إعلاميون مصريون يتحدثون عن الثوابت الأردنية المصرية أمام أوروبا
شكّلت القمة التي عقدها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القاهرة، أمس، لبحث الأوضاع الخطيرة في غزة، علامة فارقة خلال المرحلة الحالية، لجهة دعم الأهل في غزة، برسائل واضحة وعملية أكد خلالها القادة «ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بالدفع باتجاه وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، والعودة الفورية لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه، واستئناف وصول المساعدات الإنسانية الكافية للحد من الأزمة المتفاقمة التي يواجهها أهالي القطاع»، وفي ذلك حسم عملي لأزمات المرحلة التي تعرّض استقرار المنطقة بأسرها للخطر، والبدء بمرحلة جديدة تستقر بها المنطقة.
القمة التي دعا لها الرئيس المصري، حملت مضامين غاية في الأهمية، إلى جانب أهمية توقيت عقدها في فترة زمنية حساسة تتعرض بها غزة لمجازر يومية، لتلتقي عمّان والقاهرة وباريس على حقيقة عملية بضرورة وقف الحرب، وإيصال المساعدات، إضافة لرسائل جلالة الملك الهامة بضرورة وقف الإجراءات أحادية الجانب في الضفة الغربية حيث حذر جلالته «من خطورة استمرار الإجراءات أحادية الجانب ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس»، وأعاد جلالته التأكيد على رفض التهجير، وضرورة تحقيق السلام العادل، فكانت قمة برسائل حاسمة وهامة.
وتعدّ القمة الثلاثية هامة جدا لإيصال الصوت العربي والمواقف العربية للدول الأوربية، فحضور الرئيس الفرنسي، الذي يدعم الثوابت الأردنية المصرية من القضية الفلسطينية، من شأنه أن يقود لقناعات أوروبية تجاه مفاصل هامة متعلقة بالقضية الفلسطينية، وعدم تصفيتها ورفض التهجير، وبطبيعة الحال وقف إطلاق النار في غزة، ما يجعل منها قمة هامة تكمل عمق علاقات قوية تربط الأردن ومصر بفرنسا، وعملهما المشترك الذي أدى لوجود حديث غربي حول حل الدولتين والحل السلمي للقضية الفلسطينية.
وفي قراءة تحليلية خاصة حول أهمية عقد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة في القاهرة، أمس، أكد إعلاميون مصريون أن الدعم الفرنسي للثوابت الأردنية المصرية خلال القمة الهامة، إضافة لعقد القمة سيكون حجر أساس في أي تحرك قادم من أجل حل القضية الفلسطينية ومن اجل التهدئة في قطاع غزة ومن اجل الالتزام الدولي بقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين باعتباره هو الحل للقضية الفلسطينية، وهذا هو المسار الذي تتمناه مصر والأردن من أجل استقرار المنطقة وعدم استمرار حالة عدم الاستقرار الموجودة منذ اندلاع الحرب على غزة.
وأكد المتحدثون من مصر عبر الهاتف أن الشراكة الأردنية المصرية مهمة جدا لأنهما أكثر دولتين متضررتين من هذه الأزمة، حيث تحرص القاهرة وعمان على إحلال السلام في المنطقة عامة، والأراضي الفلسطينية خاصة، فهدفهما فلسطين، وإن هدأت الأوضاع حتما ستهدأ في المنطقة ويعم السلام في المنطقة.
وشدد المتحدثون على أن اللقاء ما بين الزعيمين الكبيرين والرئيس الفرنسي له صدى دولي وإقليمي كبير خاصة أن الزعماء الثلاثة ينتهجون مسار السلام باعتباره الحل وهم منخرطون بعملية التهدئة ويسعون بكل الطرق لأن تتحقق التهدئة في قطاع غزة وأن يتوقف العدوان لتبدأ مرحلة إعادة الإعمار في غزة وتستقر المنطقة.
رفض التهجير
رئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم» محمود بسيوني قال: لا شك أن هناك أهمية كبيرة للقمة الثلاثية التي عقدت أمس في القاهرة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واللقاء ما بين الزعماء هام جدا كون هناك مواقف فرنسية داعمة للموقف الأردني المصري في رفض التهجير القسري والطوعي للفلسطينيين.
ولفت بسيوني إلى أن العمل المشترك ما بين مصر والأردن وفرنسا أدى لوجود حديث غربي حول حل الدولتين وعن الحل السلمي للقضية الفلسطينية، وهذا هو الدور الذي يقوم الأردن ومصر طوال الفترة الماضية به، وبالتالي فإن القمة والدعم الفرنسي للمواقف سيكون حجر أساس في أي تحرك قادم من أجل حل القضية الفلسطينية ومن أجل التهدئة في قطاع غزة ومن أجل الالتزام الدولي بقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين باعتباره هو الحل للقضية الفلسطينية، وهذا هو المسار الذي تتمناه مصر والأردن من أجل استقرار المنطقة وعدم استمرار حالة عدم الاستقرار الموجودة منذ اندلاع الحرب على غزة. وقال بسيوني: بالتأكيد التحرك الأردني المصري مع الدعم الفرنسي سيلاقي ترحيبا دوليا كبيرا خاصة أن فرنسا داعمة للخطة العربية التي تمت في قمة القاهرة الأخيرة باعتبار أنه يمكن إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، وهذا عبر عنه الرئيس السيسي بأن مصر مستعدة لمؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة عقب انتهاء الأعمال العدائية التي تتم الآن من جانب العدوان الإسرائيلي.
وشدد بسيوني على أن اللقاء ما بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي له صدى دولي وإقليمي كبير خاصة أن الزعماء الثلاثة ينتهجون مسار السلام باعتباره الحل وهم منخرطون بعملية التهدئة ويسعون بكل الطرق لأن تتحقق التهدئة في قطاع غزة وأن يتوقف العدوان لتبدأ مرحلة إعادة الإعمار وتستقر المنطقة.
ثوابت الدولتين
من جانبه، قال مدير تحرير جريدة الجمهورية طلعت طه: خلال القمة أكد الزعيمان الكبيران الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي على ثوابت الدولتين أمام الرئيس الفرنسي، مؤكدين رفض فكرة التهجير القسري والطوعي، وضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وقفا فوريا، وهذه ضرورة ملحة، كما تم التأكيد على ضرورة إيصال المساعدات، وضرورة إعمار غزة طبقا للخطة العربية والمقترح المصري الذي كان طوق نجاة للغزيين بعدما حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير أهل غزة، ليؤكد الزعماء على إعمار غزة دون تهجير أهلها.
وشدد طه على أن الشراكة الأردنية المصرية مهمة جدا لأنهما أكثر دولتين متضررتين من هذه الأزمة بحكم الجوار، وبالتالي فإن القاهرة وعمان تحرصان على إحلال السلام في المنطقة والأراضي الفلسطينية، فإن هدأت الأمور في فلسطين وعم السلام سيعم السلام في المنطقة. والثوابت الأردنية المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية أكدت مع فرنسا ضرورة أن يكون هناك تنفيذ فوري لوقف إطلاق النار.
وبين طه أن القمة وضعت رؤية لضرورة وجود خارطة طريق معروفة وواضحة على مستوى دولي لحل الدولتين وإعلان الدولة الفلسطينية بكامل سيادتها على ترابها الوطني.
جهود حثيثة
وقالت نائب تحرير جريدة الأخبار المصرية الدكتورة رضوى عبد اللطيف: تأتي استضافة مصر للقمة الثلاثية بين مصر الأردن وفرنسا بمشاركة من جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استكمالا للجهود الحثيثة التي تقوم بها مصر والأردن منذ بدء العدوان على غزة و دورهما التاريخي في القضية الفلسطينية على مدار عقود . وبينت عبد اللطيف أنه في هذا الوقت العصيب الذي عدنا فيه مجددا لنقطة الصفر بعد أن انتهكت إسرائيل كل الجهود التي بذلت وعادت لعدوانها مجددا وسط صمت دولي مزر، يأتي عقد القمة الثلاثية لتؤكد ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع مع الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين من أرضهم والتأكيد على تنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، وبعد تخلي أمريكا عن دورها كوسيط لحل الأزمة وسياسات ترامب التي زادت من تفاقم الأوضاع وعودة العدوان على غزة لإرغام سكانها على الهجرة أصبح لزاما أن يكون هناك إجماع أوروبي لدعم الموقف العربي والضغط على أمريكا لوقف هذا العدوان على الأبرياء ووقف مخططات التهجير في غزة والضفة. وأضافت: بينما يعقد لقاء في أمريكا بين ترامب ونتنياهو للتصعيد واستمرار قتل وتهجير الفلسطينيين ما زال الموقف الشجاع والتاريخي لمصر والأردن يواجه بكل حزم مخططات تهجير الفلسطينيين ويؤكد على الحق الفلسطيني في العيش في وطنهم بسلام.
موقف متطابق
وأكد الكاتب والباحث السياسي جمال رائف أن الموقف الأردني والمصري متطابق حيال الأوضاع في قطاع غزة وحيال القضية الفلسطينية بشكل عام وهذا التطابق يذهب إلى نقاط محددة متعلقة بالرفض التام لفكرة تصفية القضية الفلسطينية والرفض التام لفكرة التهجير سواء كان قسريا أو طوعيا لأهالينا في قطاع غزة والرفض التام لممارسات الجانب الإسرائيلي الخاصة بسياسات التجويع والابادة الجماعية والفصل العنصري ومحاولة ضم الأراضي في الضفة وقطاع غزة وغيرها من سياسات عدوانية ترفضها كل من مصر والأردن، بل تعملان سويا من أجل إيجاد حلول سياسية تنحي الحلول العسكرية وتذهب بالمنطقة إلى السلام والاستقرار وأيضا تنقذ القضية الفلسطينية من التصفية.
وذكر رائف أن مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني ليست الأولى في مثل هذه القمم الثلاثية التي تضم الأطراف الثلاثة مصر والأردن وفرنسا، بل كان لجلالته مشاركة سابقة عبر الفيديو، لافتا إلى أن الدول الثلاث ومعها ألمانيا شركاء بالجانب المتعلق بالنقاش الأوروبي العربي، فلقاء أمس يعد مهما للغاية ومحطة بالغة الأهمية لإيجاد نقاط توافق وتقارب في وجهات النظر العربية الأوروبية للانطلاق منها والعمل سويا لإيجاد «حلحلة» حقيقية للأوضاع المتأزمة في المنطقة بشكل عام والأراضي الفلسطينية بشكل خاص.
وأشار رائف إلى أن تصريحات الرئيس ماكرون بعد القمة هامة في دعمه للموقف المصري الأردني والذهاب للسلام ورفض التهجير، ودون أدنى شك فإن القمة داعمة للثوابت الأردنية المصرية وللخطة العربية وتعد أحد أهم المكتسبات لحشد الرأي العام الأوروبي لدعم الرؤية الأردنية المصرية التي تعد حائط صد حقيقيا أمام تصفية القضية الفلسطينية وسيبقى موقفهما صلبا مدافعا عن القضية الفلسطينية، ومستقبلها. وشدد رائف على أن القمة هامة وتأتي في إطار العمل الدؤوب للحشد الدولي لمناصرة القضية الفلسطينية، بجهود أردنية مصرية.
الدستور - نيفين عبد الهادي