تربوي: تغول منصات التعليم يضعف دور المدرسة
قال التربوي جلال الحجاج إن التعليم عبر المنصات الإلكترونية قدم فوائد لا يمكن إنكارها، إذ أتاح للطلبة فرصة العودة إلى الدروس في أي وقت، ومراجعة المادة أكثر من مرة لتعزيز الفهم والاستيعاب، كما شجع على التعلم الذاتي والمرن بما يتناسب مع قدرات كل طالب وسرعته في الاستيعاب، فضلا عن توفير أساليب عرض متنوعة عبر الوسائط التفاعلية.
وأضاف الحجاج أن هذه الإيجابيات رافقها تحديات كبيرة، أبرزها استعانة بعض المنصات بكوادر غير مؤهلة عليما وتربويا، ما أدى إلى تقديم معلومات غير دقيقة، وتغليب الحفظ على الفهم.
كما لفت إلى لجوء بعض المعلمين إلى تصرفات غير تربوية لجذب الطلبة، الأمر الذي انعكس سلبا على صورة المعلم وهيبته.
وبين أن من بين الممارسات السلبية تحريض بعض المدرسين عبر المنصات الطلبة على معلمي المدارس، ما ساهم في ارتفاع نسب الغياب الجماعي وتراجع مكانة المدرسة كبيئة تعليمية أساسية.
وأشار إلى أن بعض المواد تدرس من قبل أشخاص غير مختصين، كمهندسين وأطباء وطلاب ثانوية، وهو ما يضعف من جودة المخرجات التعليمية.
وقال الحجاج إن هذا الواقع أدى إلى ما يمكن وصفه بـ تغول المنصات على التعليم الرسمي، حيث نسب بعض المعلمين الفضل لأنفسهم فقط عند تفوق الطلبة، وركزوا على الجوانب الترويجية كتوزيع الهدايا أو ذكر الأسماء أمام الكاميرات، فيما اتجهت بعض المنصات إلى أساليب دعائية غير مهنية، كإجراء مقابلات أمام المدارس باستخدام عبارات بعيدة عن قيم المجتمع.
وشدد الحجاج على ضرورة تنظيم عمل المنصات التعليمية ضمن إطار قانوني واضح، بحيث يكون التدريس محصورا بالمعلمين المؤهلين والحاصلين على مزاولة المهنة من وزارة التربية والتعليم، مع الحفاظ على مكانة المدرسة والمعلم باعتبارهما الركيزة الأساسية للعملية التربوية، وضمان جودة التعليم بما ينسجم مع قيم المجتمع الأردني.
الرأي - سرى الضمور