البترا جوهرة العالم التي أنهكها التهميش وظلم التنمية

بقلم الاستاذه رزان علي المساعده
 
البترا ليست مجرد أعجوبة من عجائب الدنيا السبع ولا مجرد صخور وردية نحتتها الأيادي النبطية قبل آلاف السنين ، البترا كيان حيّ يعيش بأهلها قبل حجارتها ومع كل زائر يخطو بين شقوق السيق هناك قلب نابض خلف الكواليس يئنّ من التهميش والحرمان . 

لقد اعتدنا أن تُعرض البترا على شاشات العالم كواجهة سياحية برّاقة لكن القصة الحقيقية لا تُروى خلف صور البوست كَرد هناك شباب يملكون شهادات بلا عمل ،  ونساء يملكن مهارات بلا فرص ، وأطفال يحلمون بتعليم أفضل في مدارس تفتقر لأبسط المقومات . 

أهل البترا لم يطلبوا المستحيل ، ولم يبحثوا عن رفاهية زائدة بل طالبوا بالحد الأدنى من حقّهم عمل كريم ، مستشفى مجهز ، تعليم يليق بمستقبل أبنائهم ، وبنية تحتية تحفظ كرامتهم .. كيف يُعقل أن يأتي ملايين السياح كل عام ، ولا ينعكس خير هذه الأرض المباركة على أهلها !

لقد آن الأوان أن يُسمع صوت المجتمع المحلي ، لا كشريك ثانوي ، بل كركيزة أساسية في معادلة البترا فبدون إنصاف أهلها ، لن تستمر عظمة المكان . المكان لا يعيش بحجارته فقط ، بل بأهله الذين يصونونه .. 

اليوم .. لم يعد الصمت مجدياً .. البترا تُحكى بصوت أبنائها : " اعطونا حقنا في أن نكون شركاء لا متفرجين ، صانعين للمستقبل لا مجرد باعة على أطراف الطريق ‎‎"