الدباس يكتب: حماس تقسم جامعة الدول العربية إلى ثلاثة

الدكتور محمود عواد الدباس

 أسئلة كثيرة تم طرحها من بعض المختصين والمراقبين خلال متابعة انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي 4-3-2025 م. أبرز تلك الأسئلة هو السؤال عن سبب انخفاض مستوى التمثيل السياسي لعدة دول عربية في حضور تلك القمة.في تلك الليلة، لم يكن بالإمكان الوصول إلى تفسيرات تقترب من الدقة. لكن ما هي إلا يومين اثنين بعد انعقاد القمة حتى اتضحت الرؤية أو جزء منها. السبب في كل ذلك هو الموقف من حركة حماس. حيث كان هناك ثلاثة مواقف متصارعة في شكل التعامل مع حركة حماس. 

✓الموقف الأول: وهو الرؤية الأردنية والمصرية معًا. وهو الذي تم تبنيه من القمة العربية وتم الإعلان عنه، والذي تمثل باتباع الأسلوب التدريجي في إزاحة حركة حماس من المشهد السياسي الفلسطيني. هذا الموقف هو الذي أنتج فكرة لجنة إدارية غير فصائلية في غزة تتولى استلام المساعدات ولغايات إعادة الإعمار. مع ترحيل القضايا الحساسة العالقة وأبرزها أسلحة حماس إلى وقت آخر.

✓✓ الموقف الثاني: وهو الموقف المتشدد الذي يذهب نحو إلزام حركة حماس بتسليم أسلحتها. ويمثل هذا الموقف عدة دول عربية أخرى لا تتفق مع الإسلام السياسي لأسباب كثيرة.

✓✓✓ الموقف الثالث: وهو الموقف المنحاز إلى المقاومة. وهو بكل تأكيد ليس مع خيار التدرج أو خيار الإسراع في إزاحة حركة حماس من المشهد السياسي الفلسطيني. هذا الموقف كان أوضح ما يكون في الموقف الجزائري الذي ذهب وفقًا لتصريحات صحفية نحو القول بوجود حالة من الإقصاء لغالبية الدول العربية في التحضير لموضوع القمة وقراراتها.

في المحصلة، فإن الموقف الذي حسم موقف جامعة الدول العربية رسميا في قمتها الطارئة هو الموقف الأول ببصمة أردنية مصرية. فهما الأكثر احتكاكًا مع فلسطين جغرافيًا وسكانيًا.هذا الموقف كان وفقًا للتعابير الفلسفية (بين.. بين.. لا. فوق.. لا تحت). هو موقف راعي الواقع الحالي لموازين القوى في غزة والضفة الغربية. كما أنه راعي حالة التأييد الشعبي الذي تتمتع به حركة حماس في أوساط الشعوب العربية والإسلامية. وتجنب بالتالي الاصطدام مع الشارع العربي والإسلامي. نتيجة لذلك ، وكردة فعل على هذا الموقف. وقفت حماس في منتصف الطريق. حيث أيدت بنود القمة التي تخدمها. كما أكدت أنها لن تسلم أسلحتها في المستقبل. لكن الرفض لقرارات القمة العربية جاء من الطرفين الإسرائيلي والأمريكي. فهما يريدان من القمة العربية أن تتبنى الموقف المتشدد تجاه حركة حماس. وهو موقف تتبناه عددًا من الدول العربية كما أشرنا أعلاه.

ختامًا، فإن المحور الأقدر على بلورة الموقف العربي من القضية الفلسطينية هو المحور الأردني والمصري. لاعتبارات جغرافية سكانية. مع التأكيد على أن هذا المحور وعلى الرغم من أنه لا يتفق مع الرؤية السياسية لحركة حماس. لكنه في ذات الوقت لا يرغب أن يسلم رقبة حماس إلى إسرائيل وأمريكا. والسبب أن تجارب العقود الماضية تؤكد أنه لا ضمانات أمريكية أو إسرائيلية مستقبلية أكيدة تخص ضمان استقرار الأردن ومصر معًا إذا فعلا ما تريده أمريكا وإسرائيل منهما.