عبدالاله الخطيب..من اليونان الى الدوار الثالث
جفرا نيوز - محمود كريشان
هي "السلط" مهبط عشقه وقد وُلد فيها عام 1953 وتربى في مضارب عشيرته "الغنيمات" على ابجديات الانتماء الوطني الراسخ , والعطاء المنذور لوجه الوطن الجميل.
عبدالإله الخطيب .. رجل معطاء بعنوان عريض للدبلوماسية الاردنية القوية , وقد انطلق في سلوكه السياسي والعام من ثوابت راسخة , ضاربة الجذور في الانتماء الوطني والولاء للعرش الهاشمي النبيل , لا يساوم او يزاود على ثوابته وهو الذي يعتبر جندي للوطن سواء كان داخل المنصب او خارجه.
متواضع , متجرد من كل الالقاب , لأنه يؤمن بأن المنصب وسيلة لخدمة الناس , لا للتعالي عليهم ..
لذلك كان ولا زال "الوطني" الذي لا يستقيل من "وطنيته" , و "المخلص" الذي لا يتخلى عن اخلاصه .. فهو الذي يعرف ان الوطنية ليست وظيفة او منصب , والاخلاص ليس رهنا لظرف عابر.
في حياة "عبدالإله الخطيب" ثمة محطات , نسج من خلالها طريقه بعصامية وتحدي , وقد كانت أولها في اليونان عندما كان طالبا في الكلية العليا للعلوم السياسية , وبذات الوقت موظفا اداريا في السفارة الاردنية في اثينا , فكانت بوصلته تُشرق في اتجاه دقيق نحو الدوار الثالث حيث وزارة الخارجية , ليبدأ معترك العطاء كدبلوماسي نسج سلوكه السياسي بخيط العشق للوطن , وصاغ تفاصيل العطاء بلا "غرض" او "هوى" .. صاحب موقف ورأي , لا يجامل او يُداهن ولا تأخذه في الحق لومة لائم.
كان "الخطيب" في الطابق الرابع بالخارجية مديرا للمكتب الخاص في الخارجية بمطلع التسعينيات , وبالاضافة لذلك كان يتولى عمله منسقا للفرق الاردنية المشاركة في مفاوضات السلام الثنائية المتعددة , التي انطلقت في مؤتمر مدريد للسلام , بظروف دقيقة جدا ومصيرية , كان "لا ينام" ولا يجعل غيره"ينام" , في بقاءه متمترسا في "خندق" العطاء بين كم هائل من الوثائق والملفات والفاكسات المتطايرة ليلا نهارا , حتى أُنجزت اتفاقية السلام , واستعاد الاردن حقوقه على اكمل وجه.
كان "ابا مناف" يُطف لثمة شماغه الاحمر المهدب بصبر الامهات في "وادي الاأكراد" بالسلط الحانية .. ذلك لإخفاء دموعه , كلما امتدت يد الارهاب الآثمة نحو دبلوماسي أردني يدفع بالدم الارجوان ضريبة رسالة نظيفة لوطن هاشمي عزيز مفتدى..
بصمات عديدة تضيء سجل "خطيب" الدبلوماسية الاردنية , في محطات كثيرة في السياحة والاسمنت والسفارات والخارجية , تؤكد حقيقة رجل ما بدل عن محبة الاردن تبديلا.
عبدالإله .. رصيد استراتيجي وذخر وطني , صنع حضوره في كافة "الاماكن" التي أشرق فيها فارسا للعطاء , نهض بأمانة المسؤولية في كافة المفاصل والأزمات , لأنه يعرف أن "الاردن" مثل "النسر" لا ترعبه العاصفة , بل يتنبأ بقدومها , ويمتطيها لترفعه للأعلى مُحلقا فوق السحاب.