النعيمات وتذبذب المستوى.. وسلامي يحاول إنقاذه

اتُّهِم جمال سلامي مدرب منتخب الأردن لكرة القدم، بمجاملة المهاجم يزن النعيمات في المباراة الودية التي جرت أول أمس الثلاثاء أمام الدومينيكان في إطار التحضيرات المكثفة للمشاركة في كأس العالم 2026.

ورغم سلسلة التبديلات التي أجرها مدرب الأردن في مباراة الدومينيكان، لم تمس هذه التبديلات بالمهاجم يزن النعيمات رغم أنه لم يقدم الأداء المعهود عليه.

وتطالب جماهير كرة القدم الأردنية بضرورة البحث عن مهاجم بديل ليزن النعيمات في حال واصل حالة الانخفاض الفني والبدني بمستواه، فهذا اللاعب عادة ما يسجل في معظم مباريات النشامى، لكنه غاب عن مشهد التهديف في المباراتين أمام روسيا التي انتهت بدون أهداف، وأمام الدومينيكان التي فاز بها الأردن بثلاثية نظيفة.

في الحقيقة، إن ما فعله جمال سلامي في الإبقاء على يزن النعيمات حتى نهاية مباراة الدومينيكان رغم إهداره للفرص هو عين الصواب، فالنعيمات الذي فاز مؤخراً باستفتاء الاتحاد الآسيوي كأفضل لاعب مؤثر مع منتخبه في الدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2026، ينبغي أن يلقى معاملة استثنائية، فلا أحد يختلف على قيمته الفنية وبراعته التهديفية.



سر العناق الحار بين يزم النعيمات وجمال سلامي

المتابع لتفاصيل مباراة الأردن والدومينيكان، فإن يزن النعيمات قدم واحدة من أسوأ المباريات التي لعبها مع منتخب بلاده، حيث أهدر فرصاً بالجملة، وظهر أنه يعاني من ضغط نفسي كبير أفقده تركيزه في التعامل مع الفرص.

غياب النعيمات عن الأجواء التنافسية، إذ ما زال حبيساً لدكة البدلاء مع فريق العربي القطري، أسهم في الحالة الصعبة التي يمر بها مهاجم منتخب النشامى.

وما حدث بعد نهاية مباراة الأردن أمام الدومينيكان، يكشف حقيقة التحديات التي يمر بها يزن النعيمات، حيث ظهرت حاجته لجاهزية ذهنية وفنية وبدنية حتى يعود إلى مستواه المعهود، فهو مهاجم لا يمكن تعويضه، ومن الصعب إيجاد مهاجم بديل بمواصفاته.

وما حدث بعد هذه المباراة، أن جمال سلامي عانق يزن النعيمات بحرارة وكأنه يكافئه بدلاً من معاتبته على إهدار الكم الكبير من الفرص.

وبطبيعة الحال، سلامي منح النعيمات فرصة المشاركة منذ بداية المباراة إلى نهايتها، حتى يتمكن من تسجيل هدف يُعيد إليه الثقة التي يفتقدها في هذه الأيام، وهي نظرة تستحق التقدير من مدرب يعرف قيمة هذا اللاعب.

وحالة العناق بين المدرب واللاعب تعني أن هناك تقديراً متبادلاً بين الطرفين، وأن جمال سلامي يسعى لإخراج النعيمات مما هو فيه، فتسجيله هدفاً واحداً قد يكون كافياً للخروج من هذه الحالة، ورغم أن المباراة كانت سهلة وكان بالإمكان تحقيق الغاية من ذلك، إلا أن اللاعب لم يتمكن من دك الشباك.

وبكل تأكيد فإن عدم تسجيل النعيمات سيزيد من حالته المعنوية سوءاً، لذلك فإن حرص سلامي على معانقة النعيمات بعد نهاية المباراة لها دلائل مهمة تؤكد الثقة وضرورة التكاتف، وكأنه يقول للاعب: "أؤمن بقدراتك جيداً، الوقت لم يفت، والمباريات المقبلة ستشهد عودتك لتسجيل الأهداف، أنا واثق جداً من ذلك، فلا داعي للقلق، فأنا أعرفك جيداً".