صدى لقاء الحسين والفيصلي.. غضب عارم ومطالب مشروعة
أكدت الحالات التحكيمية الجدلية في مباراة الحسين إربد والفيصلي التي جرت أول من أمس على ستاد الحسن، في قمة مباريات الجولة السادسة بدوري المحترفين، الحاجة الملحة للاستعانة بتقنية الفيديو "الفار"، خوفا من كوارث تحكيمية قادمة قد تطيح بسلامة الدوري، وتؤجج انفعالات جماهير الأندية.
وكشفت مجريات المباراة عن خلل في التحكيم، تسبب في انفعالات جماهير الفريقين، ما تسبب في تهديد أمن المباراة وسلامتها.
وتصدر التحكيم مشهد قمة مباريات الأسبوع السادس بعد ما شهدت المباراة جدلاً واسعاً واحتجاجات قوية من إدارة الفيصلي وجماهير الفريقين على عدد من القرارات التحكيمية، التي اعتُبرت مؤثرة في مجريات اللقاء الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله على ملعب الحسن في إربد.
التعليقات عقب المباراة كشفت عن غضب عارم في أوساط إدارة النادي الفيصلي، التي أبدت احتجاجاً شديداً على قرارات طاقم التحكيم بقيادة أحمد يعقوب، لا سيما فيما يتعلق باحتساب هدف الحسين الذي سجله اللاعب الشاب عودة الفاخوري رغم وجود شبهة تسلل، وكذلك إلغاء هدف لمجدي العطار لاعب الفيصلي بداعي التسلل أيضاً، ما اعتبرته إدارة النادي ازدواجية في القرارات.
الاحتجاجات لم تتوقف عند حدود التصريحات، إذ أصدرت اللجنة المؤقتة لإدارة النادي الفيصلي بياناً شديد اللهجة حمل عنوان: "مستوى متدنٍ من التحكيم يتلاعب بالنتائج ويحرم الأندية مجهودها الكبير"، وجاء فيه: "أصبح المستطيل الأخضر مسرحاً لمشاهد متكررة تختلف في قساوتها من مباراة لأخرى، الأمر الذي أظهر المستوى التحكيمي بصورة هزيلة وغريبة في ملاعبنا عامة ودوري المحترفين خاصة، وبالتحديد في المباريات القوية والحاسمة، ما يؤدي إلى نزيف النقاط ويقابله تبريرات وتصريحات من دائرة الحكام أغلبها للترضية دون معالجة جذرية للأخطاء".
وأضاف البيان: "لقد وقف الفيصلي على الدوام إلى جانب الحكام ودعمهم معنوياً عندما كانت الصافرة نزيهة وعادلة، لكن ما يجري في ملاعبنا من قرارات مؤلمة جعل الفريق يدفع الثمن غالياً، وأفقده الثقة بالحكم المحلي في إدارة المباريات الكبيرة والمفصلية في تحديد مصير المنافسة".
وعلى الجانب الآخر، أبدت جماهير الحسين بدورها استياءً واضحاً من عدد من القرارات التحكيمية، ما يعكس حالة الاحتقان التي تصاحب معظم مباريات دوري المحترفين في المواسم الأخيرة.
ويرى مراقبون أن هذه الأزمة ليست جديدة، بل تمتد لعدة سنوات شملت كل أندية المحترفين، بل وصلت إلى دوري الدرجات الأولى والثانية والثالثة.
مباريات الموسم الحالي، والتي لم يُستعن فيها بأي حكم أجنبي حتى الآن، شهدت احتجاجات متكررة على قرارات الحكام، فيما تواصل دائرة الحكام الدفاع المستميت عن كوادرها، مؤكدة صحة أغلب القرارات، على الرغم من أن تحليلات عدد من الحكام السابقين تقف غالباً إلى جانب اعتراضات الأندية وتخالف تقييمات الدائرة الرسمية.
وتطالب الأندية والمتابعون منذ سنوات بضرورة تشكيل لجنة مستقلة من خبراء التحكيم المحليين لتقييم الحالات المثيرة للجدل بحيادية، في ظل حلم تطبيق تقنية الحكم المساعد (VAR) التي باتت مطلباً ملحاً، خاصة مع اقتراب استحقاقات مهمة لكرة القدم الأردنية وفي مقدمتها المشاركة التاريخية لمنتخب النشامى في كأس العالم 2026.
ولا يختلف اثنان على أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة في كل دوريات العالم، غير أن الحد منها يتطلب مواكبة التطورات الحديثة وتطبيق التقنيات المساندة للحكام، بما يضمن عدالة المنافسة.
كما أن اعتراضات الأندية أمر طبيعي، لكن يجب أن تبقى ضمن الحدود المعقولة وألا تتجاوز ذلك إلى المساس بمنظومة التحكيم، وهو ما يتطلب تعاوناً وثيقاً بين الاتحاد والأندية ودائرة الحكام لوضع آليات شفافة للمكاشفة والمصارحة ومعالجة الأخطاء بشكل عملي.