بعد صفقات مميزة.. "الرماثنة" ينتظرون المنافسة على الألقاب
ارتسمت الابتسامة على وجوه عشاق الرمثا، بعد إعلان النادي رسميًا استعادة نجمه السابق وأحد أبرز أبنائه، لاعب المنتخب الوطني محمد أبو زريق "شرارة"، الذي وقع عقدا جديدا مع "غزلان الشمال" لموسم واحد، في خطوة أعادت الذاكرة إلى زمن الإنجاز الكبير في العام 2021، عندما توج الفريق بلقب دوري المحترفين بعد غياب دام أربعين عاما.
واعتبرت جماهير الرمثا أن تجديد عقدي حمزة الدردور ومصعب اللحام وعودة شرارة، تعد بمثابة رسائل مطمئنة لحضور الفريق في الموسم الجديد.
ويرى "الرماثنة"، أن عودة شرارة ليست صفقة عادية، فاللاعب الذي تربى في أكناف النادي وتدرج في فئاته العمرية يعد أحد الأضلاع الذهبية للجيل الذي صعد منصة التتويج برفقة الثنائي "القائد" حمزة الدردور ومصعب اللحام، ما جعل من هذا الثلاثي رمزا لذاكرة جماهير الرمثا التي تدفقت ابتهاجا إلى محيط النادي لحظة الإعلان عن الصفقة وسط أجواء احتفالية.
شرارة، البالغ من العمر 27 عاما، يعد من أبرز المواهب التي صدرها الرمثا إلى الملاعب العربية، بعد تألقه الكبير في مركز الجناح الأيمن، فقد خاض تجارب احترافية في أندية السيلية القطري، الأهلي الليبي، الترجي التونسي، والشرطة العراقي، فضلًا عن مشاركاته المحلية مع الوحدات والحسين إربد، كما مثل المنتخب الوطني في 22 مباراة دولية سجل خلالها 3 أهداف، وكان دائما حاضرا في قائمة النشامى كلاعب مجتهد وصاحب حلول هجومية متنوعة.
وبعد مشاركة فريقه السابق الحسين إربد لقب دوري المحترفين بالموسم الماضي، عاد شرارة إلى بيته الأول في صفقة انتقال حر، لتبدأ مرحلة جديدة يأمل خلالها الجميع أن تكون بداية لمسار أكثر استقرارًا له وللنادي الذي منحه الفرصة الأولى.
ورغم الجدل القانوني الذي رافق تجربة احترافه السابقة في الأهلي الليبي، التي حسمت لاحقا بقرار لجنة فض المنازعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لصالح انتقاله الخارجي، فإن شرارة فضل العودة طواعية إلى الرمثا تأكيدا لانتمائه العميق ورغبته في رد الجميل.
في الوقت الذي نشرت فيه صفحات النادي مقطعا ترويجيا جميلا، مهدت فيه لصفقة شرارة تحت شعار "لدينا الحلول لا نكتفي بالشعارات"، بدا واضحا أن المزاج الجماهيري أصبح أكثر تفاؤلا، لكن دون انفلات، فالآمال ما تزال ضمن حدود المعقول، والرهان الأساسي يبقى على صبر المشروع، لا على اللحظة العابرة.
ويرى جمهور الرمثا، أن عودة شرارة ليست مجرد تعزيز هجومي، بل هي إحياء لروح الفريق الذي كسر القاعدة في العام 2021، ومثل نموذجا مختلفا لكرة القدم الأردنية، وهي فرصة أخرى كي يثبت اللاعبون الذين تربوا في أروقة الرمثا أن الانتماء ليس شعارا ، بل فعلا مستمرا وتضحيات في الملعب وخارجه، وبين الحنين إلى المجد والحلم بولادة جديدة، يبدو أن الرمثا يبدأ موسمه المقبل، بواحدة من أقوى دفعات الأمل، مع نكهة من الماضي ورؤية تتطلع إلى المستقبل بثقة وهدوء.
جماهير الرمثا ترى في الدردور واللحام وشرارة أكثر من مجرد لاعبين، فهم أبناء النادي الذين تربوا فيه منذ الصغر وترعرعوا بين جدرانه، ما يجعل استمرارهم يشكل دعامة معنوية وفنية كبيرة، ويعكس روح الانتماء التي يتمسك بها النادي في مشواره المقبل.
وجاء نشاط الرمثا في سوق الانتقالات، ليعكس رغبة حقيقية في بناء فريق قادر على المنافسة من دون الوقوع في فخ الضغوط المبالغ بها أو التطلعات غير الواقعية، وأبرمت إدارة النادي صفقات عدة خلال الأيام الماضية، لتدعيم صفوف الفريق، وهم: زيد أبو عابد، محمد أبو هزيم (كحلان)، أنس أبو طعيمة، لاعب الوسط النيجيري عزيز أوسيني، والمدافع الإيفواري علي براهيما دومبيا.
وتشير المؤشرات إلى أن الجهاز الفني بقيادة المدير الفني المونتينيجري ميليان رادوفيتش، أشرف على جميع الصفقات من دون تدخلات إدارية، وتمت الاختيارات المحلية والأجنبية بناء على تنسيب منه، حيث يحظى رادوفيتش بدعم كامل من الإدارة، ويملك الصلاحيات الفنية كافة، من دون تدخلات.
ويسعى ميليان رادوفيتش، الذي أشرف على الفريق منذ مرحلة الإياب من دوري المحترفين للموسم الماضي، لتوظيف القوة الهجومية المتمثلة بشرارة والدردور، إلى جانب مهارات اللحام في صناعة اللعب، لتشكيل خط هجومي فاعل مدعوم بروح الشباب والعناصر الصاعدة، التي أظهرت خلال الموسم الماضي مستويات مميزة مع الفريق الأول وفرق الفئات العمرية.
ويلتقي فريق الرمثا مع الوحدات في الأسبوع الأول من بطولة دوري المحترفين، فيما يواجه فريق الجزيرة في الجولة الأولى من بطولة درع الاتحاد، التي ستقام من مرحلة واحدة.
وأنهى الرمثا، الذي قاده في مرحلة الذهاب المدرب وسيم البزور قبل انتقاله لتدريب فريق شباب الأردن، الموسم الماضي في المركز الرابع على سلم ترتيب الفرق بدوري المحترفين برصيد 33 نقطة، واستطاع قلب موازين البطولة في الجولتين الأخيرتين، وكانت له الكلمة في تحديد هوية بطل المسابقة.