الاكلات الشعبية السلطية ..تستقطب سياح اجانب

في قلب وادي شعيب بمحافظة البلقاء، تعيش ميسر الحياري (61 عامًا) الماضي بكل تفاصيله، فيما تتيح لزوارها فرصة نادرة لاختبار الطقوس التراثية التي باتت شبه غائبة عن الحياة المعاصرة.

بدأت قصة الحياري، قبل أكثر من عقد، حين كانت تصنع المربى وتخزنه في منزلها، وتستقبل متدربين ترسلهم وزارة الزراعة لتعلم فنون الطهي والإنتاج التقليدي، لكن مشاركتها في مهرجان زراعي غيرت مسار حياتها، إذ قررت عام 2010 إنشاء «استراحتها» الخاصة ببيت من الشعر عند مدخل منزلها، قبل أن تطوره ليصبح وجهة سياحية مميزة.

في هذه الاستراحة، تطهو الحياري، على الحطب أكثر من 42 نوعًا من المربى، إلى جانب الأجبان والألبان والمقدوس والزعتر البلدي، فضلًا عن «حواجة المنسف» المكوّنة من 44 عشبة جبلية.

المكان لم يجذب الزوار المحليين فحسب، بل أصبح مقصدًا لسياح من مختلف دول العالم مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وبلجيكا، إضافة إلى الدول العربية.

وحظي المشروع بزيارة جلالة الملكة رانيا العبد الله، قبل أعوام، التي أبدت إعجابها بما تقدمه الحياري، وبمشروعها الريادي.

وتشرح صاحبة المشروع أن الزوار يخوضون تجربة متكاملة تبدأ بالتعرف على طرق تصنيع المنتجات والمشاركة في إعدادها، مرورًا بارتداء الأزياء الشعبية والتقاط الصور التذكارية، ووصولًا إلى حلب الماعز وجمع البيض وتحضير وجباتهم بأنفسهم، كما يتضمن البرنامج زيارة مشتل يحوي أنواعًا مختلفة من الأشجار والنباتات، إضافة إلى فرصة إعداد خبز الشراك على الصاج وتناوله مع أطعمة تقليدية.

وتقول الحياري: «هذا المسار يحتاج في العادة إلى يوم كامل أمضيه بكل محبة مع زوّاري».

وتكمل اللوحة السياحية بمدينة السلط القريبة، الواقعة على بعد 30 كيلومترًا من عمان، بما تتميز به من طابع معماري فريد، جعلها تدرج عام 2021 على قائمة التراث العالمي تحت مسمى «مدينة التسامح والضيافة الحضرية».