الأغوار والفقر وتمكين المرأة

الدكتورة صباح الشعار 

بعيدًا عن عشرات المؤتمرات التي تُعقد في قاعات الفنادق الفخمة في عمان وشواطئ البحر الميت والعقبة للحديث عن محاور استراتيجية تمكين المرأة وحقوقهن في المساواة والتمكين والتعليم والصحة ماذا عن عشرات النساء اللواتي يحاولن إيجاد قوت يومهن في منطقة ما زالت المرأة فيها تعاني من الفقر أي مساواة يتحدثون عنها بينما عشرات الطالبات الجامعيات في الأغوار لا يستطعن الالتحاق بمقاعدهن الدراسية والسبب الفقر أي حقوق وما زالت المرأة في الأغوار تعمل لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة بأجرة زهيدة والسبب الفقر أي مساواة يتحدثون عنها وعشرات النساء يُحرمن من العلاج والسبب الفقر.

اليوم يجب أن نتحدث وبكل شجاعة أن الاستراتيجيات الموجهة للمرأة خصوصًا في المناطق النائية والبعيدة فشلت في تحقيق أهدافها المرأة في البوادي والأرياف والمخيمات لا يعنيها كثيرًا الحديث عن التحديث السياسي والإداري في ظل تراجع أوضاعهن المعيشية دون أي برامج على أرض الواقع تخرجهن من حالات الفقر المدقع في ظل تزايد أعداد الغارمات للمؤسسات الإقراضية التي غزت القرى مستغلين حاجة المرأة للمال لسداد مصاريف أبنائهن خصوصًا الذين على مقاعد الدراسة.

ولكن الحديث والإنجازات عن تحسن في حقوق المرأة على شاشات التلفزيون أو على مواقع السوشيال ميديا يجب أن تكون بالأرقام الحقيقية وتحسن في دخل الأسر الفقيرة وبالمشاريع الإنتاجية الحقيقية دولة الرئيس الدكتور جعفر حسان النساء في الأغوار لا يملكن رفاهية الحديث عن السياسة والتحديث الإداري بل يتمنين شيئًا واحدًا هو اخراجهن من الفقر.