العيسه تكتب: هل تبقى من أساليب القتل لم تُستخدم ؟
لما جمال العبسه
فجر الامس كان ما يحدث في مدينة غزة يشابه كثيرا ما تعرضه شاشات السينما العالمية من افلام اقرب للخيال، من شدة الانفجارات كسر اللون الاحمر الناتج عنها ظلمة الليل، لا شيء سوى صراخ وعويل الابرياء.. قضف متواصل لا يهدأ، احزمة نارية فمن لم تنله الانفجارات نالته نار هذه الاحزمة الدائرية، لم يبقى شيء يقال ولا اسف او تنديد يليق بحجم المأساة التي يعيشها قطاع غزة والان مدينة غزة التي فجأة قرر رئيس حكومة الكيان الصهيوني الفاشي بنيامين نتنياهو احتلالها، واخراج اهلها منها، مع مؤازرة لا يمكن ان توصف الا بالوحشية من قبل الادارة الامريكية التي هددت بفتح جحيم جديد في المدينة.
ما يحدث في المدينة المكلومة «خبط عشواء» من فاشي يقول انه يحمل رسالة لاهوتية لا تتحقق الا من خلال الاشلاء وجعل الدم انهارا في شوارع القطاع، حتى انهم وبعقلهم المريض ارادوا خلق غيتو جديد في القطاع لحشر الناس وتمكين الموت منهم مرضا وجوعا وعطشا وبهذا يضمنون اكبر عدد ممكن من القتلى الفلسطينيين.
العالم ندد وانتحب وشجب وقال هذا غير جائز وغير معقول، خاصة انتحاب الحكومات الغربية التي تعتبر الداعم والممول للجيش النازي، فيمنة تستهجن سقوط ابراياء في القطاع، ويسرى لا انقطاع في امدادات العدة والعتاد للجيش الصهيوامريكي النازي، اما واشنطن والتي بالمناسبة ترى في المقاومة الفلسطينية انها تضاهيها قوة وعدة وعتادا تتوعد وتنذر وتحذر المقاومة، وتريدها ان تخرج حاملة الراية البيضاء، وتسلم مصيرها لواشنطن والكيان الصهيوني.
في كل مرة يبتكر فيها الفاشي نتنياهو اليات واساليب جديدة وابتداع سيناريوهات مقتلة متفردة في المكان والاليات، ويسوق لها الاسباب، تظهر واشنطن مؤيدة داعمة مساندة، حتى ان الارادة السلمية محكومة لدموية هذه الحكومة النازية ورئيسها المتوحش، فترى ان العشرات من الاسرى لدى المقاومة بشر لا يحق ان يعاملوا بوحشية وعلى المقاومة تسليمهم، لكن الفلسطيني طفل وشاب وامرأة وشيخ حلال فيه القتل والتشريد.
لم تر الادارة الامريكية والتي تتشارك الرأي مع نتنياهو اي حرج بالمجاهرة برغبتها في افراغ الشمال وعدم ممانعتها لاحتلال مدينة غزة، ولم تخجل بان تقول ان لديها الكثير لخلق مكان متميز بعد اخلائه من أهله الاصليين، بل تتشارك الوعيد والتهديد للغزي الذي نال ما لم ينله اي شعب مقاوم على ارضه في التاريخ الحديث وقد يكون ابعد من ذلك.
وفي الوقت نفسه ترسل رئيس دبلوماسيتها ماركو روبيو ليهدد ويتوعد بالجحيم ويقول ان واشنطن ورئيس البيت الابيض يريد اتفاق سلام وانهاء حرب.
الم يأن للمجتمع الغربي التيقن من ان الشعوب التي تنتخب الحكومات فاض غضبها من ممارسات الكيل بمكيالين مع عدم اعتبار لانسانية الشعب الفلسطيني كاملا؟ الم يمل هؤلاء من الكذب والاشهار به على رؤوس الاشهاد ويريدون من الجميع قادة وشعوبا وحكومات الاقتناع بوجهات نظرهم، حتى انهم تجاوزا لحد عدم رغبتهم في بذل مجهود للاقناع؟ اما سئموا مشاهد القتل والموت؟ اما تعطلت عقولهم من ابتكارات جديدة للقتل لاطباق الدائرة على الغزي حتى يرحل عن وطنه؟
الامر تجاوز الاستخفاف بعقول الناس، الى ارادة ليست صهيونية فحسب بل امريكية لفرض سلام مغمس بدم، فبحسب هذه الادارة ان لم يأت السلام بالقوة يأتي بمزيد من القوة، اي مزيد من القتل، وما يحدث في قطاع غزة ان مر لا قدر الله، فان الوعيد على الكثير من دول العالم ليس فقط في المنطقة بل ان الامر سيتجاوزها وسيكون بحجم المطامع الامريكية في العالم.