النشامى إلى كأس العالم... رايتنا في السماء وإرادتنا لا تُقهر!

يونس الكفرعيني

في لحظة تاريخية غير مسبوقة، نجح منتخب النشامى في رسم البهجة على وجوه الأردنيين كافة، بتأهله العظيم إلى كأس العالم.

هذه اللحظة لم تكن فقط انتصارًا رياضيًا، بل كانت استعادة للثقة الوطنية، وتجديدًا لعهد العزم والإرادة.

من الملاعب الأردنية إلى ميادين البطولة العالمية، خطونا خطوة واثقة نحو المجد.

إن تأهل النشامى ليس مجرد حدث رياضي، بل هو تأكيد على أن العزيمة الأردنية قادرة على تجاوز كل التحديات.

لقد مثّل المنتخب الوطن بأكمله، وحمل تطلعات الشباب، وأعاد رسم صورة الأردن في قلوب أبنائه.

لا يكفي أن نحتفل، بل يجب أن نستعد ونُخطط للحفاظ على هذه اللحظة وتحويلها إلى ثقافة إنجاز مستدامة.

نحن بحاجة إلى تطوير البنية الرياضية، وتأهيل الأجيال الصاعدة، وتوفير البيئة التي تُفرز أبطالًا باستمرار.

الطريق إلى كأس العالم لم يكن سهلًا، وما بعد التأهل سيكون أشدّ وطأة إذا لم نُحسن التخطيط والاستعداد.

المنتخب الوطني اليوم أمام مسؤولية عظيمة: الحفاظ على هذا المجد ومواصلة البناء عليه.

والجماهير، بدورها، مدعوة للاستمرار في الدعم والمؤازرة، بنفس الحماسة والوفاء.

اليوم أصبح لاعبو المنتخب قدوة للشباب، بأخلاقهم، وانضباطهم، وتفانيهم.

لقد أثبتوا أن الإصرار والعمل الجماعي والالتزام يمكن أن يحققوا المعجزات.

فلنستثمر هذه النماذج لتشكيل وعي وطني جديد يؤمن بأن لا شيء مستحيل أمام الطموح.

جيلٌ جديد من الأردنيين سيكبر على حكاية التأهل هذه، وسيجد فيها دليلًا على أن الحلم ممكن، إذا ما اقترن بالعمل والتضحية.

ولهذا فإن الرياضة هنا تتجاوز حدود الملاعب، لتصبح أداة تربوية وثقافية ووطنية.

كل خطوة يخطوها النشامى في كأس العالم هي فرصة ليرى العالم صورة الأردن المشرقة.

هذا الإنجاز يعزز مكانة الأردن عالميًا، ويُرسّخ صورته كدولة حضارية، تقدمية، وشابة.

ليس فقط في الرياضة، بل في كل المجالات، يستطيع الأردن أن يبرهن أنه بلد الطاقات والكفاءات والقدرات الكبيرة.

إن حضورنا في المونديال لا يُمثّل مجرد مشاركة، بل هو منصة لرفع علمنا عاليًا، ولإيصال صوتنا وهويتنا ورسالتنا الحضارية.

يجب أن يتحول هذا الإنجاز إلى نقطة انطلاق، لا إلى نهاية فرح.

فلنحمل المسؤولية جميعًا: الدولة، المؤسسات، الأندية، الإعلام، والناس.

العمل الجماعي هو سرّ بقاء الراية مرفوعة، وتحقيق ما هو أبعد من التأهل، وهو التميز الحقيقي والمنافسة الجادة.

النجاح يُبنى بالتراكم، والمنتخب يحتاج إلى خطة طويلة الأمد، واستثمارات حقيقية في البنية التحتية، والتدريب، والكفاءات.

وإذا كنا اليوم نحتفل، فعلينا غدًا أن نعمل بضعف الجهد للحفاظ على هذا الحلم حيًا.

شكرًا لقيادتنا الهاشمية التي لم تدخر جهدًا في دعم الشباب والرياضة.

شكرًا لكل مدرب، وكل إداري، وكل لاعب آمن بأن الأردن يستحق أن يكون بين الكبار.

وشكرًا للجماهير الوفية، التي كانت اللاعب رقم واحد، في القلب، وفي المدرجات.

ودعاؤنا أن تستمر الانتصارات، وأن يبقى الأردن عاليًا في كل الميادين.

إلى الأمام يا نشامى… أنتم سفراء وطن، وأنتم أبناء المجد… والكرة لا تزال في ملعبنا.