الأمن العام .. وملاحظتان من مهرجان جرش
جامعة اليرموك - أحمد الحوراني
يوم أمس وعلى هامش زيارة سنوية اعتيادية ترفيهية لمشاهدة جزءا من الفعاليات والانشطة المدرجة على برامج مهرجان جرش في دورته التاسعة والثلاثين ثمة ما يلفت الانتباه وما يستحق التقدير والاحترام تنظيما وإعدادا في اجواء أردنية مملوءة بالفرح العفوي المتناغم مع طبيعة وواقع المكان اذ ان لمهرجان جرش تحديدا وقع مختلف في ذاكرة الأردنيين الذين يؤمون المدينة الاثرية من مختلف مناطق المملكة كما يستقطب المهرجان ضيوفا وسياحا من دول عربية شقيقة واجنبية صديقة.
وحيث لا يكتمل عقد الفرح الا في ظل بيئة أمنية متكاملة فقد بدا لي ولكل زائر للمهرجان حجم الجهد الكبير الذي تبذله مديرية الامن العام من خلال كافة المرتبات المنتشرة انتشارا واسعا في جميع اروقة جرش مكان الفعاليات وكذلك خارجها ومن شأن ذلك اعطاء المواطن والمقيم احساسا كبيرا بالامان على نفسه وعائلته طيلة مكوثه هناك ، ومن خلال جملة من الاحاديث الجانبية مع عدد من نشامى الجهاز العريق فإن انطباعا رائعا لا يمكن القفز عنه دون الاشادة به والناتج عن مستوى الادب واللباقة والاحترام التي يتعامل بها كل فرد او ضابط او مسؤول في الميدان مع المواطن وانا كنت منهم دون أن يعرف احدهم أنني ارتبط بجهاز الأمن العام ارتباطا وثيقا هو جزء من انتماءي للأردن وقيادة جلالة الملك التي التقط نشامى أمننا العام اشارات وتوجيهات جلالته في بناء منظومة راقية من التعامل الانساني بينهم وبين المواطن في كل مكان.
وأما الملاحظة الثانية التي لم تقل اهميتها عن الأولى فتلكم هي التي جسدها المعرض النوعي الكبير الخاص بعرض منتجات نزلاء مراكز الاصلاح والتأهيل والتي تشمل المطرزات والأثاث والتحف ولوحات فنية الأمر الذي يؤكد مهارة النزلاء واهتمام إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل بإعداد النزلاء ليصبحوا أشخاصًا منتجين وفاعلين وقادرين على استئناف حياتهم في المجتمع بشكل اعتيادي عقب قضاء كل منهم مدة محكوميته.
اعتقد جازما ان مثل هذه الرؤية تنم عن بعد نظر ثاقب وانها خطوة لافتة يجني ثمارها النزلاء عبر اكثر من نافذة لعل في مقدمتها الشعور النفسي العظيم الذي يعيشه النزيل عندما يجد انه داخل بيئة محفزة على العمل والانتاج فضلا عما ينتابه من راحة بالغة جراء وقت غني بالعمل وبعيد عن الملل والكآبة مضافا إلى ذلك ما سمعته بفخر ان عوائد بيع هذه المنتجات تعود
للنزيل نفسه وبالتالي فهو يعمل بشرف وينتج ما يؤمن له دخلا وهو داخل السجن وفي ذلك فحوى الرسالة.
تفكير ريادي خارج الصندوق وارى اننا بحاجة إلى التوسع في تعميم هذه التجربة لتشمل فضاءات أوسع، وطالما كانت مديرية الامن العام ترتبط باتفاقيات تعاون مشترك مع مؤسسات الدولة ومنها على سبيل المثال الجامعات فإنني ادعو لان تكون ساحات الجامعات مكانا لاقامة مثل هذه المعارض دعما وتشجيعا للنزلاء وكذلك تعريف ابناءنا وبناتنا بأن مراكز الاصلاح والتأهيل في المملكة وبتوجيه مباشر من جلالة الملك ما هي إلا أماكن تتيح لمن ارتكب مخالفة ومحكوم عليه أن يستأتف حياته ويندمج في مجتمعه دون أن تلاحقه نظرات اللوم او الازدراء.
شكرا مرة تانية لمديرية الامن العام وشكرا لكوادرها في كل مديرية واقليم ومركز امني لأنها المديرية التي تلبي الواجب وتجعلنا مواطنين آمنين في سربنا دون الخوف على اعراضنا او ممتلكاتنا من العبث او الضياع.