تقرير: المرشحون لخلافة روبن أموريم: من سيكون المدير الفني القادم لمانشستر يونايتد؟

في الوقت الذي يعيش فيه مانشستر يونايتد واحدة من أصعب فتراته منذ عقود، يزداد الجدل حول هوية المدير الفني القادم للفريق. هذا الجدل لم يعد مقتصرًا على جماهير "أولد ترافورد" أو وسائل الإعلام فحسب، بل امتد ليشعل أسواق العاب مراهنات في مصر حيث يتسابق المشجعون والمراهنون على توقع اسم المدرب الجديد للشياطين الحمر. وبينما تتغير الترشيحات مع كل يوم، تبقى قائمة الأسماء المحتملة مثيرة للاهتمام ومليئة بخيارات قد تقلب الطاولة.

المدير الفني القادم لمانشستر يونايتد – اختيارات محتملة

رغم إنفاق مانشستر يونايتد بسخاء على ثلاثة مهاجمين بارزين في فترة الانتقالات الصيفية، فإن الفريق لا يزال يعيش أسوأ فتراته منذ الهبوط عام 1974.

الصفقات الباهظة التي ضمّت ماتيوس كونيا، برايان مبويومو وبنيامين سيسكو لم تُحدث التأثير المنتظر في الخط الأمامي للشياطين الحمر، وبعد الخروج من كأس الرابطة الإنجليزية أمام غريمسبي، جاءت هزيمة الديربي بثلاثية نظيفة أمام مانشستر سيتي لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز الأسماء المرشحة لقيادة بطل الدوري الإنجليزي الممتاز 13 مرة للخروج من أزمته الحالية. قد تكون المهمة شاقة وربما قاسية، لكن هل يكون الحل بين هؤلاء المدربين؟

أوليفر جلاسنر

لحسن الحظ هناك مدرب يعرف جيدًا كيف يصنع فريقًا بطلاً بميزانية أقل بكثير مما اعتاد عليه مانسشستر يونايتد. إنه مدرب كريستال بالاس أوليفر جلاسنر، الذي قاد الفريق لتحقيق أول لقب كبير في تاريخه الممتد لأكثر من قرن وذلك في مايو الماضي.

جلاسنر بلا شك نجح في تكوين فريق منظم، مقاتل وذو موهبة معقولة، كما قام بسوق انتقالات ذكي في صيف 2024، أبرزها بيع مايكل أوليس لبايرن ميونيخ والتعاقد مع النجم إسماعيلا سار بنصف القيمة تقريبًا.

فريق بالاس تحت قيادته يعرف جيدًا كيف يحافظ على أعصابه، بداية من التصدي لركلة جزاء أمام مانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد، وصولًا للفوز بركلات الترجيح أمام بطل إنجلترا ليفربول. يا لها من روح قتالية وصلابة افتقدها مانشستر يونايتد أمام غريمسبي!

غاريث ساوثغيت

كان من المعروف أن مانشستر يونايتد فكّر بالفعل في التعاقد معه قبل أن يقرر الإبقاء على إريك تين هاج الصيف الماضي. لكن مع بقاء المدرب الهولندي بضعة أشهر إضافية فقط قبل أن يحدث ما كان متوقعًا، بدا القرار في النهاية أشبه بخطأ استراتيجي. اليوم، يبقى المدرب السابق لمنتخب إنجلترا متاحًا، ويبدو أنه تجاوز تمامًا الضغوط الهائلة التي رافقت قيادة "الأسود الثلاثة”… أو هكذا نظن!

ورغم أن إنجلترا لم تحصد أي ألقاب كبرى خلال فترة ساوثغيت التي امتدت لثماني سنوات، إلا أن حصيلته لا يمكن تجاهلها: الوصول إلى نهائيين في بطولة أوروبا، وتحقيق أول نصف نهائي لكأس العالم منذ 28 عامًا — إنجاز يُقال إن شارة تذكارية له خيطت على سترته الأيقونية بجانب أوسمة الكشافة التي حصل عليها في صغره.

الحقيقة أن بلوغ نهائي يورو 2024 بتشكيلة إنجليزية عانت كثيرًا من تذبذب المستوى يُعد إنجازًا في حد ذاته. وربما يجد ساوثغيت التحدي في إعادة بناء فريق مهتز مثل مانشستر يونايتد — فريق يخسر باستمرار أمام أندية تمثل على مستوى الأندية ما كان يمثله منتخب آيسلندا للمنتخبات.

ماوريسيو بوكيتينو

مع نهاية موسم 2023/24، كان اسم ماوريسيو بوكيتينو أحد أبرز المرشحين لخلافة إريك تين هاج، قبل أن يمنح الفوز غير المستحق بكأس الاتحاد الإنجليزي المدرب الهولندي خمسة أشهر إضافية في مقعد القيادة.

وبحسب تقارير إعلامية عدة، فإن الأرجنتيني لا يزال يحظى بإعجاب مجموعة INEOS المالكة، بل وقيل إن السير جيم راتكليف نفسه كان من أبرز الداعمين لفكرة التعاقد معه.

تكمن قوة بوكيتينو الرئيسية في قدرته على صقل المواهب الشابة وتطوير الأداء الهجومي، وهو بالضبط ما يفتقده جمهور مانشستر يونايتد بشدة في الوقت الحالي. صحيح أن الوضع المالي للنادي يضع قيودًا صعبة بعد الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا، لكن التجارب السابقة تؤكد أن المهمة ليست مستحيلة.

يكفي التذكير بالوضع الذي كان عليه توتنهام حين تسلّم قيادته — في المركز السادس (والمثير أنه كان متفوقًا على يونايتد وقتها!) لكنه بعيد تمامًا عن القمة. في موسمه الأول، أنهى الدوري في المركز الخامس، ثم تبع ذلك بثلاثة مواسم متتالية في المراكز الثلاثة الأولى. ورغم غياب شخصية بحجم هاري كين داخل أولد ترافورد لإعادة إنتاج هذه الطفرة، إلا أن خبرته الطويلة في إدارة أندية من "الكبار الستة" تظل ورقة قوية تصب في صالحه.

زين الدين زيدان

تعيين مدرب لم يقترب من الخطوط الجانبية منذ عام 2021 قد يُقابل بالكثير من السخرية والتشكيك. يمكن بسهولة تخيّل مقاطع الفيديو لجماهير غاضبة تصف القرار بـ"اليائس" و"الخالي من الأفكار"، بينما تحقق شركات أدوية ضغط الدم أرباحًا قياسية!

لكن مجرد أن الحديث هنا عن "زيزو" قد يخفف من حدة الانتقادات بين جماهير مانشستر يونايتد. صحيح أن أربع سنوات فترة طويلة للابتعاد عن التدريب، لكن يظل احتمال أن يمتلك الفرنسي رؤية مختلفة لا يملكها مدربون مثل روبن أموريم قائمًا، خاصة بعد خبراته المتراكمة إلى جانب أسماء بحجم كارلو أنشيلوتي.

السيرة الذاتية لزيدان بالتأكيد تليق بمستوى الدوري الإنجليزي، فقد عرف مجد ريال مدريد لاعبًا ومدربًا. ومع ذلك، فإن المقارنة تصبح معقدة عندما نعلم أن يونايتد الحالي يعيش وضعًا لم يصل إليه ريال مدريد في تاريخه الحديث. يضاف إلى ذلك أن آخر مواسمه في "البرنابيو" (2020/21) انتهى خالي الوفاض من الألقاب، وهو ما يثير تساؤلات حول جاهزيته لإعادة بناء فريق يمر بأزمة حقيقية.

أولي غونار سولشاير

هل يمكن أن يحدث ذلك حقًا؟ ربما لا يحتاج جمهور أولد ترافورد لتذكير مطوّل بفترة قيادته بين 2018 و2021، إذ ما زالت ذكرياتها حاضرة في الأذهان. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ركلات الترجيح فقط هي ما حرمت سولشاير من التتويج بلقب الدوري الأوروبي عام 2021، ما يعني أنه ليس بالمدرب "الفاشل تمامًا" كما قد يصوره البعض.

من السهل القول إنه بات أكثر خبرة وحكمة الآن، وربما يكون ذلك صحيحًا. لكن الواقع أن سيرته التدريبية في الوقت الراهن لا تمنحه ثقلًا كبيرًا للتعاقد مع أي نادٍ من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، خصوصًا بعد فشله الأخير مع بشكتاش في الاستمرار أوروبيًا لما بعد العطلة الصيفية المدرسية. فلو لم يتمكن من تخطي فريق لوزان السويسري ذهابًا وإيابًا، فكيف له أن يقف في وجه هالاند ورفاقه؟

نونو إسبيريتو سانتو

ألم يمر هذا الرجل بما يكفي بالفعل؟ بالكاد جفّ حبر الاستغناء عنه في ملعب سيتي غراوند لصالح أنجي بوستيكوغلو، حتى بدأ اسمه يُطرح مجددًا كمرشح لـ"الوظيفة من الجحيم".

إذا كان الموسم الحالي يسير على خطى 2024/25، فإن آخر ما يحتاجه مانشستر يونايتد هو مدرب ذو سجل معروف في الإنفاق الكبير. ومع ذلك، فإن قيادة نونو ل‍نوتنغهام فورست من شفا الهبوط في موسم 2022/23 إلى الاقتراب من التأهل لدوري أبطال أوروبا بعد عامين فقط، تعطيه نقاط قوة لا يُستهان بها.

يُحسب له أيضًا أنه أدار "ثنائية" كاملة أمام مانشستر يونايتد في الدوري الموسم الماضي، حيث سجل لاعب يونايتد السابق أنطوني إلانغا هدف الفوز المبكر على ملعب سيتي غراوند. مثل هذه الصفقات الذكية لن تكون في غير محلها داخل أولد ترافورد. ومع ذلك، وبما أن سانتو ما زال في مرحلة "ما بعد الانفصال"، فإن مغامرته المحتملة مع يونايتد قد تنتهي إما بنجاح مفاجئ أو بخيبة جديدة.

تشافي

"يا رفاق، إنه توتنهام"... لو أدرك مانشستر يونايتد هذه الحقيقة في بلباو وقدم أداءً أكثر حزمًا، ربما كانت فرص تشافي في المراهنات أقصر بكثير الآن، مع ميزانية ضخمة تُبقي النادي على مائدة "الكبار".

يبدو وكأنه خيار فاخر، لكن إذا كان المطلوب شخصًا يعرف كيف يدير موارد مالية محدودة ويضع استراتيجية واضحة لتطوير المواهب الشابة وإدماجها في الفريق الأول، فإن تشافي سيكون الرجل المناسب.

صحيح أنه لم يكن حاضرًا عند تتويج برشلونة بلقب الدوري الأخير، لكنه لعب دورًا محوريًا في تحويل لامين يامال من ناشئ خجول إلى موهبة خطفت الأضواء، تُوجت بالدوري الإسباني ولقب أوروبا مع المنتخب. وبالطبع، لا يمكن إنكار أن وجود روبرت ليفاندوفسكي ساعد كثيرًا خلال رحلة التتويج بموسم 2022/23، بأرقام تهديفية قد لا يصل إليها بنيامين سيسكو قبل 2030 إن حالفه الحظ!

ومع ذلك، إذا حصل تشافي على فرصة تدريب مانشستر يونايتد، فلا أحد يستطيع الجزم بما يمكن أن يراه من إمكانات في أكاديمية النادي قد لا يلتفت إليها الآخرون.

أندوني إيراولا

يمتلك إيراولا قاعدة واسعة من المعجبين بفضل دهائه في سوق الانتقالات ونهجه التكتيكي المتطور في مواجهة الفرق التي تبدو مخيفة على الورق.

وعلى سبيل المثال، يُنظر إلى بيعه ميلوش كيركيز إلى ليفربول مقابل ربح كبير كأحد أفضل الصفقات في السنوات الأخيرة. وكما هو الحال مع جلاسنر، يعرف إيراولا جيدًا كيف يستفيد من النظام بأقل الإمكانات، وهو ما قد يكون عاملًا حاسمًا لمانشستر يونايتد في وضعه الراهن.

ورغم رحيل كيركيز وعدد من الأسماء البارزة، فإن بورنموث لم يتأثر كثيرًا بفقدان نجومه، بل كان قريبًا من خطف نقطة في آنفيلد ليلة افتتاح الموسم، قبل أن يدخل في سلسلة نتائج قوية قفزت به في جدول الترتيب.

المفاجئ حقًا هو أن مدرب بورنموث جاء متأخرًا نسبيًا في قائمة المرشحين، لكن هذه هي طبيعة الجدل الدائر — إذ يمكن أن يقفز بسرعة إلى صدارة الترشيحات في أي لحظة.

من تتوقع أن يكون مدرب اليونايتد القادم؟

الحديث عن هوية المدرب القادم لمانشستر يونايتد يظل مفتوحًا على جميع الاحتمالات، من الأسماء ذات الخبرة الأوروبية مثل جوليان ناغلسمان وتشافي، إلى أصحاب الحضور المحلي المميز مثل أوليفر جلاسنر ونونو سانتو، مرورًا بالخيارات الطموحة التي يمثلها إيراولا. كل اسم يحمل معه فلسفة مختلفة ورؤية قد تغيّر شكل الفريق في السنوات القادمة.

وبينما تترقب الجماهير القرار الحاسم، يبقى عشاق كرة القدم والمراهنات الرياضية على حد سواء أمام سيناريو مثير يفتح الباب لتوقعات عديدة، سواء حول هوية المدرب أو تأثيره المحتمل على نتائج الفريق في الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال. وبالنسبة لمن يتابع السوق عن قرب، فإن متابعة الاحتمالات من تطبيقات المراهنات على هذه الترشيحات قد تكون فرصة مثيرة لتقييم الواقع من منظور مختلف، حيث تتغير الأرقام بتغير الأخبار والتكهنات لحظة بلحظة.