بطولة الدرع تفقد بريقها.. غياب المنافسة والجماهير
لم تعد بطولة درع الاتحاد لكرة القدم، التي كانت في سنوات مضت فاتحة الموسم ومصدرا للحماس والإثارة، تحظى بالاهتمام الجماهيري والفني ذاتهما.
الجولة الثانية من المسابقة، التي انتهت أول من أمس، لم تختلف كثيرا عن الجولة الأولى، إذ غابت الجماهير عن المدرجات حتى في مباريات كبرى جمعت الوحدات والرمثا أو الفيصلي وشباب الأردن، بينما بدا الأداء الفني باهتا والمستوى العام للفرق متواضعا، لتتحول البطولة إلى نسخة أشبه بمباريات ودية رسمية بلا نكهة ولا روح.
أحد أبرز عوامل تراجع البطولة، يتمثل في أرضية ملعب الأمير محمد بالزرقاء ذات "الترتان"، التي تشكل هاجسا لدى اللاعبين خشية التعرض للإصابات، حيث يفضل بعض اللاعبين الاعتذار عن المشاركة تجنبا للمخاطر، ما أفقد المباريات الكثير من نجومها وأثر بشكل مباشر على مستوى الإثارة والحماس.
وساهم تغيير نظام البطولة عن المواسم الأخيرة، بإقامتها من مرحلة واحدة وبواقع 9 مباريات للفريق، في قتل روح المنافسة، فالمباريات لا تحمل الطابع الإقصائي الحاسم كما كانت في البطولات الماضية، بل تقام على شكل جولات متقطعة، لتفقد البطولة أهم ما ميزها تاريخيا من إثارة جماهيرية وتنافسية قوية.
وما زاد من تعقيد المشهد ازدحام الرزنامة، حيث أصبحت منظومة الفرق تحت ضغط غير مسبوق؛ كما شكل التحكيم عاملا سلبيا آخر، بعد أن ارتكبت الطواقم التحكيمية أخطاء وصفتها الأندية بالقاتلة، أثرت مباشرة على نتائج المباريات وزادت حالة التذمر وانعدام الثقة بالبطولة، والشواهد حاضرة أمام الجميع في عدد من مباريات الجولتين.
بين أرضية ملعب غير مناسبة، ونظام بطولة قتل روح التنافس، وأخطاء تحكيمية واضحة، تبدو بطولة الدرع وكأنها تسير نحو فقدان قيمتها التاريخية؛ ورغم أنها بطولة رسمية في أجندة الاتحاد، إلا أنها باتت بالنسبة للجماهير والأندية، بطولة "أداء واجب"، تحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة تعيد إليها بريقها المفقود.