يوميا حسين في مستشفى البشير يا وريكات
جفرا نيوز - ابن البلد
حسين رجل يعمل خدمة علم طوال النهار في مستشفى يحتاج الى مليون حسن ليرفع من سوية مستشفى بحجم البشير المظلوم مثله مثل باقي المستشفيات الحكومية في المملكة.
حسين لمن لا يعرفه شخصية ديناميكية، معروفة لدى الجميع، قد يكون محبوبا لكن الأهم من ذلك أن لديه القدرة على توفير خدماته للجميع ما يجعله الشخص الأكثر أهمية في مستشفى البشير، لربما اهم من مدير المستشفى بحد ذاته.
في حال كنت تراجع البشير لاول مرة، وليس لديك الخبرة الكافية في آليه التعامل مع المستشفيات الحكومية، فحسين هو الشخص المناسب، خصوصا إذا كانت تعاني من حالة طارئة "حياة أو موت"، خدمات حسين تشمل إيصالك إلى المكان المناسب، والتسريع من الإجراءات الطبية ووصول الطبيب وتسخير سيارة الاسعاف لنقل المصاب من مبنى إلى أخر للقيام بالفحوصات الطبية المناسبة.
هذه الخدمات تمتد لتوفير التشخيص الأولي للمصاب، والتنبؤ فيما إذا كان المصاب يعاني من إصابات خطرة أم لا، بما في ذلك قراءة صورة الأشعة، والمفاجئة أن توقعات حسين وقراءته لصور الأشعة جميعها كانت بمنتهى الدقة !!!
هذا المرافق يقدم خدمته لوجه الله تعالى، فهو يقف نصيرا للمصابين والمرضى، لكن ذلك لا يمنع من الحصول على إكرامية بسيطة مقابل الخدمات الهائلة.
بالمحصلة قد يكون ما يقوم به حسين، تجاوزا لمهامه الوظيفية كونه في واقع الأمر "عامل نظافة في المستشفى"، لكن بعد ان تمضي خمسة أيام في المستشفى تتمنى أن يحالفك الحظ فتلتقي بشخص شبيه به، لتقديم هذا النوع من الخدمات.
خمسة أيام أمضتها "حنِِة" في مستشفى البشير، ورغم الطبابة جيدة المستوى في المستشفى، لكن الملاحظات على الخدمات لا تنتهي، لا أستطيع أن أخفي صدمتي، بما يقدم هنا، الشراشف لم يتم تغيرها، بقايا سيجارة تحت أحد الاسرة في عنبر رقم (5) لا تزال قابعة هناك منذ 3 أيام، لتثير سؤالين ، كيف يمكن لشخص أن يدخن في عنبر المرضى، وكيف تبقى أرضية المستشفى دون تنظيف منذ ثلاثة أيام.
بالصدفة ألتقي بـ"سامية" عاملة النظافة في القسم، تتعهد بتوفير العناية للمسكينة "حنة" من حمام ومأكل، وطبعا ذلك لوجه الله خصوصا ان كلا السيدتين تعيشان في بلد الغربة، فالاولى مصرية الجنسية والثانية "أثيوبية"، لكن ذلك لا يمنع من الحصول على إكرامية بسيطة مقابل تلك الخدمات.
بعد يوم تأتي الصدمة، "حنة" لم تحظى بحمام، ولم تغير لها الشراشف، والأدهى ان "سامية"، عاملة المستشفى، قدرت أن الخادمة الأثيوبية لن تقدر على تناول طعام الغداء فلتهمته هي.
هنا فقط تحسرت على حسين، وتمنيت ان أجد منه نسخة على شكل امرأة.