ظاهرة "الخريس".. دعوات للتوعية والرقابة
في الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة لفتت انتباه الأهالي والجهات المعنية، وهي ظاهرة إشعال أسلاك الألمنيوم، والمعروفة محليًا بـ«الخريس»، وهي لعبة شعبية يمارسها الأطفال والكبار في الشوارع كنوع من التسلية والترفيه، وعلى الرغم من أنها قد تبدو غير مؤذية في ظاهرها، فإنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة تهدد سلامة الأطفال وصحتهم.
تتمثل لعبة «الخريس» في استخدام أسلاك الألمنيوم الناعم، الذي يُستخدم عادة في تنظيف الأواني، حيث يقوم الأطفال بجمع هذه الأسلاك وإشعالها باستخدام أعواد الثقاب أو الولاعات.
ينجذب الأطفال إلى الأضواء المتوهجة الناتجة عن احتراق الألمنيوم، ما يجعلها مصدرًا للتسلية والمرح، ومع انتشار هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، أصبح هذا النشاط شائعًا بفضل منصات التواصل الاجتماعي، حيث يظهر المشاهير وهم يمارسون هذه اللعبة، مما يشجع الآخرين على تقليدهم.
لكن ما يغفل عنه الكثيرون هو المخاطر الكبيرة التي تنجم عن هذا الفعل، عند احتراق أسلاك الألمنيوم، تتصاعد أبخرة سامة تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل أكسيد الألمنيوم، وهي مواد يمكن أن تسبب مشاكل تنفسية حادة، وحروقًا في الجهاز التنفسي، وحتى التسمم على المدى الطويل.
كما أن الأطفال الذين يشاركون في هذه اللعبة عرضة للإصابة بحروق جسدية مباشرة نتيجة اقترابهم من النيران أو محاولة لمس الأسلاك المشتعلة.
وتعبر المتخصة في الدراسات الاجتماعية، الدكتورة إسلام بني أرشيد، عن قلقها البالغ من انتشار هذه الظاهرة، معتبرة إياها نوعًا من التقليد الأعمى الذي يعكس تهديدًا حقيقيًا لصحة وسلامة الأطفال.
وتشير إلى أن هذه الألعاب، التي انتشرت بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تعتبر «ترندًا» يتم اتباعه دون إدراك للعواقب الوخيمة التي قد تترتب عليه.
وتحذر من أن هذه الظواهر تشكل خطرًا كبيرًا على أفراد المجتمع، وتغذي ثقافة تضر بالأرواح والممتلكات.
وتُشدِّد بني أرشيد، على ضرورة توعية الأفراد بخطورة هذه الظاهرة، مؤكدة أن رمضان شهر الرحمة والبركات لا ينبغي أن يُقلب إلى مناسبة للتسلية بهذه الألعاب المتهورة.
ودعت إلى أن تتحمل جميع فئات المجتمع مسؤولية التوعية، بدءًا من الآباء والأمهات في البيت، مرورًا بالمعلمين في المدارس، وانتهاءً بالأئمة في المساجد.
من جهتها، تقول المختصة في العلوم الاجتماعية، أ. د احلام مطالقة استاذ التربية الاسلامية في جامعة اليرموك، إن هذه الألعاب تشكل تهديدًا حقيقيًا للنفس والمجتمع، مشيرة إلى أن الإسلام قد حرم كل ما يضر بالنفس أو الآخرين.
وتستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، مؤكدة أن الإسلام يولي أهمية كبيرة لحفظ النفس والمال، ويعتبر أي تصرف يهدد ذلك اعتداءً آثمًا.
وتؤكد أن هذه الظواهر السلبية تحتاج إلى تكاتف الجهود بين الأسرة والمؤسسات المجتمعية والجهات الرسمية لوقف مثل هذه السلوكيات الغريبة عن قيمنا الإسلامية ومجتمعاتنا.
الرآي