رحلة الأمتار الأخيرة بين الحسين والوحدات

AddThis Website Tools

ستكون الأنظار موجهة اعتبارا من اليوم، إلى المباريات الثلاث المتبقية لفريقي الحسين إربد والوحدات في دوري المحترفين لكرة القدم، لمعرفة هوية البطل عقب لقاءات حاسمة ومثيرة لا تخلو من الإثارة والندية، حيث يرفع الفريقان شعار "ممنوع الخطأ"، بعدما تقلص الفارق بينهما إلى نقطة واحدة.

ويرى عدد من أهل الاختصاص والمعرفة في خفايا الكرة الأردنية، أن مؤشرات الإثارة والندية وروح المنافسة بين "الأصفر" بطل الموسم الماضي ووصيفه "الأخضر"، ستبلغ ذروتها خلال الأيام المقبلة، في صراع البحث عن لقب دوري المحترفين للموسم الحالي، قبل جولتين من نهاية المسابقة، إضافة إلى مباراة مؤجلة لكل فريق، كما يؤكدون أن تذبذب النتائج وصعوبة المباريات المتبقية لا يسمحان بالجزم بهوية البطل حتى صافرة نهاية الجولة الأخيرة.

الحسين يبحث عن المجد الثاني، بينما يسعى الوحدات إلى تعزيز خزائنه بالبطولات، وهو ما ينذر بنهاية موسم درامية قد تحسم في اللحظات الأخيرة.

وفي ظل المعطيات السابقة وحساسية المباريات وحرص الفرق كافة على حصد النقاط، تبدو المفاجآت واردة ولا سيما، مع الفرق التي تنافس على الهروب من الهبوط أو تحسين مواقعها في جدول الترتيب.

ورغم الخسارة الصعبة أمام فريق الوحدات الأسبوع الماضي بهدف لهدفين، ما يزال فريق الحسين إربد يمتلك مصيره بيديه، ويأمل في تحقيق اللقب الثاني في تاريخه حال حقق الانتصارات، حيث لا يحتاج لهدايا من الفرق الأخرى. 

ولكن بخلاف ذلك، تبدو الأمور معقدة، ما يمنح لاعبيه دوافع إضافية لتجاوز الضغط الكبير الذي يواجهونه، علما أن الحسين يملك الأفضلية في حال التعادل مع الوحدات بالنقاط، حيث تغلب على الوحدات 3-1 في لقاء الذهاب، وخسر في الإياب 1-2.

وتنتظر "الأصفر" مواجهة من العيار الثقيل أمام جاره فريق الرمثا مساء اليوم، في المباراة المؤجلة من الجولة الثالثة عشرة، بسبب مشاركته في دوري أبطال آسيا 2، وسيواجه شباب العقبة يوم السبت المقبل على ملعب الحسن، قبل أن يختتم مبارياته أمام فريق شباب الأردن في عمَّان، ولم تحدد دائرة المسابقات حتى الآن موعد ومكان الجولة الأخيرة.

أما "الأخضر" الذي عاد من بعيد واستعاد مستواه الفني وحضوره، وأصبح قريبا من استرداد اللقب الغائب منذ العام 2020، فعليه تحقيق الانتصارات في مبارياته المقبلة وانتظار الهدايا من فرق أخرى، وهو الذي يواجه مساء اليوم فريق مغير السرحان، الذي ودع الدوري رسميا، على ملعب الملك عبدالله بالقويسمة، قبل أن يخوض لقاء قويا مع مضيفه فريق الجزيرة يوم السبت المقبل، على ستاد عمَّان الدولي، على أن يختتم مشواره بالدوري باستضافة فريق الرمثا على ستاد الملك عبدالله بالقويسمة.

وأكد المدرب الوطني عيسى الترك، أن الجولات المقبلة صعبة على الحسين إربد والوحدات، في طريقهما لحسم لقب دوري المحترفين لكرة القدم، مشيرا إلى أن كل مباراة يخوضها كل فريق بمثابة نهائي بحد ذاته، منوها إلى أن من يستطيع التركيز ويبتعد عن العثرات، سيكون بطلا للموسم 2024-2025.

وأضاف الترك: "يلعب الجهاز الفني لكلا الفريقين دورا مهما في تجهيز اللاعبين نفسيا وذهنيا وتكتيكيا لكل مباراة، وكذلك جماهير الفريقين لها دورها في رفع معنويات اللاعبين، سواء على المدرجات أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وستكون حافزا للفريقين لتقديم أفضل ما لديهما من مباراة إلى أخرى".

وتابع الترك: "لعب فوز الوحدات على الحسين إربد بنتيجة 2-1 في الجولة الماضية، دورا كبيرا في زيادة الإثارة والتشويق في الأمتار الأخيرة من نهاية دوري المحترفين.

 ولا يختلف الحال في مباريات الهروب من شبح الهبوط، وهذا يعد ميزة فنية وتنافسية لدوري المحترفين في الموسم الحالي".

وزاد: "ستغلف الندية والمتعة مباريات الحسين إربد المتصدر، ومطارده الوحدات في اللقاءات الثلاثة المتبقية، حيث سيواجهان فرقا تلعب بأريحية، كما يواجه الوحدات فريقي الجزيرة والرمثا اللذين يبحثان عن تحسين مركزيهما، إضافة إلى مغير السرحان الذي يسعى إلى ترك ذكرى طيبة بعد وداعه الدوري، وبالنسبة لفريق الحسين، فإن مواجهاته مع الرمثا، شباب العقبة وشباب الأردن، تعتبر صعبة، وخصوصا شباب العقبة الذي يحاول الهروب من شبح الهبوط".

واختتم الترك حديثه قائلا: "المباريات المتبقية ستكون ممتعة ومثيرة في رحلة الأمتار الأخيرة، وسنشاهد مباريات قوية وجميلة، وستكون مفيدة للمنتخب الوطني الذي سيستفيد من قوة التنافس بين الفرق".

من جهته، قال المحاضر الآسيوي زياد عكوبة: "برأيي، دوري المحترفين وصل الآن إلى وضع فني جيد، من خلال الأداء المميز الذي تقدمه أندية الحسين، الوحدات والفيصلي، وعاد الدوري إلى التنافس المطلوب، بعد أن شاهدنا عودة فريق الوحدات من بعيد للمنافسة على اللقب، بعد أن كان فقد الأمل، ووضع فريق الحسين تحت ضغط نفسي عالٍ، خصوصا بعد النتائج الجيدة في الأسابيع الأخيرة، والفوز عليه في آخر مباراة، وهذا أدى إلى إضعاف الجانب النفسي للفريق، بعكس الوحدات الذي زادت الحالة المعنوية والنفسية للاعبيه".

وأردف: "وفي تحليل فني حيادي، أجد أن فريق الحسين يملك أوراقا فنية كثيرة، سواء في التشكيلة الأساسية أو البدلاء، بعكس فريق الوحدات الذي يملك تشكيلة أساسية جيدة فقط. 

وإذا عدنا إلى المباريات المتبقية للفريقين، سنجد أن فريق الحسين سيكون تحت ضغط نفسي أكثر من فريق الوحدات، فهو سيواجه فرقا تنافس بقوة للهروب من شبح الهبوط. 

وهنا يأتي دور المدربين، الإدارات والجمهور، في استخدام منصات التواصل الاجتماعي لتخفيف الضغط على فريق نادي الحسين، فإذا ما سيطر الفريق على هذه الأمور، أعتقد أنه سينجح في العبور إلى بر الأمان".

وزاد: "وبالنسبة إلى فريق الوحدات، فأمله معلق فقط بتعثر نتائج فريق الحسين، وهذا يعني أن الكرة ما تزال في ملعب الحسين، والأوراق التي يملكها تؤهله لتحقيق اللقب، مع أمنياتنا للفريقين بالتوفيق والنجاح".

ويرى الخبير الإداري ماهر طعمة، أن منافسة الدوري في الموسم الحالي مشتعلة ومثيرة وممتعة، ومن المنتظر أن يستمر الصراع على اللقب حتى الجولة الأخيرة للموسم الرابع على التوالي، بعد أن تنافس فريقا الرمثا والوحدات على لقب الموسم 2021، الفيصلي، الوحدات والحسين على لقب الموسم 2022، والحسين والفيصلي على لقب الموسم 2023-2024.

وأضاف: "الحسين إربد فريق متكامل لا ينقصه شيء، ولا توجد لديه مشاكل إدارية، والاستعانة بالمدير الفني أحمد هايل خطوة إيجابية ومفيدة ستنعكس بالفائدة على منظومة الفريق".

وأردف: "مباريات الفريقين المقبلة تبدو سهلة، والفوز وارد من الجانبين، واحتمال أن يبقى الفارق كما هو، ولكن ذلك يبقى على الورق، إلا إذا أوقفت الفرق المهددة بالهبوط أحدهما، وهذا طبعا سيكون بمثابة معجزة".

وقال: "الوحدات أشعل منافسات المسابقة بالفوز المثير على الحسين إربد، ورفع مؤشرات التنافس بين الفريقين، وأتمنى أن ينال اللقب الفريق الذي يستحقه.

 سنقول للفائز مبروك، وللخاسر حظا أوفر، وليكن التنافس في الموسم الحالي درسا لكل الفرق والإدارات للموسم المقبل، من أجل إعادة التقييم وتحسين الاختيارات منذ البداية".

AddThis Website Tools