وجع لا يزول… أشرف الجرابعة يرثي والده
أربعة أشهر مضت على رحيل المختار خلف صالح الجرابعه، وما زال صدى كلماته يتردد بيننا. رحل الرجل البسيط الصريح، الذي لم يعرف في حياته إلا وجهين: وجه الحقيقة ووجه الكرامة. واليوم، نفتقد هذا النموذج في زمنٍ كثرت فيه الأقنعة وتلاشت فيه المواقف الصادقة.
كان المختار خلف صالح الجرابعه مدرسة في الصراحة. لا يهادن، لا يجامل، ولا يتردد في قول كلمة الحق، حتى لو خسر ما حوله. كان وجهه البشوش يفتح القلوب، وكلمته الصادقة تهز النفوس، وبساطته تفضح زيف المتصنعين.
كم نحن بحاجة اليوم إلى رجالٍ مثله؛ رجالٍ يقودون بالكلمة الطيبة والموقف الواضح، لا بالابتسامات المصطنعة والشعارات المكررة. رحيله لم يكن مجرد فقد لعائلته وعشيرته، بل خسارة لمجتمع بأسره يبحث عن أمثال هؤلاء الرجال في زمن عزّ فيه الرجال.
لقد كان المختار خلف صالح الجرابعه رمزاً للرجولة الأردنية الأصيلة؛ محباً لعشيرته وأبنائه ووطنه، صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، لا يعرف المداراة ولا المساومة على الحق. ومن المؤلم أن نفتقد في حاضرنا أصواتاً تحمل صدق صوته وقوة موقفه.
رحم الله فقيدنا الكبير، وجعل ذكراه منارة تذكرنا بأن الحق لا يموت، وأن الرجال الحقيقيين وإن غابوا بأجسادهم، تبقى مواقفهم ناراً لا تنطفئ في ذاكرة الناس.