غياب الجماهير ومستويات غير مقنعة.. أرقام من الجولة الأولى للدرع

افتتحت منافسات الجولة الأولى من بطولة درع الاتحاد لكرة القدم بمستويات فنية متباينة، تأثرت بغياب لاعبي المنتخبين الأول والأولمبي، ما انعكس بشكل واضح على طبيعة الأداء والخيارات الفنية للأجهزة التدريبية.

وشهدت الجولة 5 مباريات انتهت 3 منها بالتعادل، فيما سجل فريقا الأهلي والفيصلي فوزين ثمينين، ليكونا الأبرز مع ختام الجولة.

 وفي المباريات الخمس، تم تسجيل 7 أهداف فقط، بمتوسط 1.4 هدف لكل مباراة، بينما انتهت مباراتان من دون أهداف.

ورغم أن البطولة تهدف بالأساس إلى إتاحة الفرصة للاعبين الشباب والعناصر التي لم تحظ بدقائق لعب كافية في دوري المحترفين، إلا أن معظم المدربين فضلوا الاعتماد على الأسماء الأساسية لتعزيز الانسجام بين خطوط الفريق، باستثناء الأندية التي فقدت عددا كبيرا من لاعبيها بسبب الاستدعاء للمنتخبين الوطني والأولمبي، إضافة إلى فريق الرمثا الذي اعتمد على قاعدة واسعة من لاعبي الفئات العمرية.

على الصعيد الجماهيري، بدت المدرجات شبه خالية، وهو ما عزاه المتابعون إلى إقامة المباريات على ملعب الأمير محمد بالزرقاء، الذي يبعد عن مراكز المحافظات مسافات طويلة، إضافة إلى توقيت المباريات المتأخر عند التاسعة مساء، والتكاليف المادية المترتبة على التنقل وشراء التذاكر. 

كما سجلت الجولة ملاحظات سلبية، أبرزها ضعف الاهتمام بمرافق الملعب، وسوء التنسيق مع وسائل الإعلام، إلى جانب ضعف الإنارة الذي ظهر جليا في المباراة الثانية التي جمعت الحسين اربد والوحدات، ما طرح علامات استفهام حول مستوى التحضيرات لاستضافة البطولة.

ويرى المتابعون من الناحية الفنية، أن المباريات اتسمت بغياب الحافز لدى اللاعبين نتيجة عدم المتابعة من الجهازين الفنيين للمنتخبات الوطنية، إلى جانب غياب الحضور الإداري من الاتحاد، فضلا عن تخوف اللاعبين من التعرض لإصابات على أرضية الملعب الصناعية، وهو ما انعكس على الحذر المبالغ فيه في كثير من دقائق اللعب، كما استمرت شكاوى الأندية من الأخطاء التحكيمية التي أثارت جدلا بين اللاعبين والمدربين على حد سواء.

وجاءت أولى إصابات "البطولة التنشيطية” عبر لاعب الوحدات فراس شلباية، الذي سيغيب حتى نهاية الموسم الحالي بسبب قطع في الرباط الأنسي، وهو ما أربك بقية اللاعبين خوفا من الإصابة، فيما تعرض لاعب الحسين إربد عبيدة النمارنة بالمباراة ذاتها لإصابة في يده أيضا، من دون تحديد مدة غيابه أو طبيعة الإصابة.

وتطرح الجولة الأولى العديد من التساؤلات حول ضرورة إيلاء بطولة الدرع وبقية البطولات المحلية، الاهتمام الكافي من قبل الاتحاد والأندية والجماهير على حد سواء، خصوصا بعد التأهل التاريخي للمنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2026.

 فتعزيز المسابقات المحلية وتطوير تنظيمها يعدان رافدين أساسيين لدعم المنتخبات الوطنية، وتوسيع قاعدة اللاعبين المميزين القادرين على المنافسة في الاستحقاقات القارية والدولية. 

ويمكن القول إن الجولة الأولى من البطولة جاءت متوسطة المستوى من الناحية الفنية، مع بروز واضح للعوامل التنظيمية والظروف السلبية المحيطة أكثر من الأداء الكروي، في انتظار أن تشهد الجولات المقبلة، تطورا ينسجم مع أهداف البطولة وأهميتها على خريطة الكرة الأردنية.