حكمة ملكية تواجه تحديات محيط ملتهب

حسني فايز الصفدي

تمر المنطقة بأوضاع ملتهبة سياسياً وتشهد هذه الفترة أكثر المراحل تعقيداً في تاريخها الحديث، حيث تتقاطع فيها الصراعات الإقليمية مع التوترات الدولية لتشكل مجموعة من التحديات والرهانات. 

فما تزال القضية الفلسطينية تتصدر المشهد رغم محاولات التهميش، إذ تتواصل المواجهات في الضفة الغربية والقدس وغزة وسط غياب أي أفق سياسي واقعي، الأمر الذي يبقي الغليان الشعبي حاضرًا ويؤكد أن هذه القضية ستظل محورًا رئيسيًا للصراع والتوتر في المنطقة.

وفي كل المحافل الدولية صوت الأردن المتمثل بجلالة القائد يصدح مؤكداً على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وأن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والاهم ومواصلة الدفاع عنها وحصولها على حقها في إقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف رافضاً جميع أشكال الاعتداء على الفلسطينيين والأراضي الفلسطينية والتهجير القسري لأهلها.

ان دور الاردن يعتبر النموذج اللافت والواضح في الحفاظ على استقراره الداخلي وتماسكه الوطني رغم المحيط الملتهب والمحاولات المتكررة في اثارة الفتن والمشاكل وزعزعة امنه واستقراره الا أن حكمة القيادة الهاشمية ورؤية الدولة ومتانة مؤسساتها جعلت من الأردن حصنًا منيعًا أمام التحديات، وفاعلًا إقليميًا يسعى باستمرار إلى تقريب وجهات النظر وتبني مواقف متوازنة تحفظ مصالحه الوطنية وتدعم قضايا الأمة.

إن الأوضاع الراهنة في المنطقة ليست مجرد تراكم أزمات، بل انعكاس لصراع واسع على النفوذ بين القوى الدولية والإقليمية. فمن النواحي الاقتصادية تزداد المعاناة من الضغوط الناتجة عن الأزمات السياسية وارتفاع تكاليف المعيشة وتذبذب أسعار الطاقة، وهو ما ينعكس مباشرة على المواطن العربي. وبالرغم من كل الصعوبات الا انه تبرز محاولات جادة لبعض الدول مثل السعودية والإمارات والأردن للبحث عن بدائل اقتصادية وتنويع مصادر الدخل عبر مشاريع تنموية واستثمارية كبرى، في وقت ما تزال فيه دول أخرى عاجزة عن جذب الاستثمارات بسبب ضعف الاستقرار.

حفظ الله الأردن واحة أمن وأمان في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة وحفظ الله جميع أجهزتنا الامنية والجيش العربي المصطفوي والشعب الأردني.