على عاتق "الجيش والأمن" وبهذا التوقيت! .. تهريب شبه يومي للمخدرات!
فرح حامد سمحان
لم يعد إحباط تهريب المخدرات على الواجهات الحدودية أمرًا عاديًا، إذ لا يمر يومًا إلا وتعلن القوات المسلحة الأردنية وبجهود متواصلة عن إحباطها؛ واللافت أن أساليب التهريب باتت تتنوع ما بين بالونات موجهة بأجهزة بدائية الصنع، ومسيرات، وطرق أخرى، و نعم يتم السيطرة عليها بآليات ومهارة عسكرية عالية لدى حرس الحدود، وجيشنا العربي، ولا خوف عليهم في ذلك، لكن المقلق والذي يثير علامات الاستفهام في هذا التوقيت تحديدًا هو كثرة وتكرار عمليات الإحباط على كل الواجهات الحدودية الشرقية والغربية والجنوبية، في وقت أعلنت الدولة الأردنية عن حرب شاملة متكاملة العناصر والأركان.
السم الأبيض ومخاطره على الدولة أكبر من كونها أمنية صحية، بل تتفرع لتبادلات سياسية خطيرة بين الدول التي عليها أن تكثف الجهود مع الأردن التي تحارب آفة المخدرات والتهريب على أعلى وأجود المستويات، والإحباط لم يعد الفكرة التي يجب التركيز عليها، بقدر السيطرة والضبط وهو ما يتحقق بالفعل؛ إذ يتم تبادل الإجراءات والتنسيق بين الجيش وإدارة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن العام، وهو الشق الذي يعني أن خطر الآفة تحقق بالفعل، تحديدًا وأن عمليات إحباط على مستوى عالٍ تتم ويقع المهربون في أحضان المكافحة، من شمال المملكة إلى جنوبها، وبكل بقعة فيها، ما يعني أن الانتشار ووجود من يهدد الأمن المجتمعي بالأردن من مروجي المخدرات، حقيقة لا يمكن تجاوزها في أوقات عصيبة ومعقدة تعيشها المنطقة .
من حق الأردن اليوم الدفاع عن أمنه واستقراره ولو لزم الأمر اتخاذ إجراءات غير مسبوقة من قبل، وفي لقاء سابق مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي أن اتفاقًا تم بين البلدين لمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة من سوريا إلى الأردن، وكان هناك تأكيدًا حكوميًا أن السبب باستمرار تهريب المخدرات والسلاح، يكمن في أن الأدوات التهريبية ما تزال موجودة، أي أن الحل يكمن في شلع جذور الدعم لتحطيم أي أداة من شأنها مساعدة عصابات التهريب على التمدد الإقليمي، والاستمرار بعمليات التهريب حتى على الرغم من استمرار إحباطها.
أفراد يرتبطون بعصابات إقليمية، كميات كبيرة تقدر بالأطنان من المخدرات بأنواعها، وغيرها من عمليات التهريب الملتوية، تمكنت إدارة مكافحة المخدرات من السيطرة عليها، وبعمليات نوعية، وسابقًا كان التعامل مع هذا النوع من القضايا تحديًا أمنيًا راهنت عليه الدولة، ومما لا شك فيه أنها كسبت الرهان، حتى أصبحت السيطرة على المخدرات تحصيل حاصل من الأجهزة الأمنية كافة، ومؤسسة الجيش التي لا يمكن لأي أردني إلا أن يثق بها، وبأن حدودنا آمنة مطمئنة، ليبقى الرهان الأهم حاليًا هو السيطرة على حجم وكميات التهريب؛ لأن تطورات الأحداث الإقليمية لاحقًا لن تكون مواتية لما يحدث على الحدود المتاخمة للأردن، على اعتبار أن الدولة تحملت من الأعباء ما يكفي، إلى جانب ملفات أخرى يجب أن تأخذ حيزًا أكبر من الاهتمام.