعلة في جميع الميادين الدولية، بعد أن تمكن من تعرية دولة الاحتلال وفضح ممارساتها النازية وإجراءاتها الدموية والتهجيرية، شاهدنا آثارها بموجة الاعترافات، وفي المقابل عزلة دولة الاحتلال الإسرائيلي دوليًا، حيث ينظر لها العالم ورأيه العام بأنها دولة مارقة ومحتلة، عليها أن تعيد للفلسطينيين حقوقهم.