تصرف أحمد عبدالعزيز يثير الجدل في مصر
أثار مقطع فيديو متداول لأحمد عبدالعزيز، يتجاهل شابا تقدم إليه مصافحا، حالة من الجدل في مصر، لا سيما أن الموقف لا يعد الأول من نوعه للفنان المصري الشهير، ونجم فترة التسعينيات الأول.
ودفعت حالة الجدل الفنان أحمد عبدالعزيز إلى إصدار بيان جاء فيه: "انتشر مؤخرا مقطع فيديو اتفهم غلط، على إني رفضت أصافح شاب من الجمهور، الحقيقة إن الموقف كان سريع جدا".
وأضاف: "أنا داخل الفعالية متأخر وبجري علشان أركب الأسانسير وأطلع لمكان العرض، ولما شفته واقف افتكرت إنه بيفتح لي الطريق، وإنه من ضمن المنظمين، ومخدتش بالي إنه بيمد إيده للمصافحة".
واختتم الفنان المصري بيانه بالقول: "عمري ما رفضت سلام أو صورة مع أي حد من جمهوري، بالعكس.. أنا دايما بشوف إنكم السبب في نجاحي ومحبتكم أكبر دعم ليا.. اللي حصل كان سوء فهم.. وأتمنى الناس تتفهم إن فيه لحظات سريعة ممكن تتفسر غلط.. أنا واحد منكم".
إلا أن البيان أحدث حالة من الانقسام بين الجمهور، الذين اقتنع به بعضهم بينما اتهمه البعض الأخر بتكرار الموقف، في إشارة إلى مقطع فيديو آخر انتشر قبل أشهر قليلة، انفعل فيه "عبدالعزيز" على شخص من "ذوي الاحتياجات الخاصة"، حاول مصافحته ونهره قائلا: "شيل إيدك يلا".
وكتب عدد من متابعي "أحمد عبدالعزيز" على صفحته بموقع التواصل "فيسبوك" مؤكدين ثقتهم فيه، إذ جاءت تعليقات على غرار: "نثق في حسن تصرفكم"، و"حضرتك مثال للفنان المحترم"، و"حبنا لك لا يهتز".
بينما كتب آخرون على الصفحة ذاتها: "مواقفك كترت يا فنان"، و"كنت بعيدا عن الأضواء والآن تظهر طباعك"، و"ليس موقفك الأول.. تحتاج للتواضع مع الجمهور الذي وضعك في مكانك".
وعلّق المدير السابق لمهرجان بورسعيد للفيلم، والناقد الفني مصطفى الكيلاني، على الواقعة بالقول إن "كثيرين يرون الفنان أحمد عبد العزيز كمتكبر، وللأسف هذه الظاهرة شائعة بين عدد من الفنانين والمشاهير، إذ يحاول بعضهم التعبير عن مخاوفهم من الناس بأسلوب ينطوي على قدر من التكبر أو التعالي".
وضرب الكيلاني، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، مثالا بمسألة الامتناع عن السلام على المعجبين أو رفض التصوير معهم، قائلا "ليس أمرا أعارضه بشكل مطلق، فهناك مواقف قد يكون لها ما يبررها".
وأردف: "لكن في الحالات المشابهة للفيديو الذي شاهدناه، حيث يدخل الفنان إلى مكان عام، فمن الطبيعي أن يحيّي الناس من حوله".
وفي هذا الموقف بالتحديد، وفق الكيلاني، كان "من الواضح من لغة جسد أحمد عبدالعزيز، ومن طريقة ضم يده وإغلاق قبضته منذ اللحظة الأولى، أنه اتخذ قرارا مسبقا بعدم مصافحة أحد، وهذا يمثل مشكلة حقيقية لديه ولدى كثير من المشاهير".
إلا أن الناقد المصري يرى أنه -في بعض الأحيان- يكون ضغط الجمهور على الفنان في طلبات السلام والتصوير مزعجا، بل ويتجاوز الحدود في بعض الأحيان، كأن يضع أحدهم يده على الفنان أو الفنانة بطريقة غير لائقة أثناء التصوير، وهذا أمر يحدث كثيرًا.
وقال: "أحيانا، عندما نكون برفقة أصدقائنا من الفنانين، نضطر إلى التدخل لحمايتهم من مثل هذه التصرفات التي قد تزعجهم".
وأوضح أن هناك فئة من الجمهور ترى في لمس كتف فنانة أو فنان أثناء التصوير نوعا من الانتصار الشخصي، وهذا سلوك مرفوض تماما ويعد انتهاكا لخصوصية الإنسان، فملامسة الشخص -سواء كان رجلا أو امرأة- أثناء التقاط صورة، أمر غير مقبول إطلاقا.
لكن المصافحة شيء مختلف، بحسب الكيلاني، الذي أكد أنه إذا كنت فنانا أو شخصية مشهورة وتدخل مكانا به جمهور، فمن البديهي أن تسلم على الناس، وأن تكون مستعدا للتصوير مع عدد كبير منهم، فهذا جزء من طبيعة كونك شخصية عامة، وهو ما عليك تقبله والتعامل معه.
من جانبها، قالت الإعلامية والناقدة الفنية المصرية عبير عبدالوهاب، إن التصريحات من نوعية "لم أنتبه" تعد أسلوبا قديما في الاعتذار عن الأخطاء، ويبدو أن الفنان القدير توقف به الزمن عند هذه المرحلة، فجاء اعتذاره بطريقة "مخدتش بالي" و"لم أقصد".