إسقاط العروش.. ثم تتحرك الجيوش... هذا هو المخطط؟

AddThis Website Tools

الدكتور محمود عواد الدباس

1/3

مصادفة استمعت قبل يومين اثنين إلى فيديو عبر منصة إكس، يتحدث خلاله أحد الأشخاص، وهو من مؤيدي حركة حماس، وكان يتقدم إحدى المسيرات . المتحدث ليس من هنا. قال المتحدث في هذا الفيديو إن الحكام هم من يحرصون الحدود مع إسرائيل. من هنا، فإن الخطوة الأولى هي إسقاط العروش، ثم تتحرك الجيوش نحو غزة للتحرير. بعد الانتهاء من الاستماع إلى الفيديو، قمت بعملية إسقاط ذهني لمضمون هذا الفيديو على مجريات الأحداث. مباشرة أدركت أن المقصود في هذا الفيديو هما مصر والأردن، فهما لهما معاهدة سلام مع إسرائيل. ومباشرة تذكرت الهتافات التي وجهت إلى الجيش مؤخرًا، من حيث السؤال: أين هو؟ والرد في مسيرة أنه نائم. أو من حيث القول إن جيشنا أقوى جيش من أجل الدخول في معركة التحرير. في التحليل الأعمق، فإن الهدف من تلك الهتافات هو إيجاد فجوة ما بين الجيش وما بين القيادة. من هنا نفهم أن الإصرار من حماس على استمرار تعاظم الإبادة في غزة، نتيجة رفضها لكافة المطالب منها، سيؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث تفجير داخل دولتين اثنتين هما مصر والأردن، بحسب المخطط، بهدف إسقاط النظاميين. ويكون البديل هنا وهنالك قيادة تعطى أمرها إلى الجيشين للتحرك إلى الحدود والدخول في معركة مع إسرائيل.

2/3

انتقل الآن إلى سؤال آخر: كيف كان تعامل الأردن ومصر مع تداعيات مأساة غزة؟ هنا نقول: وعلى الرغم من الجهود المضنية التي يبذلها الملك عبد الله  في الأردن والرئيس السيسي  في مصر لوقف العدوان، لكن هنالك جهودًا متصلة ومستمرة لضرب قيادة البلدين مع شعبيهما من أجل الانقلاب عليهما. لكن السؤال الآخر الأدق  في ذات الاتجاه: ما هو حجم تلك الجهود الفعلية على أرض الواقع التي تم تنفيذها داخل الأردن وداخل مصر؟ الجواب: إن جهود التشكيك ميدانيًا هي في الأردن وليست في مصر. لعل السبب في ذلك هو مساحة الديمقراطية هنا أعلى منها هنالك. انتقل إلى مستوى أعلى في العصف الذهني: من هو العقل المدبر على المستويين الإقليمي والدولي الذي رسم هذه الخطة ومنهجية العمل؟ وهو الذي يتخذ القرار الفعلي وتخضع له حركة حماس؟ هنا سأصمت!

3/3 

ختامًا، عملًا بقاعدة أن الضرورات تبيح المحظورات، يجب إصدار قرارات رسمية تحدد الأماكن المسموح فيها بإقامة المظاهرات والأماكن التي لا يسمح فيها بذلك. كذلك، إصدار تعليمات بأن لا تتضمن الهتافات في أي مسيرة أي ذكر للملك أو الجيش والأجهزة الأمنية، ويكون الخطاب موجهًا إلى الحكومة فقط. أيضًا، إصدار قرار بالسماح بالمظاهرات في يوم الجمعة فقط لأسباب اقتصادية وأمنية. أما الهدف من ذلك فهو الحيلولة دون وقوعنا في الفخ المرسوم لنا. مذكرًا أن قرار المواجهة العسكرية مع إسرائيل هو قرار يتعدى الأردن ومصر نحو إجماع عربي، ذلك أن مواجهة إسرائيل هي مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مع استمرار قيادة البلدين في الأردن ومصر بجهودهما الدولية في السعي لوقف العدوان على غزة.

AddThis Website Tools
AddThis Website Tools