بذل منقذون في جنوب أفريقيا اليوم الخميس جهودا نهائية للتأكد من أنهم انتشلوا كل الجثث من منجم غير قانوني للذهب في عمق الأرض حيث توفي 78 على الأقل خلال حصار للشرطة.

ووصفت نقابة عمالية الأحداث بأنها مذبحة برعاية الدولة.

وطوقت الشرطة المنجم منذ أغسطس آب وقطعت إمدادات الغذاء والمياه في محاولة لإجبار عمال المنجم على الخروج للسطح ليتسنى لها اعتقالهم في إطار حملة لمكافحة التعدين غير القانوني الذي تصفه الحكومة بأنه حرب على الاقتصاد.

وفي عملية تمت بناء على أمر من المحكمة، استخدم منقذون منذ يوم الاثنين قفصا معدنيا اسطوانيا لانتشال 78 جثة و246 ناجيا بعضهم مرتبك ومصاب بهزال شديد.

واعتقلت السلطات الناجين، وأغلبهم من موزامبيق وزيمبابوي وليسوتو، ووجهت لهم اتهامات بالهجرة والتعدين بشكل غير قانوني.

ووصفت نقابة عمالية الأحداث التي شهدها المنجم في ستيلفونتين جنوب غربي جوهانسبرج بأنها "أسوأ مذبحة برعاية الدولة منذ نهاية نظام الفصل العنصري”.

وأضافت في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء "عمال المناجم هؤلاء ماتوا بالجملة بسبب سلسلة من القرارات والقمع الوحشي من إدارة عمليات الشرطة بموافقة وتشجيع المؤسسة السياسية وكبار شخصيات الدولة”.

وفي الموقع صباح اليوم الخميس، أنزل المنقذون القفص وبه كاميرا ووصفت الشرطة الإجراء بأنه يهدف للتحقق من معلومات متطوعين نزلوا مساء أمس الأربعاء للمنجم وقالوا إنهم لم يروا أن هناك أي جثث أو ناجين متبقين فيه.

ونفت الشرطة سد مخرج من المنجم وقالت إن أكثر من 1500 خروجوا بالفعل بطرقهم الخاصة في الفترة من بدء الحصار في أغسطس آب وحتى بدء عملية الانقاذ يوم الاثنين.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة أثليندا ماتي إن السلطات حددت هوية جثتين فقط من 78 تم انتشالها حتى الآن نظرا لأن العديد من العمال كانوا غير موثقين وبعض الجثث تحللت.

ومع ارتفاع عدد القتلى خلال علمية الإنقاذ على مدى ثلاثة أيام، تزايدت الانتقادات الموجهة إلى السلطات. لكن الحكومة دافعت عن إجراءاتها باعتبارها ضرورية لحماية الاقتصاد ومكافحة الجريمة. وقال وزير المناجم إن التجارة غير المشروعة للمعادن النفيسة كلفت جنوب أفريقيا أكثر من ثلاثة مليارات دولار العام الماضي.

وأوضحت ماتي أن الشرطة تحاول تحديد هوية زعماء أنشطة التعدين غير المشروع في ستيلفونتين وعبرت عن أملها في إلقاء القبض عليهم قريبا.

وأضافت أن من بين 246 ناجيا انتشلوا إلى السطح بين يومي الاثنين والأربعاء، دخل تسعة إلى المستشفى لتلقي العلاج تحت حراسة الشرطة بيمما يقبع الباقون رهن الاحتجاز.

رويترز